التونسيون يواصلون التصويت بانتخابات الرئاسة

Two elderly women voters leave a polling station in Sousse, Tunisia 21 December 2014 as the country goes to the polls in a presidential run-off election. Official preliminary results are not expected until 22 Decemebr 2014.
سيدتان تونسيتان عقب الإدلاء بصوتيهما أمام أحد مكاتب الاقتراع بمدينة سوسة الساحلية (الأوروبية)

شهدت أغلب مكاتب الاقتراع في محافظات تونس إقبالا بنحو 14% للناخبين، جلهم من الكهول والنساء، وذلك في الساعات الأولى من انطلاق عملية الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد، في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي تجرى بعد أربع سنوات على انطلاق الثورة التونسية.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة إلى حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا (التاسعة والنصف صباحا بالتوقيت العالمي) أي بعد ساعتين ونصف الساعة من فتح المكاتب، بلغت داخل تونس 14.04% في حين بلغت النسبة بالخارج 17.03% حتى التوقيت نفسه وبعد يومين من التصويت.

ويتنافس في هذه الجولة الرئيس الانتقالي الحالي محمد المنصف المرزوقي (69 عاما) والباجي قائد السبسي (88 عاما) زعيم حركة نداء تونس، بعدما اجتازا الدور الأول الذي أجري قبل نحو شهر، وحصل فيه المرزوقي على 33.34% والسبسي على 39.40%، وبهذا الاستحقاق الانتخابي ستنهي تونس المرحلة الانتقالية بعد اعتماد دستور جديد وانتخاب أعضاء مجلس نواب الشعب.

ودعي للتصويت قرابة 5.3 ملايين ناخب، من إجمالي نحو 11 مليون مواطن، موزعين على 33 دائرة انتخابية تضم إجمالا أكثر من عشرة آلاف مكتب اقتراع، منهم 27 دائرة في 24 محافظة، وستة بالخارج.

‪من أمام مكتب انتخابي بمدينة بن عروس  قرب العاصمة تونس‬ (غيتي)
‪من أمام مكتب انتخابي بمدينة بن عروس  قرب العاصمة تونس‬ (غيتي)

تصريحات المرشحيْن
وقال المرزوقي -عقب الإدلاء بصوته- إن بلاده حققت "نقلة سلمية" بتنظيم انتخابات تشريعية ثم رئاسية عقب ثورة 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، معربا عن أمله في أن يتسم اقتراع اليوم بالنزاهة، وعن استعداده لتهنئة منافسه السبسي إذا فاز.

من جهته توجه السبسي بخطاب -عقب الإدلاء بصوته صباح اليوم بمكتب اقتراع سيدي فرج’ بولاية أريانة (شمالي العاصمة تونس)- قال فيه "اكتسبتم حقكم الانتخابي ولا بد أن تحافظوا عليه وتمارسوه، وهذا ليس حقا فقط بل واجب للتمييز بين الغث والسمين".

على صعيد متصل قال رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) المنتخب حديثا، محمد الناصر، إن الانتخابات الرئاسية التي تشهدها تونس اليوم "ستحسم التحول من الوضع المؤقت إلى وضع الاستقرار".

وأضاف محمد الناصر -عقب إدلائه بصوته بمركز اقتراع بسيدي بوسعيد، قرب العاصمة تونس- إنه بفضل هذه الانتخابات وبفضل إرادة الشعب في تجسيد ما جاء به دستور 2014 ستنطلق مؤسسات الدولة.

وشدد الناصر على أن "العالم أجمع معجب بتجربة تونس وثورتها وبقدرة التونسيين على تجاوز الأزمات والمشاكل الظرفية والتجاذبات السياسية والمضي في طريق بناء نظام ومجتمع جديدين".

 تباين الآراء
وبحسب موفد الجزيرة نت إلى تونس هشام عبد القادر فإن آراء الناخبين تباينت بشأن من سيفوز بهذه الانتخابات وتطلعاتهم من المرحلة المقبلة.

وتوقع المواطن التونسي جيلاني رزق -الذي أدلى بصوته في مركز اقتراع بمدرسة وسط العاصمة- أن يكون الفوز من نصيب السبسي باعتباره "رجل المهمات والأوقات الصعبة وهو القادر على إخراج البلاد من أزماتها المتعددة".

من جهتها قالت السيدة سامية لوفيني -وهي ربة منزل حضرت رفقة ابنتها إلى المركز- للجزيرة نت، إنه لا يهم من سيفوز وإنما المهم أن يعمل من يفوز سواء كان المرزوقي أو السبسي على حل المشاكل والأزمات الكثيرة التي تمر بها البلاد.

وأعربت عن سعادتها البالغة لبلوغ تونس هذه المرحلة التي تمكن المواطنون فيها من هذه الممارسة الديمقراطية الحقيقية والتصويت بكل حرية ودون خوف.

مقتل مسلح
على صعيد مواز قتل الجيش التونسي، فجر اليوم، مسلحا واعتقل ثلاثة هاجموا مركز اقتراع بولاية القيروان (وسط).

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية المقدم بلحسن الوسلاتي أن وحدات من الجيش قتلت فجر الأحد "مسلحا" وأوقفت ثلاثة يشتبه فيهم "حاولوا مهاجمة" عسكريين كانوا يحرسون مدرسة داخلها "مواد انتخابية" بمنطقة حفوز بولاية القيروان.

وقال الناطق الرسمي إن عسكريا أصيب بجروح خفيفة في كتفه خلال التصدي للهجوم.

وفي تعليقه على الحادث، قال رئيس الحكومة الانتقالية مهدي جمعة لوكالة الأناضول إن حكومته اتخذت إجراءات أمنية مشددة لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، مضيفا أن "المجموعات الإرهابية لن تنجح في إرباك تونس".

المصدر : الجزيرة + وكالات