"الجهاد" تعلن تثبيت التهدئة بغزة بوساطة مصرية

epa04120409 Islamic Jihad militants hold up their weapons during the funeral of three Islamic Jihad militants in Khan Younis, southern Gaza Strip, 11 March 2014. Three Islamic Jihad militants were reportedly killed after an alleged Israeli air strike in the east of Khan Younis town southern Gaza Strip. The Israeli military reportedly said an Israeli aircraft targeted Islamic Jihad militants who had fired a mortar bomb at its forces. EPA/MOHAMMED SABER
سرايا القدس كان لها نصيب الأسد من عشرات الصواريخ التي أطلقت الأربعاء من غزة باتجاه أهداف إسرائيلية (الأوروبية)
undefined
 
قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اتصالات مصرية مع الحركة وإسرائيل قضت بتثبيت اتفاق التهدئة المبرم قبل عامين، في حين شنت طائرات حربية إسرائيلية بعد ظهر اليوم ثلاث غارات على رفح.

وذكر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب للجزيرة أن الاتصالات المصرية بالحركة وإسرائيل قضت بتثبيت اتفاق التهدئة الذي أُبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قبل عامين، مضيفا أن من بين بنود الاتفاق التزام إسرائيل بعدم العودة لسياسة الاغتيالات.

من جانبه قال القيادي في الحركة خالد البطش للصحفيين في غزة إن الاتصالات المصرية بالجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة تستهدف تطويق الموقف ومنع اتساع دائرة التوتر الذي يشهده قطاع غزة منذ يومين في ظل التهديدات المتبادلة بالتصعيد.

وأضاف أن اتصالات أجراها مسؤولو جهاز المخابرات المصرية بهذا الصدد مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة وسط تفاهمات مشتركة على ضرورة تثبيت التهدئة.

لكن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم أكد في لقاء مع الجزيرة أن الوسيط المصري لم يتواصل مع الحركة حتى الآن، مشيرا إلى أن حماس لن تمنع أي فصيل فلسطيني من حق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

وأعلن برهوم أن حركة حماس لن تسمح بأن يستفرد العدو الإسرائيلي بحركة الجهاد الإسلامي، لافتا إلى حضور الحركة على الأرض.

وقال برهوم إن إسرائيل شنت ثلاث غارات جوية على رفح جنوب قطاع غزة بعد ساعة فقط من إعلان الجهاد الإسلامي تثبيت التهدئة.

غارات جديدة
واستهدفت الغارات الإسرائيلية مخزنا في منزل بحي مصبح ومنطقة الأنفاق في حي السلام على الحدود الفلسطينية المصرية مما تسبب في وقوع أضرار وإصابة ثلاثة مواطنين تم نقلهم لمستشفى محلي.

وقال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن حالة من الترقب تسود القطاع على المستوى الرسمي والفصائلي والشعبي.

وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية اتخذت تدابير أمنية مشددة خشية أن تقدم إسرائيل على سلسلة من الاغتيالات بحق القادة الميدانيين لاسيما أولئك المنتمين لسرايا القدس التي كان لها النصيب الأكبر في إطلاق الصواريخ باتجاه الأهداف الإسرائيلية.

وأكد أن الطائرات الإسرائيلية بينها طائرات مقاتلة وأخرى استطلاعية من دون طيار تقوم بين الحين والآخر بطلعات جوية في سماء غزة.

وذكر المراسل أن الكل في غزة بانتظار ما سيسفر عنه المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي وكيف ستنعكس قراراته المحتملة على الأرض.

وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إنه عبر التصريحات الإسرائيلية المتتالية فإن الموقف الإسرائيلي يصب في خانة تصعيد لهجة التهديد والوعيد.

وأوضح المراسل أن التهديد الإسرائيلي يندرج في إطار ردع المقاومة الفلسطينية كي تكف عن إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.

وذكر المراسل أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوشيه يعلون تحدث عن وجود بنك للأهداف في القطاع جاهز للتنفيذ إذا استمر إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل.

شمعون بيريز: إسرائيل سترد بقوة على أي إطلاق للنار من غزة (الأوروبية)
شمعون بيريز: إسرائيل سترد بقوة على أي إطلاق للنار من غزة (الأوروبية)

مجلس وزاري مصغر
وقد انتهى في وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب اجتماع المجلس الأمني المصغر دون الإعلان عن اتخاذ قرارات خاصة بما يتعلق بالأوضاع في قطاع غزة ما عدا الإعلان عن الموافقة على استدعاء جنود الاحتياط المسؤولين عن تفعيل منظومة الدفاعات الأرضية المعروفة بالقبة الحديدة.

وقالت مصادر إسرائيلية ردا على الأنباء الواردة حول التوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة في قطاع غزة إن إسرائيل لا تفاوض من سمتها منظمات إرهابية، وإنه لا علاقة لها بأي اتفاق تهدئة وما يعنيها هو الهدوء الذي سيرد عليه بالهدوء.

من جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إن إسرائيل سترد بقوة على أي إطلاق للنار من غزة. وأضاف أن حماس هي المسؤولة عن الأوضاع في القطاع رغم أن حركة الجهاد الإسلامي هي من أطلقت الصواريخ.

في غضون ذلك، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى لقائه اليوم برام الله رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون العمليات العسكرية في غزة بما فيها إطلاق الصواريخ من قبل فصائل المقاومة.

وقد شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من جنوب وشمال قطاع غزة، من بينها مواقع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيت لاهيا ورفح بقطاع غزة، وقصفت الدبابات الإسرائيلية مواقع قرب الشريط الحدودي بين القطاع والمناطق المحتلة عام 1948.

وفي خطوة تصعيدية أخرى أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبري كرم أبو سالم وبيت حانون مع القطاع.

وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق بما وصفه بـ"رد قوي للغاية" على الهجمات الصاروخية من غزة. وقال إن إسرائيل ستستمر في ضرب من يلحقون الأذى بها، على حد تعبيره.

وأضاف أنه أمر الجيش "باتخاذ أي إجراء ضروري لاستعادة الهدوء في جنوب إسرائيل"، وأنه "إذا لم يعد الهدوء إلى الجنوب فسوف يحل الصخب في غزة، وهذا أقل ما يقال في هذا المقام".

من جهته, دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل ردا على الهجمات الصاروخية التي قال مسؤول إسرائيلي إنها الأعنف منذ عامين تقريبا.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن سرايا القدس أطلقت أمس الأربعاء نحو 90 صاروخا وقذيفة ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي أوقعت العديد من الشهداء بغزة والضفة الغربية في الآونة الأخيرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات