اشتباكات ببنغازي بين مجلس شورى الثوار وقوات حفتر

ما زالت المواجهات مستمرة في محيط معسكر الدبابات بين القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي التي هاجمت المعسكر فجر اليوم، وذلك حسبما أفاد به مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة.

وتأتي هذه التطورات في ظل حالة ترقب تسود المدينة إثر دعوة موالين لحفتر إلى "انتفاضة مسلحة" ضد قوات المجلس، حيث أعلن حفتر أن اليوم سيكون حاسما في تاريخ عمليات قواته.

وكان المجلس قد أعلن أن الحراك المسلح الذي ستشهده بنغازي (شرق ليبيا) اليوم محاولة يائسة لإنقاذ أتباع ما تسمى "عملية الكرامة" التابعة لحفتر. وقال في بيان له إن أتباع حفتر يلتقطون أنفاسهم الأخيرة، وماهي إلا سويعات حتى تتحرر منطقة بنينا التي يوجد فيها المطاران الدولي والعسكري.

وأضاف أنه صاحب المبادرة على الأرض وسيتعامل مع أي حراك يعبث بأمن المدينة أو يحاول أذى المسلمين وينتهك حرماتهم ومصالحهم، واصفا موقفه بأنه امتداد للعمليات العسكرية على جبهة بنينا مع قوات حفتر.

وحذر المجلس أهالي المناطق المجاورة لبنغازي من الانجرار وراء الحراك المسلح في المدينة, مؤكدا ثقته في وعي أهل بنغازي ودفاعهم عن مدينتهم.

من جهته أوضح المحلل العسكري الليبي محمد النعاس أن الكفة في بنغازي تميل إلى مجلس الثوار، وأنه يكاد يجزم بأن الثوار قد سيطروا على كتيبة الدبابات في المدينة.

ورغم ذلك أوضح النعاس في اتصال هاتفي مع الجزيرة من طرابلس أن حفتر سيستمر في مواجهاته مع الثوار، وذلك لتلقيه دعما من الخارج وخاصة من مصر، ولأنه لا يزال يمتلك طائرات يشن بها غارات على مواقع الثوار.

وعما قاله حفتر بأن اليوم سيكون حاسما بالنسبة لبنغازي، اعتبر النعاس أن ذلك ما هو إلا استكمال للحملة الإعلامية التي بدأها حفتر منذ فترة، واصفا حفتر بأنه "ظاهرة صوتية وإعلامية".

ولفت النعاس إلى أن حملة حفتر التي تسمى الكرامة وبدأت منذ عدة شهور، لم تسفر إلا عن قتلى معظمهم من المدنيين وتدمير العديد من المبانى وإفزاع بنغازي.

 حفتر أعلن عن معركة جديدة للجيشضد ما أسماه بالإرهاب (الأوروبية-أرشيف)
 حفتر أعلن عن معركة جديدة للجيشضد ما أسماه بالإرهاب (الأوروبية-أرشيف)

انتفاضة مسلحة
من جانبهم قال متظاهرو ما يعرف "بانتفاضة 15 أكتوبر" وقوات موالية لحفتر أنهم سيطروا اليوم على مقر كتيبة 17 فبراير التابعة لمجلس ثوار بنغازي، وأن الاشتباكات أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.

وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات جرت عندما أغارت طائرات حربية تابعة لحفتر على عدة مواقع تابعة للثوار.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مدينة بنغازي حالة من الشلل التام في جميع مرافقها سواء الحكومية أو الخاصة، بينما أغلق محتجون معظم الشوارع الرئيسية في المدينة.

وتشهد بنغازي انفلاتا أمنيا واسع النطاق منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، تجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال.

وفي حديث متلفز، قال حفتر في بيان بثته قنوات ليبية موالية له مساء أمس إن "تحرير بنغازي" واستقرارها هي المرحلة الإستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد "الإرهاب"، لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كافة ربوع ليبيا من "الإرهابيين العابثين" باستقرارها وأمنها ووحدتها.

وأشار حفتر إلى أنه فور انتهاء المعركة سيعيد بشكل عاجل كافة أوجه الحياة إلى المدينة من خلال عودة المدارس والجامعات والمطارات والموانئ ومختلف المصالح الحكومية إلى العمل.

المصدر : الجزيرة + وكالات