تنظيم الدولة يتوغل بعين العرب وغارات مكثفة للتحالف

أفاد مراسل الجزيرة بأن تنظيم الدولة الإسلامية توغل اليوم الخميس في وسط مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب شمال سوريا، وسط أنباء عن سيطرته عليها بصورة شبه كاملة رغم تصاعد وتيرة ضربات التحالف الدولي.

وقال المراسل معن خضر من على الحدود السورية التركية إن هتافات وتكبيرات عناصر تنظيم الدولة في وسط مدينة عين العرب (150 كيلومترا تقريبا شمال شرقي مدينة حلب) سُمعت لأول مرة صباح اليوم من الجانب التركي من الحدود.

وأضاف أن عناصر التنظيم أطلقوا تكبيرات بعيد سماع دوي انفجارات يعتقد أنها نجمت عن تفجير مقار لفصائل كردية. وكان مقاتل من التنظيم قد فجر مساء أمس شاحنة محملة بالمتفجرات في مقر قوات الأمن الكردية "أسايش" بالمربع الأمني في عين العرب.

وتسبب التفجير في مقتل عدد من عناصر الجهاز الأمني الكردي بينهم مسؤول كبير وفقا لمصادر كردية، وجاء التفجير بعد اشتباكات عنيفة سقط فيها قتلى من الطرفين.

وكانت مصادر في تنظيم الدولة قالت إن مقاتليه سيطروا مساء أمس على معظم أحياء مدينة عين العرب، مضيفة أن المقاتلين يعملون على تفتيش المنازل والأحياء ومداخل المدينة ومخارجها قبل أن يعلنوا رسميا اكتمال سيطرتهم عليها.

وفي المقابل، أكدت وحدات حماية الشعب الكردية والجيش الأميركي الليلة الماضية أن المقاتلين الأكراد لا يزالون يسيطرون على المدينة. ولمحت وزارة الدفاع الأميركية أمس إلى أن عين العرب على وشك السقوط، وقالت إن سقوطها لا يمكن اعتباره بالضرورة خسارة إستراتيجية.

وفي محاولة لمنع سقوط المدينة، شنت طائرات التحالف الدولي اليوم مزيدا من الغارات على مواقع التنظيم في عين العرب وحولها. وكانت طائرات التحالف نفذت أمس غارات كثيفة دمرت خلالها خمس مدرعات ومستودع إمداد ومركزا للقيادة والتحكم، بحسب وزارة الدفاع الأميركية.

عين العرب تشهد قصفا متبادلامنذ ثلاثة أسابيع (غيتي/الفرنسية)
عين العرب تشهد قصفا متبادلامنذ ثلاثة أسابيع (غيتي/الفرنسية)

اقتراب الحسم
وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة توقفت صباح اليوم في عين العرب، وسُمع فقط صوت الأسلحة الخفيفة مما يرجح سيطرة تنظيم الدولة على معظم أرجاء المدينة التي كانت تضم قبل اندلاع القتال داخلها وحولها نحو مائتي ألف نسمة، وفقا لبعض التقديرات.

وأضاف المراسل أن سماع أصوات الرصاص فقط ربما يوافق قول تنظيم الدولة إن مقاتليه بصدد تمشيط المناطق التي سيطروا عليها إثر الاشتباكات الأخيرة.

وتابع أن حسم المعركة التي بدأت قبل عشرين يوم ربما يكون اقترب. وتسبب القتال خلال الأسابيع الثلاثة الماضية داخل عين العرب وحولها في مقتل مئات من عناصر تنظيم الدولة والفصائل الكردية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب التي توصف بأنها النسخة السورية لـحزب العمال الكردستاني التركي.

ووفقا لمراسل الجزيرة، فإن طائرات التحالف الدولي واصلت التحليق صباح اليوم في سماء عين العرب بعدما نفذت سلسلة من الغارات كان أحدثها في الثانية من صباح اليوم.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المدينة حتى صباح اليوم، وتحدث عن سيطرة تنظيم الدولة على نحو ثلث المدينة.

وأضاف أن مقاتلي التنظيم تقدموا من الأحياء الشرقية نحو وسط عين العرب وسيطروا على مقر الأمن الكردي (الأشايس) في المربع الأمني، مشيرا إلى أن التنظيم "استقدم تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة شملت جنودا وعربات".

وكان المرصد ومصادر أخرى تحدثت عن تراجع التنظيم في الأحياء الشرقية للمدينة مساء أمس بسبب ضربات التحالف الدولي، وكان مقاتلو التنظيم دخلوا أطراف المدينة مساء الاثنين.

وبدأ التنظيم هجومه على المدينة في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، وسيطر على مناطق واسعة في محيطها، حتى فرض عليها حصارا من ثلاث جهات، وتحدها تركيا من الجهة الرابعة. يشار إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني طلب السماح بعبور قوات البشمركة إلى عين العرب عبر تركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات