فشل جنيف2 وتوجه عربي لمجلس الأمن

UN mediator Lakhdar Brahimi gestures as he talks during a press conference on the Syrian peace talks at the United Nations headquarters in Geneva on February 15, 2014. A second round of peace talks between Syria's warring sides broke off on February 15, 2014 without making any progress and without a date being set for a third round, Brahimi said. AFP
undefined

أعلن الوسيط الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي انتهاء الجولة الثانية من محادثات السلام الخاصة بسوريا في ما يعرف بـ" جنيف2″ دون تحقيق نتائج، غير أنه أكد موافقة وفدي المعارضة والحكومة السورية على جولة ثالثة دون تحديد موعدها.

وقال الإبراهيمي -في مؤتمر صحفي- إن المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية أخفقت، وإنه يعتذر للشعب السوري عن عدم تحقيق نتائج خلال الجولتين الأولى والثانية، معربا عن أمله أن يراجع الطرفان موقفهما لتحقيق نتائج في الجولات المقبلة.

وأكد الوسيط الدولي أنه تم الاتفاق على جدول أعمال لجولة ثالثة وافق عليها الطرفان، ويتضمن أربع نقاط وهي: العنف، والإرهاب، وهيئة الحكم الانتقالي والمؤسسات الوطنية، والمصالحة الوطنية.

واقترح الإبراهيمي أن يخصص اليوم الأول من الجولة المقبلة لأعمال العنف والإرهاب، واليوم الثاني لهيئة الحكم الانتقالي، غير أنه أكد أن الوفد الحكومي رفض الاقتراح، وهو ما يعزز الشكوك لدى المعارضة بأن الحكومة السورية لا ترغب في مناقشة هيئة الحكم الانتقالي.

وأكد الإبراهيمي -الذي عقد اليوم السبت جلسة قصيرة مع الوفدين السوريين- أنه سيقدم إيجازا لما حدث في جنيف أمام مجلس الأمن وكذلك في لقاء مع قوى (5+1)، وهي الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا.

وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنه سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن لاتخاذ الخطوة القادمة بشأن الأزمة السورية بعد فشل الجولة الثانية من جنيف2.

وقال العربي -قبل مغادرته إلى الكويت في إطار الإعداد للقمة العربية المقررة مارس القادم- إنه تلقى منذ ساعات اتصالا هاتفيا من الإبراهيمي تناول تطورات محادثات جنيف2، حيث أعرب له عن عدم تفاؤله بحدوث أي تقدم لحل المشكلة.

وأشار إلى أن الإبراهيمي أكد له أن الخلاف كبير بين الطرفين في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما إزاء أولوية القضايا المطروحة للنقاش.

صافي: وفد المعارضة محبط من الروس لأنهم لم يضغطوا على النظام (أسوشيتد برس)
صافي: وفد المعارضة محبط من الروس لأنهم لم يضغطوا على النظام (أسوشيتد برس)

تبادل الاتهامات
من جانبه، حمل عضو الوفد المفاوض في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي مسؤولية فشل المفاوضات للنظام السوري الذي اتهمه بتضييع الوقت.

وقال صافي إن وفد المعارضة محبط أيضا من الروس لأنهم لم يضغطوا على النظام.

وتابع في مؤتمر صحفي أن المعارضة ليست مستعدة للعودة إلى المفاوضات إذا لم يكن هناك طرف جاد، مشيرا إلى أن الاستمرار في المفاوضات بلا نتائج يعني منح الغطاء للجرائم التي يرتكبها النظام، حسب قوله.

وفي وقت سابق، قال العضو الآخر في المعارضة أحمد جقل -عقب جلسة المفاوضات التي دامت 27 دقيقة- إنه لم يتم الاتفاق على موعد الجولة المقبلة.

المقداد اتهم المعارضة بطرح أجندة مختلفة (رويترز)
المقداد اتهم المعارضة بطرح أجندة مختلفة (رويترز)

"الإرهاب أولا
"في المقابل، قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن وفد بلاده إلى محادثات جنيف لم يأل جهدا للتوصل إلى حل سياسي يحقن دماء السوريين.

واتهم الجعفري في تصريح له وفد المعارضة بأنه يود التعامل بشكل سطحي مع بند نبذ العنف ومكافحة ما أسماه الإرهاب.

من جهته، أعرب فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري عن أسفه لأن هذه الجولة لم تحقق أي تقدم، متهما المعارضة بطرح أجندة مختلفة وغير واقعية، وأكد الاستعداد لمناقشة قضية الحكومة الانتقالية بعد التوصل إلى حل لمكافحة "الإرهاب".

إخفاق دولي
يشار إلى أن موسكو وواشنطن -راعيتا المفاوضات- لم تنجحا في إحداث اختراق بعد إعلان الإبراهيمي أنهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة الأمور بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الثانية.

وفي بكين، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الجمعة إن عدم إحراز أي تقدم في جنيف يدفع بلاده إلى إعادة النظر في خياراتها السياسية.

وأشار إلى أن الرئيس باراك أوباما "يشعر بقلق بالغ من حقيقة أن المحادثات في جنيف لا تتمخض عن مناقشة الحكومة الانتقالية التي من المفترض أن تتوصل إليها".

للمزيد اضغط للدخول إلى صفحة سوريا
للمزيد اضغط للدخول إلى صفحة سوريا

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن وفد المعارضة أظهر جديته ونضوجه السياسي خلال المفاوضات عبر تقديم تصور لإنهاء الأزمة، في حين أصر وفد النظام على بحث ملف "مكافحة الإرهاب" والاتفاق عليه قبل الانتقال إلى أي بند آخر.

غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم في وقت سابق المعارضة السورية وبعض الدول المشاركة في مفاوضات جنيف2 بالتركيز على تغيير النظام, وعدم الرغبة في مواصلة التفاوض.

وكانت الجولة الثانية بدأت الاثنين بعد عشرة أيام من انتهاء الجولة الأولى والتي لم تحقق هي الأخرى تقدما، وتولت موسكو وواشنطن الإشراف على هذه المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ نحو ثلاثة أعوام، والتي أودت بحياة أكثر من 130 ألف شخص.

المصدر : الجزيرة + وكالات