أمير قطر يدعو لإنهاء حصار غزة وحل الأزمة السورية
وأكد أن الحصار الخانق الذي يعانيه قطاع غزة وما يتسبب فيه من معاناة لم يكن "أمرا مقبولا في يوم من الأيام، ولا مبررا سياسيا وأخلاقيا"، مشيرا إلى أن قطر بذلت جهودا متصلة لتخفيف المعاناة على سكان القطاع، من خلال إعادة إعمار القطاع وتوفير الوقود.
وخاطب المشاركين في القمة بقوله "يتعين علينا نحن العرب جميعا أن نعمل على إنهاء هذا الحصار الجائر غير المبرر وغير المفهوم فورا، وفتح المعابر أمام سكان غزه لتمكينهم من ممارسة حياتهم أسوة ببقية البشر، فبأي حق يسجن أكثر من مليون إنسان، ويحول مكان سكنهم إلى معسكر اعتقال طوال ثمانية أعوام؟".
وتحدث الشيخ تميم عن مقترح قرار قمة الدوحة بإنشاء صندوق لدعم القدس الذي تقدمت به قطر، برأسمال قدره مليار دولار، مؤكدا أن قرار إنشاء الصندوق لم ينفذ، وجدد التزام الدوحة بتقديم ربع مليار دولار، وأنها ستنسق بشأن الموضوع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ودعا القيادات الفلسطينية إلى إنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة ائتلاف وطني انتقالية، مجددا دعوة الدوحة لعقد قمة عربية مصغرة تشارك فيها الدول العربية "التي ترغب بالإسهام في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ونحن على استعداد لاستضافة هذه القمة".
وتحدث أمير قطر عن ضرورة أن تعي إسرائيل أن الحل الوحيد الممكن لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي "يقوم على أساس انسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
سوريا وقضايا عربية
وبخصوص الموضوع السوري، أكد الشيخ تميم أن النظام "ماضٍ في غيِّه دون وازع من ضمير"، مما خلف مئات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، إلى جانب تسعة ملايين لاجئ ونازح، مشيرا إلى أن الجميع رحب بمؤتمر جنيف2، لكن النظام "جاء إلى المفاوضات رغما عنه، وفقط لتمرير الوقت"، فاستمر في قتل السوريين، فكانت نتيجة فشل المفاوضات متوقعة بسبب ذلك.
وحث على اتخاذ خطوات لإنهاء الأزمة السورية بناء على قرارات الجامعة العربية والمرجعيات الدولية.
وتحدث عن علاقة الأخوة التي تربط بين الدوحة والقاهرة، وتمنى لمصر "الأمن والاستقرار السياسي وكل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها"، معربا عن أمله في أن يتحقق ذلك عن طريق "الحوار السياسي المجتمعي الشامل".
وبارك أمير قطر للتونسيين "إنجازهم الدستوري الكبير"، وأشاد بسعيهم للبحث عن "التسويات ونبذهم الفرقة"، مثلما أشاد باليمنيين و"حكمتهم في اختيارهم طريق الحوار نحو بناء الدولة الحديثة وإرساء أسس نظامها".
كما ثمن الشيخ تميم ما حققه السودان "من تقدم لافت في إرساء السلام والأمن في دارفور"، معبرا عن تقديره كذلك لـ"ما حققه الأشقاء في الصومال من خطوات في إعادة بناء مؤسسات الدولة وحكم القانون وفي الطريق الصحيح نحو استعادة الوحدة الوطنية"، وذلك رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وعبر عن أمله في أن تنتهي أعمال العنف الجارية بالعراق، مؤكدا أن ذلك "لا يتحقق بإقصاء قطاعات اجتماعية أصيلة كاملة، أو اتهامها بالإرهاب إذا طالبت بالمساواة والمشاركة"، وشرح ذلك بقوله "نحن هنا جميعا ندين الإرهاب، ولا خلاف في هذا الموضوع، وللإرهاب مفهوم محدد: إنه استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية".
وأكد الشيخ تميم أنه لا يجوز "أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا"، معلنا أن ذلك من شأنه أن "يعمم الإرهاب بدل أن يعزله"، مضيفا "كما لا يليق أن يتهم كل من يفشل في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولا عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده".