مظاهرات بالجزائر وتصاعد الجدل حول ترشح بوتفليقة

مظاهرة لنقاز رفضا لاقصائه من رئاسيات الجزائر
مظاهرة لأنصار المرشح رشيد نكاز رفضا لاقصائه من انتخابات الرئاسة (الجزيرة)
undefined

تظاهر عشرات من الناشطين في مدينة "تيزي وزو" الجزائرية ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة، بينما شهدت العاصمة تجمعا شعبيا شارك فيه مئات المتظاهرين، استجابة لدعوة المرشح رشيد نكاز الذي فشل في إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، فيما تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية والشعبية حول الانتخابات المقبلة.

ورفع المتظاهرون في تيزي وزو، التي تقع على مسافة مائة كيلومتر شرق العاصمة الجزائر، شعارات مناوئة لاستمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم منها "لا لعهدة رابعة" و"الشعب الضحية الوحيد" و"لا لحكم الأقلية في الجزائر". وكان مئات الطلبة تظاهروا الأربعاء الماضي أمام جامعة تيزي وزو، ضد ترشح الرئيس بوتفليقة.

وفي العاصمة، احتشد مئات الأشخاص بساحة البريد المركزي استجابة لدعوة المرشح رشيد نكاز الذي فشل في إيداع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري، بسبب ضياع استمارات التوقيعات القانونية كانت على متن سيارة قبل وصولها إلى مقر المجلس الدستوري.

ونقل مراسل الجزيرة نت في الجزائر هشام موفق عن نكاز قوله إن ضياع توقيعاته من مسؤولية المجلس الدستوري وأجهزة الأمن، ورفض الكشف رسميا عن حيثيات ما جرى، مكتفيا بالقول إن قضيته سياسية ويجب أن تعالج سياسيا.

وأضاف نكاز للصحفيين أن ما حدث له وللاستمارات داخل المجلس الدستوري "غير مقبول"، وطالب المجلس بإتمام ترشحه للانتخابات الرئاسية، كما طلب من الشباب "الصبر".

في غضون ذلك، قالت تلفزيونات محلية إن استمارات نكاز وجدت بإحدى المناطق النائية بولاية البليدة (50 كلم جنوب العاصمة) مساء الجمعة، وبثت صورا لما قالت إنها استمارات المؤيدين له ملقاه في الخلاء، لكن نكاز قال للجزيرة نت إنه لم يبلغ بأي شيء من ذلك، ولم تؤكده له أي جهة.

وأودع 12 مرشحا ملفات الترشح لدي المجلس الدستوري، الذي ينتظر أن يعلن أسماء المرشحين الرسميين لانتخابات الرئاسة المقررة في 17 أبريل/نيسان المقبل، منتصف مارس/آذار الجاري.

إعلان بوتفليقة ترشحه لولاية رابعة أثار ردود فعل متباينة بالجزائر (الأوروبية-أرشيف)
إعلان بوتفليقة ترشحه لولاية رابعة أثار ردود فعل متباينة بالجزائر (الأوروبية-أرشيف)

ردود فعل
وأثار إعلان بوتفليقة رسميا ترشحه لولاية رئاسة رابعة ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات من قبل المعارضة والرافضين لترشحه حول أهليته الصحية للنهوض بالبلاد، في حين دعا بوتفليقة -في آخر تصريح له السبت- كل الجزائريين لاختيار من يرونه مناسبا للرئاسة، وفق قناعاتهم وبكل استقلالية.

وقال بوتفليقة في رسالة قرأها نيابة عنه مستشاره محمد علي بوغازي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إنه "يتعين على كل جزائرية وجزائري وفق ما يحدوه من قناعات وبكل استقلالية اختيار الشخص الذي ستؤول إليه قيادة الجزائر، امرأة كانت أم رجلا".

وأصيب بوتفليقة بجلطة دماغية اضطرته للعلاج في فرنسا لمدة 80 يوما في أبريل/نيسان 2013 ويقول معارضوه إنه مريض لدرجة لا تمكنه من ممارسة الحكم، في حين حرصت قناة تلفزيونية خاصة مقربة من الرئاسة على بث صور لبوتفليقة وهو يصل بالسيارة إلى المجلس الدستوري.

في السياق، حثت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للسباق الرئاسي، باقي المرشحين للانسحاب مما وصفته بمهزلة انتخابية محسومة سلفا، ودعت لتحركات ميدانية لشرح خلفية موقفها بداية من الأربعاء المقبل.

في غضون ذلك، أعلنت 21 هيئة، بينها 18 حزبا، دعمها للمرشح الرئاسي علي بن فليس، باعتباره "رجل الوفاق القادر على إحداث التغيير الشامل" من وجهة نظرهم.

من جهته، جدد رئيس حزب جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، الدعوة إلى ضرورة إحداث توافق ديمقراطي وطني، استعدادا للانتخابات الرئاسية، كبديل للصراع، وحرصا على المصلحة الوطنية، على حد تعبيره.

وأوضح مناصرة، في كلمة ألقاها في تجمع شعبي بولاية سطيف، أن جبهة التغيير تتمنى أن ينجح هذا التوافق، وستقوم بدورها الانتخابي، إما بالتصويت الحر، أو التصويت الأبيض. مضيفا أن الأهم أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة.

المصدر : الجزيرة + وكالات