عشرات القتلى وتنظيم الدولة يسعى لاستعادة مواقع بعين العرب

شن طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية غارات على مواقع لمسلّحي تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب (كوباني) بشمال سوريا، بينما احتدمت المعارك في المدينة بين وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحي تنظيم الدولة، حيث يحاول الأخير استعادة مواقع خسرها مؤخرا وسط أنباء عن تكبد التنظيم عشرات القتلى خلال الأيام الأربعة الماضية.

ونفذت طائرات التحالف الدولي 11 غارة جوية بالقرب وداخل عين العرب منذ أمس السبت، بحسب ما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى، مما ساعد المقاتلين الأكراد على صد محاولة جديدة قام بها تنظيم الدولة لقطع خطوط إمداداتهم في معبر مرشد بينار الحدودي شمال المدينة.

من جهته، قصف التنظيم بالمدفعية وسط المدينة الذي يقول الأكراد إنّ التنظيم انسحب منه بعد الضربات الجوية التي تعرّض لها خلال الأيّام الماضية. واستنادا إلى وحدات حماية الشعب الكردي، فإن تنظيم الدولة مستمر في محاولاته لقطع طريق إمداداتهم.

وقد تواصلت الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحي تنظيم الدولة في أنحاء متفرقة من مدينة عين العرب، وقالت مراسلة الجزيرة من الحدود التركية السورية إن معارك محتدمة يشهدها حي الصناعة وسط عين العرب، حيث حاول تنظيم الدولة الإسلامية استعادة المواقع التي خسرها أمام وحدات الحماية الكردية.

ونقلت عن مسؤول إعلامي في وحدات حماية الشعب الكردية قوله إن مسلحي تنظيم الدولة تلقوا تعزيزات وحاولوا التقدم باتجاه معبر مرشد بينار الحدودي، غير أن المقاتلين الأكراد تصدوا لهم مستفيدين من الغارات الجوية لقوات التحالف.

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سجل خلال الساعات الماضية اشتباكات في محيط سوق الهال وغرب المربع الأمني ومنطقة كاني عربان. وقال المرصد إن تنظيم الدولة استقدم تعزيزات عسكرية من المقاتلين والسلاح والعتاد من المناطق التي يسيطر عليها في ريفي حلب والرقة إلى عين العرب.

معارك وخسائر
وأشار المرصد السوري اليوم إلى أن جثث ما لا يقل عن سبعين مقاتلاً من تنظيم الدولة قضوا خلال اشتباكات عين العرب وصلت تباعاً إلى المستشفى الوطني في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشرقي  خلال الأيام الأربعة الماضية، ومنذ يوم السبت وحتى صباح اليوم قتل 31 من عناصر تنظيم الدولة في المعارك على المدينة، بحسب المصدر نفسه.

ويسعى مسلحو تنظيم الدولة إلى السيطرة على عين العرب، وذلك بهدف بسط سيطرتهم على شريط طويل من الأراضي على الحدود بين سوريا وتركيا، وتشهد عين العرب منذ شهر هجوما واسعا يشنه مسلحو تنظيم الدولة الذي اقتحم المدينة في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إلا أنه لا يسيطر سوى على نصفها، بحسب المرصد السوري.

وأقرت الولايات المتحدة الأميركية بوجود مؤشرات "مشجعة" في عين العرب، حيث أسهمت الغارات في وقف تقدم مسلحي تنظيم الدولة، غير أنها أكدت أن هذه الغارات لا يمكنها وحدها أن تمنع سقوط المدينة بأيدي التنظيم، مذكرة بأن "أولوية" واشنطن هي العراق حيث تواجه القوات الحكومية صعوبة كبرى في التصدي لمسلحي تنظيم الدولة، لا سيما في غرب البلاد.

من جهته، اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم أن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي لن تحقق أهدافها ما لم تتزامن مع حل سياسي، داعيا إلى التخلص من النظام السوري الذي وصفه بأنه "المسبب الأساسي للإرهاب".

ورهن الائتلاف السوري مشاركة المعارضة في العمليات العسكرية على تنظيم الدولة بتأمين الدعم والتسليح والتدريب للجيش السوري الحر، وكذلك تأمين الغطاء الجوي الذي يحمي قواته أثناء تحركها.

كما جدد الائتلاف المطالبة بإقامة مناطق آمنة وعازلة تستوعب الأعداد الكبيرة المتزايدة من اللاجئين السوريين، وتتيح انتقال الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة إلى الأراضي السورية.

المصدر : الجزيرة + وكالات