الإبراهيمي يدعو لضغوط وشكوك بعودة جنيف2

(L-R) US Secretary of State John Kerry, Secretary-General of the United Nations Ban Ki-moon, UN Special Representative for Syria Lakhdar Brahimi and Russian Foreign Minister Sergey Lavrov take their seats for a meeting on January 31, 2014 in Munich, Germany. Kerry and Lavrov are in Munich to attend the 2014 Munich Security Conference (MSC). AFP PHOTO/ POOL/ Brendan SMIALOWSKI
undefined

دعا المبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى ضغوط دولية على النظام والمعارضة السوريين، لحملهما على الاتفاق بمؤتمر جنيف2. وانتهت الجولة الأولى من هذا المؤتمر بالفشل وبتبادل الاتهامات وسط شكوك في انعقاد الجولة الثانية التي دعا الإبراهيمي إلى عقدها في العاشر من هذا الشهر.

وأقر الإبراهيمي -في بيان نشره مساء أمس الجمعة- بعدم إحراز أي تقدم في المفاوضات التي استغرقت أكثر من أسبوع، وتجمدت تقريبا بسبب الخلاف على تشكيل هيئة حكم انتقالية طبقا لما نص عليه بيان مؤتمر جنيف1 في يونيو/حزيران 2012.

ودعا إلى جولة ثانية في العاشر من هذا الشهر, وقال إن وفدي النظام والمعارضة سيعودان, وإنهما "ملتزمان" بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف1، لكنه أشار إلى أن وفد النظام أبلغه بأنه في حاجة إلى إجراء مشاورات بدمشق قبل أن يقرر العودة.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ألقى أمس ظلالا من الشك على عودة وفد النظام إلى جنيف بعدما اتهم المعارضة بعدم الجدية, والولايات المتحدة بالتدخل "السافر" في المفاوضات, قائلا إن دمشق ستقرر ما إذا سيكون هناك معنى لمواصلة المفاوضات.

وفي ختام البيان -الذي نشره أمس وتضمن حصيلة للجولة الأولى- قال الإبراهيمي إن مساحة الأرضية المشتركة بين الطرفين في المفاوضات كانت ضئيلة للغاية.

والتقى الإبراهيمي مساء أمس الجمعة في مدينة ميونيخ بألمانيا مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري, والروسي سيرغي لافروف, والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث نتائج مفاوضات جنيف.

وتعتبر المعارضة أن الهدف من جنيف2 تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، مما يعني برأيها تنحي الرئيس بشار الأسد, بينما يرفض النظام مجرد بحث هذه المسألة، معتبرا أن ذلك أمر يقرره السوريون عبر صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في جنيف2 على مسألة مكافحة ما يسميه الإرهاب في سوريا.

اتهامات متبادلة
وقد انتهت الجولة الأولى بتبادل الاتهامات بين الوفدين المتفاوضين, كما اتهمت دول غربية النظام بالسعي لإفشال المفاوضات.

واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي بجنيف أن فشل الجولة الأولى مرده عدم نضج وجدية الطرف الآخر, والتدخلات الأميركية.

وأضاف المعلم أن مسألة من يقود سوريا متروكة للشعب السوري، معتبرا أن الأساس في المفاوضات هو بيان جنيف1 بكل بنوده، وليس بشكل انتقائي.

وكان يشير إلى إصرار المعارضة على تشكيل هيئة حكم انتقالية تكون لها صلاحيات تنفيذية كاملة تضم عناصر منها ومن النظام الحالي مع استبعاد الرئيس بشار الأسد منها. 

وإضافة إلى اتهام وفد المعارضة بعدم الجدية, شكك المعلم وزميله وزير الإعلام عمران الزعبي وكذلك السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في تمثيلية الائتلاف الوطني السوري المعارض, وطالبوا بأن يمثل الوفد كل أطياف المعارضة، بما فيها "المعارضة الوطنية".

في المقابل, اتهم رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا النظام السوري بالسعي لتمرير الجولة الأولى من المفاوضات دون تحقيق أي تقدم, وأكد في مؤتمر صحفي بجنيف التزام المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

كما اتهم المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي النظام بأنه لا يريد حلا سياسيا, ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة.

‪فورد رفض اتهام دمشق لواشنطن بالسعي إلى إفشال مفاوضات جنيف‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪فورد رفض اتهام دمشق لواشنطن بالسعي إلى إفشال مفاوضات جنيف‬ (الفرنسية-أرشيف)

تحميل المسؤولية
وكانت مجموعة أصدقاء الشعب السوري -وهي تحالف مؤلف من دول غربية وعربية- قد ألقت مساء أمس الجمعة بمسؤولية عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى على النظام السوري.

من جانبه، دافع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد عن سياسة بلاده في دعم الشعب السوري، وقال في مقابلة مع الجزيرة بجنيف إن العملية السياسية في سوريا ستكون طويلة، ولا بد من الصبر.

واتهم فورد النظام السوري بما سماه الهروب إلى الأمام, معتبرا اتهام دمشق لبلاده بمحاولة عرقلة المفاوضات بأنها سخيفة.

بدوره, قال المتحدث باسم وزارة الخارجة الأميركية إدغار فاسكيز إن الحكومة السورية "لا تزال تمارس اللعبة نفسها"، في إشارة إلى عدم إعلان التزامها بالمشاركة في الجولة الثانية، خلافا للمعارضة التي أبدت فورا موافقتها.

أما روسيا فقد دعت إلى تعزيز أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الوفدين السوريين بقرار من مجلس الأمن الدولي.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن قرار تشكيل حكومة انتقالية في سوريا ينبغي اتخاذه بموافقة السلطات السورية والمعارضة، وإن هذه المسألة ستبحث في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2.

المصدر : الجزيرة + وكالات