محادثات مغلقة بمسقط بين روحاني وقابوس

أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني محادثات مغلقة مع سلطان عمان قابوس بن سعيد، مع بدء زيارة للسلطنة اليوم الأربعاء يبحث خلالها ملفات سياسية واقتصادية تتعلق بتحسين علاقات بلاده مع جيرانها الخليجيين، وتصدير الغاز الإيراني لعمان.

ووصل روحاني إلى المطار السلطاني الخاص حيث استقبله نائب رئيس مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، ووزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي، ثم توجه إلى قصر العلم حيث التقى السلطان قابوس الذي سبق أن زار طهران في أغسطس/آب الماضي وكان أول رئيس دولة يزور إيران بعد تولي روحاني منصبه.

ويفترض أن يجري روحاني محادثات مع مسؤولين عمانيين آخرين بما في ذلك مفتي السلطنة، بحسب مصادر مقربة من الحكومة.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن هذه الزيارة "تأتي حرصا من قيادتي البلدين على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي بينهما إلى ما يحقق المزيد من تطلعات الشعبين العماني والإيراني الصديقين ويعود عليهما بالخير والنفع في كافة المجالات".

ومنذ انتخابه في 2013، عبر روحاني مرارا عن رغبته في تحسين العلاقة مع دول الخليج لا سيما السعودية، ما وضع تحت الضوء الدور الذي يمكن أن تلعبه مسقط في هذا الإطار.

زيارة مهمة
وفي مقابلة مع صحيفة عمان، قال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي إن "السلطنة تقدر هذه الزيارة التي تدلل على عمق وقوة الثقة التي تربط البلدين الجارين اللذين بينهما قناعات مشتركة بأن الأولوية الكبرى هي العمل من أجل تحقيق الاستقرار السلمي في المنطقة الذي يشعر به الجميع بأنه استقرار حقيقي".

بن علوي (يسار) قال إن بلاده لعبت دورا في التقريب بين واشنطن وطهران (رويترز-أرشيف)
بن علوي (يسار) قال إن بلاده لعبت دورا في التقريب بين واشنطن وطهران (رويترز-أرشيف)

بدوره، قال روحاني قبل مغادرته طهران إلى مسقط "إن لهذه الزيارة أهمية كبيرة في التقريب بين إيران والدول الإسلامية، لا سيما الدول الجارة لإيران".

وأضاف روحاني في التصريحات التي نقلتها الصحف الإيرانية "نريد خلال هذه الزيارة أن نبدأ في تطبيق الاتفاقيات في المجالات التجارية والاقتصادية، وخصوصا في المجالات النفطية والغاز، وفي المجالات المالية والمصرفية والثقافية أيضا".

وتسيطر إيران وسلطنة عمان على ضفتي مضيق هرمز الإستراتيجي الذي تمر عبره ما نسبته 40% من النفط المنقول بحرا في العالم.

وكان وزير النفط الإيراني بيجان زنقانة صرح أمس الثلاثاء بأن بلاده تبحث منذ فترة طويلة مسألة تصدير الغاز إلى سلطنة عمان، وأعرب عن أمله أن يتم إنجاز اتفاق خلال هذه الزيارة.

دور مهم
ولعبت سلطنة عمان دورا في التواصل والتقريب بين إيران والولايات المتحدة إزاء الخلاف بشأن ملف إيران النووي بحكم علاقاتها الجيدة مع الطرفين.

وقد ذكر الوزير العماني للشؤون الخارجية ذلك في مقابلة مع صحيفة عُمان بمناسبة زيارة روحاني.

وأكد بن علوي أن دور بلاده في التقريب بين إيران وأميركا بدأ منذ أيام الرئيس الأميركي بيل كلينتون ثم استمر مع بقية الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض وصولا إلى فترة الرئيس باراك أوباما.

وأضاف أن هدف مسقط من ذلك منع مواجهة كبرى بين إيران والدول الغربية، على اعتبار أن ذلك سيكون له آثار كارثية على المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات