صمت حكومي لبناني بعد تهديد "النصرة" بإعدام جنديين

A Lebanese policeman walks past posters showing one of the Lebanese soldiers, who was kidnapped by Islamic militants, carrying his daughter, on a tent occupied by his family outside the government palace in downtown Beirut as they hold a sit-in late on December 5, 2014. The Al-Qaeda-linked Syrian extremist group the Al-Nusra front claimed to have killed a captured Lebanese soldier to avenge the arrest of the daughter and former wife of Abu Bakr al-Baghdadi, who leads the Islamic State jihadist group. AFP PHOTO/ANWAR AMRO
شرطي يمر من أمام ملصقات رفعها أهالي الجنود اللبنانيين المحتجزين مقابل القصر الحكومي في بيروت (الفرنسية)

عزفت الحكومة اللبنانية اليوم عن أية تصريحات أو ردود فعل علنية على تهديد  جبهة النصرة في القلمون السورية بإعدام جنديين من الجنود اللبنانيين المحتجزين لديها خلال 24 ساعة تنتهي في الساعة الثامنة مساء اليوم الأحد.

وبينما أعلنت خلية الأزمة الحكومية اللبنانية اتخاذها قرارات مناسبة من دون أن تفصح عن طبيعتها، أعلنت هيئة علماء المسلمين في لبنان مبادرة لحل أزمة الجنود المختطفين.

ونقل مراسل الجزيرة في غازي عينتاب معن خضر عن مصادر قيادية بجبهة النصرة تهديدهم بإعدام جنديين لبنانيين من المحتجزين لدى الجبهة إذا لم تتم تلبية المطالب التي تقدمت بها للحكومة اللبنانية، ومن بينها الإفراج عن النساء والأطفال المعتقلين بـلبنان.

من جهة أخرى، قال وزير العمل اللبناني سجعان قزي إن خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اللبنانية لمعالجة ملف المحتجزين اتخذت قرارات مناسبة للتعامل مع الأزمة، لكنه رفض الكشف عن طبيعة هذه القرارات.

وقال الوزير للجزيرة ردا على سؤال بشأن إن كان هناك تحوّل في موقف الحكومة اللبنانية في التعامل مع ملف المحتجزين بعد إعدام الجندي علي البزّال، إن المطلوب هو تحول في موقف الخاطفين وليس الحكومة اللبنانية.

جوهر الأزمة
وأضاف أن الحكومة اللبنانية لا ترفض مبدأ مقايضة المحتجزين، لكنه شكك في أن تكون المقايضة هي جوهر الأزمة، قائلا إن هناك جهة تريد تفاعل الأزمة مثلما تفاعلت في العراق وسوريا.

من جانبه، قال مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إن عدم التقدم في ملف المحتجزين يشير إلى وجود انقسام داخل الحكومة اللبنانية حول الشروط التي تقدمت بها جبهة النصرة.

وأضاف أن التركيبة التوافقية للحكومة اللبنانية تحول دون التوصل لاتفاق مع جبهة النصرة، وقال هناك تساؤلات بشأن مطالبة بعض الأطراف داخل هذه الحكومة بربط قضية المعتقلات اللبنانيات لدى النظام السوري بهذا الملف.

مبادرة للحل
في هذه الأثناء، أعلنت هيئة علماء المسلمين في لبنان إطلاق مبادرة سمتها "الكرامة والسلامة" لحل أزمة الجنود المختطفين، وذلك بدعوة الجهات الرسمية اللبنانية إلى الإطلاق الفوري لسراح النساء والأطفال المحتجزين، ومطالبة الجهات الخاطفة بالكفّ عن ترويع الأهالي وتهديدهم بقتل أبنائهم والإفراج عن الجنود المحتجزين.

واعتبرت الهيئة في بيان لها أن توقيف النساء مع أطفالهن في سياق عمليات أمنية، يعتبر سابقة خطيرة ومعيبة بحق دولة ينبغي أن تقوم على قيم العدل وتطبيق العدالة، وشبهته بما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه.

وأضافت الهيئة أنّ العقدة في ملعب الحكومة العاجزة عن تأمين الإجماع المطلوب لأن الجهات الخاطفة للجنود اللبنانيين قامت بعمليات تفاوض مع عدد من الأنظمة والمنظمات الدولية والمليشيات.

استمرار التوتر
في غضون ذلك، استمر التوتر في بعض المناطق اللبنانية مثل قطع الطرق والشوارع في بيروت وغيرها من المناطق، خاصة البقاع الشمالي، احتجاجا على ما يسميه المحتجون تقاعس الحكومة في معالجة قضية أبنائهم.

وقد سُجل انتشار مسلح في عدد من قرى منطقة البقاع شرق لبنان، في أعقاب إعلان جبهة النصرة إعدام الجندي علي البزّال المحتجز لديها.

كما تم استهداف مخيم للاجئين السوريين بالرصاص جنوب مدينة بعلبك دون تسجيل إصابات، بينما تقصف مدفعية الجيش اللبناني بشكل متقطع مواقع يعتقد أنها لمسلحين سوريين في مرتفعات بلدة عرسال، عند الحدود اللبنانية السورية.

المصدر : الجزيرة