انتقاد لإقالة إدريس وواشنطن تدرس مراجعة مواقفها

FH05 - Aleppo, -, SYRIA : A rebel fighter looks through a hole in the wall as he
undefined

انتقدت قيادات ميدانية من المجلس العسكري الأعلى اليوم إقالة المجلس للواء سليم إدريس من قيادة الأركان، واصفة الإجراء بأنه انقلاب ضد مسؤول انتخب ديمقراطيا، فيما نُقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تراجع خيارات التعامل مع الأزمة السورية، وإن الرئيس باراك أوباما لا يزال "قلقا" من أي تدخل مباشر في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن معارض سوري بارز قوله إن قرار الإقالة اتخذ في "اجتماع سري" للمجلس العسكري الأعلى، متسائلا عن سبب عدم استدعاء كل المجالس العسكرية للمشاركة في التصويت واتخاذ القرار.

وتحدث مصدر من الجيش الحر من جانبه عن أن سليم إدريس قام بما يستطيع لدعم فصائل الجيش الحر المقاتلة على الأرض، لكن الجهات الدولية المساندة للثورة كانت تتجاوز إدريس وتقدم الدعم مباشرة للفصائل المقاتلة، علما بأن الدعم الذي توصل له المجلس الأعلى من الخارج لم يتعدَ ثلاثة ملايين دولار العام الماضي.

وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر قد أقال الأحد الماضي اللواء سليم إدريس من مهامه كرئيس لهيئة الأركان، وأعلن تعيين العميد الركن عبد الإله البشير مكانه.

وكشف المجلس -في شريط فيديو بث على موقع يوتيوب على الإنترنت- أن القرار جاء لتدارك ما وصفها بـ"العطالة" التي مرت بها هيئة الأركان على مدى الشهور الماضية، إلى جانب الأوضاع الصعبة التي تواجهها الثورة السورية.

ونشر ناشطون على موقع فيسبوك صورة القرار موقعا من 21 شخصا بينهم عضو المجلس الذي تلا البيان وهو العقيد قاسم سعد الدين.

مسؤولون أميركيون: أوباما
مسؤولون أميركيون: أوباما "قلق" من التورط في الأزمة السورية (الأوروبية)

خيارات متعددة
تزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة الأميركية مراجعة وشيكة لخيارات التعامل مع الأزمة السورية، وإن كان البيت الأبيض أشار إلى أن الرئيس باراك أوباما لا يزال "قلقا" من أي تدخل مباشر في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.

وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني أن أوباما متشكك في أي خطوة مقترحة تورط البلاد في ما يجري بسوريا، وقال "علينا دراسة البدائل التي قد يطرحها البعض وما إذا كانت في مصلحة أمننا القومي".

وكان وزير الخارجية جون كيري قد دافع في اجتماعات متعددة داخل البيت الأبيض عن فكرة اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء سوريا، بما في ذلك تسليح جماعات المعارضة، وأكد مسؤولون في الوزارة أن هذا الاقتراح رفض أكثر من مرة داخل البيت الأبيض.

غير أن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأميركية قال للصحفيين قبيل اجتماع أوباما مع ملك الأردن عبد الله الثاني السبت الماضي إن زيادة المساعدات لقوات المعارضة احتمال وارد، لكن في حال دفعت الجانبين نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.

ومن ضمن الخيارات المطروحة فرض منطقة حظر طيران لحماية المدنيين واتخاذ إجراءات لإدخال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها، وقال وزير الدفاع تشاك هيغل بهذا الشأن "دورنا هو تقديم الخيارات للرئيس"، موضحا أن الجيش مستعد للتحرك إذا طلب أوباما ذلك. 

للمزيد: زوروا صفحة الثورة السورية
للمزيد: زوروا صفحة الثورة السورية

دعوات للحل
من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موسكو لاستخدام نفوذها والضغط على نظام الأسد بغرض إحراز تقدم في المفاوضات، واتهم -في حديث لإذاعة راديو كلاسيك ومحطة أل سي آي التلفزيونية- وفد النظام السوري بإفشال محادثات جنيف2.

وندد الوزير الفرنسي بتزويد موسكو النظام السوري بالأسلحة وبمشاركة حزب الله اللبناني في المعارك بسوريا إلى جانب القوات النظامية، واعتبر أن الأسد ما كان ليقوم بما قام به لو لم يكن يحظى بدعم الإيرانيين والروس.

وكان الأمين العام لـالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدر جاموس قال أمس الثلاثاء إن "الهيئة السياسية للائتلاف عقدت اجتماعها أمس في إسطنبول لتقييم مفاوضات جنيف الأخيرة وأهمية استمرار المعارضة في هذه المفاوضات من عدمه، إذا تمت الدعوة لها من جديد".

وأضاف في حديث هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية أن الاجتماع تمحور حول تقييم مفاوضات جنيف ومعرفة نقاط القوة والضعف وتطوير آليات العمل في هذا الاتجاه، ولا سيما المستجدات والمواقف الدولية التي أعقبته وركزت جميعها على أن النظام السوري هو من عطل مفاوضات جنيف.

وذكر جاموس أن الائتلاف سيدرس كل الخيارات المتاحة بما في ذلك تقوية الخيارات الميدانية بالداخل السوري والتحركات السياسية والدبلوماسية والتظاهر السلمي في العالم أجمع عبر الجالية السورية.

المصدر : وكالات