عزل 36 قائدا بالجيش العراقي لمكافحة "فساده"
عزل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأربعاء 36 قائدا عسكريا في مسعى لـ"مكافحة الفساد وتطهير المؤسسة العسكرية" على خلفية فشلها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى منذ أشهر على مناطق واسعة شمال وغرب البلاد.
وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أصدر أوامر ديوانية بإعفاء 26 قائدا من مناصبهم وإحالة عشرة قادة إلى التقاعد"، وتعيين "18 قائدا في مناصب جديدة بوزارة الدفاع".
ولم يحدد البيان مراكز القادة المعزولين أو رتبهم، أو ما إذا كانوا مسؤولين عن وحدات مقاتلة أو يشغلون مناصب إدارية، لكنه أكد أن هذه القرارات تأتي "ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على أسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف أشكاله".
وأدى هجوم كاسح لتنظيم الدولة في يونيو/حزيران الماضي إلى انهيار العديد من قطاعات الجيش، ولا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة -بينها مدافع ومدرعات- وقعت بأيدي مقاتلي التنظيم.
وكانت اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في "مجزرة الصقلاوية والسجر" في محافظة الأنبار غربي العراق أوصت بإحالة ضباط كبار بالجيش إلى المحاكم العسكرية بسبب "تقصيرهم الذي تسبب في إهدار دماء العراقيين".
ووقعت المجزرة المقصودة في سبتمبر/أيلول الماضي بمحافظة الأنبار وراح ضحيتها 66 جنديا بين قتيل وجريح فضلا عن خطف 85 آخرين على يد تنظيم الدولة.
سلسلة إجراءات
وتأتي خطوة العبادي لتضاف إلى سلسلة إجراءات اتخذها على مستوى الجيش شملت عزل ثلاثة من كبار الضباط، أبرزهم قائد القوات البرية ونائب رئيس أركان الجيش، وحل مكتب القائد العام للقوات المسلحة.
وكان المكتب قائما في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ويرتبط مباشرة به، وكان خصوم المالكي الذي تولى الحكم بين 2006 و2014 ينتقدون بشدة هذا المكتب الذي حصرت بيده السلطات الأمنية.
ويرى خبراء أن القوات العراقية تعاني نقصا في مجالي التدريب والتجهيز، مما يحد من قدرتها على استعادة السيطرة على مناطق تنظيم الدولة، ومنها مدن كبرى أبرزها الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية.
وأعلنت الولايات المتحدة -التي تقود تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد التنظيم- عزمها مضاعفة عدد جنودها في العراق بإرسال 1500 جندي إضافي، لتدريب القوات العراقية والكردية على قتال تنظيم الدولة، في خطوة قال الرئيس باراك أوباما إنها تشكل "مرحلة جديدة" في الحملة ضد التنظيم.