دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية بالجزائر
قال الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض سعيد سعدي إنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أبريل/نيسان القادم، واعتبرها انتخابات "مغلقة". جاء ذلك بعد يوم من دعوة وجهتها أحزاب جزائرية لمقاطعة الانتخابات، ودعت فيها المرشحين إلى الانسحاب من السباق الرئاسي.
وبرر سعدي اليوم الثلاثاء موقفه من مقاطعة الانتخابات بالقول إن إشراف رجال النظام المحسوبين على الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة على الانتخابات القادمة سيجعلها مغلقة، في إشارة إلى حتمية فوز بوتفليقة بولاية رابعة.
ويأتي موقف سعدي غداة دعوة وجهتها أحزاب التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية الليبرالي والحزبين الإسلاميين حركة مجتمع السلم وحركة النهضة لمقاطعة الانتخابات القادمة، لأنها لن تكون نزيهة ولأن نتائجها محسومة سلفا.
وطلبت الأحزاب الثلاثة في بيان مشترك أمس الإثنين من كل المترشحين الانسحاب من هذه "المهزلة الانتخابية المعلومة النتائج في غياب شروط النزاهة والحياد". ودعت إلى "إقامة ندوة حوار وطني تشمل كل الفاعلين السياسيين لتجاوز الوضع المتعفن الذي تمر به البلاد، وبلورة تصورات مستقبلية تفضي إلى الاستقرار وتأمين مستقبل الأجيال".
وعبرت أطراف سياسية مختلفة في الجزائر عن رفضها ترشح الرئيس الحالي لعهدة جديدة، وانتقدت إعلان رئيس الوزراء عبد المالك سلال -الذي يرأس اللجنة التحضيرية للانتخابات- نية بوتفليقة الترشح، واعتبرت ذلك خرقا للقانون الذي يلزم الإدارة بالحياد.
ويستند الرافضون لترشح بوتفليقة (76 عاما) إلى عدد من الأسباب أهمها وضعه الصحي، فقد تراجع ظهور الرئيس الجزائري منذ إصابته بجلطة دماغية في العام الماضي، واقتصرت نشاطاته على استقبالات محدودة لعدد من المسؤولين الأجانب وترؤس مجلسين للوزراء، دون أن يوجه أي خطاب منذ أكثر من سنتين، مكتفيا بإصدار بيانات وتوجيه رسائل.
ويحظى بوتفليقة بدعم حزب جبهة التحرير الوطني -صاحب الأغلبية في البرلمان- وعدد من الأحزاب الأخرى، وينظر الموالون له على أنه الرجل الذي أعاد إلى البلاد السلام والاستقرار الاقتصادي بعد صراع مع "الإرهاب" في تسعينيات القرن الماضي أسفر عن مقتل نحو مائتي ألف شخص.