ثوار بنغازي يتوعدون "أتباع حفتر"

تلوح في الأفق بمدينة بنغازي شرقي ليبيا بوادر حالة من الفوضى والعنف في ظل دعوات إلى "انتفاضة 15 أكتوبر المسلحة" لمساندة الجيش والشرطة ورفض "جماعات إسلامية متطرفة"، وفي مقابل ذلك يعتزم مجلس شورى ثوار بنغازي التصدي لتلك المبادرة باعتبارها "محاولة يائسة" لإنقاذ أتباع ما يسمى عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الجبهات.

وفي تلك الأجواء طالبت الحكومة الليبية التي يترأسها عبد الله الثني من المواطنين والداعين إلى مظاهرات مسلحة في بنغازي اليوم الأربعاء بجعل حراكهم سلميا و"ألا يمس الممتلكات والأموال الخاصة والعامة بأي ضرر".

كما دعت حكومة الثني المشاركين في المظاهرات إلى "ضرورة الابتعاد عن أعمال الثأر والانتقام والنعرات القبلية أو الجهوية، وألا يتم التعدي على من سلم نفسه طواعيةً ودون مقاومة للسلطات".

وفي أولى مؤشرات التوتر في بنغازي، أفاد مراسل الجزيرة في المدينة أن قوات تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي (وهي كتائب إسلامية تابعة لرئاسة الأركان) هاجمت فجر اليوم معسكرا تابعا للجيش الليبي.

وقال المجلس في بيان له إن "أتباع حفتر يلتقطون أنفاسهم الأخيرة وما هي إلا سويعات حتى تتحرر منطقة القاعدة الجوية بنينا الموالية لحفتر، والتي تتمركز فيها قوات الصاعقة (تابعة للجيش الليبي) بعد فقدانهم للثكنة الخاصة بهم".

وأضاف المجلس أنه صاحب المبادرة على الأرض وسيتعامل مع أي حراك "يعبث بأمن المدينة أو يحاول أذى المسلمين وينتهك حرماتهم ومصالحهم".

ووصف المجلس موقفه بأنه امتداد للعمليات العسكرية على جبهة بنينا، وحذر أهالي المناطق المجاورة لبنغازي من الانجرار وراء الحراك المسلح في المدينة، مؤكدا ثقته في وعي أهل بنغازي ودفاعهم عن مدينتهم.

قوات شورى ثوار بنغازي تتعهد بالتصدي للانتفاضة المسلحة في المدينة (الجزيرة)
قوات شورى ثوار بنغازي تتعهد بالتصدي للانتفاضة المسلحة في المدينة (الجزيرة)

يوم حاسم
وكان قائد ما يعرف بعملية الكرامة اللواء حفتر قد قال إن اليوم الأربعاء سيكون حاسما في تاريخ عمليات قواته، عبر ما وصفها بانتفاضة مسلحة في مدينة بنغازي لضرب ما قال إنها معاقل الإرهاب والتطرف.

واعترف حفتر -في كلمة مصورة بثت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية- بالخسائر التي مُنيت بها قواته في بنغازي. وقال إن تسليح قواته كان بسيطا في بداية عمليته، لكنه حصل على تسليح وذخائر وغطاء جوي وصفه بالجيد، ولم يحدد مصدره.

وفي مقابل ذلك طالب القيادي البارز في مجلس شورى ثوار بنغازي محمد الزهاوي القبائل الليبية بمنع أبنائها من القتال مع قوات اللواء حفتر، بينما دعا قائد عسكري موالٍ لحفتر القبائل للمشاركة في القتال إلى جانبهم، لأنها هي الهدف المقبل لمقاتلي مجلس الثوار، بحسب قوله.

وتشهد مدينة بنغازي حالة من التوتر جراء اندلاع معارك عنيفة منذ أشهر بين قوات الصاعقة التي تقاتل إلى جانب قوات حفتر، وبين مجلس شورى ثوار بنغازي مدعوما بمسلحي تنظيم "أنصار الشريعة"، في محاولة للأخيرة للسيطرة علي القاعدة الجوية بنينا.

وسيطر مجلس شوري ثوار بنغازي وتنظيم أنصار الشريعة في وقت سابق علي عدة ثكنات عسكرية تابعة للجيش الليبي، كان آخرها المعسكر الرئيسي التابع للقوات الخاصة، فيما أوقعت تلك المعارك عشرات القتلى ومئات الجرحى.

المصدر : الجزيرة + وكالات