حراك جامعات مصر يتوسع ويدخل يومه الرابع

تشهد معظم جامعات مصر مظاهرات ضد الحكم العسكري. وقد أزال طلاب جامعة الازهر حاجزا الكترونيا
طلاب جامعة الأزهر أزالوا حاجزاً إلكترونياً للمراقبة رفضا للإجراءات الأمنية المشددة (الجزيرة)

تواصلت مظاهرات طلبة الجامعات في مصر لليوم الرابع على التوالي، وذلك احتجاجا على الحملات الأمنية لاعتقال رموز الحراك الطلابي لمنع المظاهرات الرافضة للانقلاب. واقتحمت قوات الأمن جامعتي الإسكندرية والسادات بمحافظة المنوفية، ووقعت مواجهات عنيفة بين الطلبة وقوات الأمن في جامعة أسيوط بعد اعتقال خمسة طلاب وطالبة.

وقد اعتدى أفراد شركة الأمن الخاصة "فالكون" على مسيرة طلاب بجامعة أسيوط مستخدمين العصي والحجارة واحتجزوا ثلاثة منهم.

وبدأت السبت احتجاجات واسعة في الجامعات المصرية مع بدء العام الدراسي الجديد الذي بدأ متأخرا ثلاثة أسابيع عن موعده المقرر.

وشهدت أغلب الجامعات المصرية مظاهرات رافضة للانقلاب ومطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين والقصاص لمن قتلوا خلال اشتباكات مع عناصر الشرطة بمصر أثناء مظاهراتهم العام الماضي، كما قطعت السلطات شبكة الاتصالات والإنترنت عن محيط جامعة أسيوط.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن ثلاثة عناصر من الأمن الإداري بالجامعة أصيبوا وقبض على 11 طالبا عقب الاشتباكات، واتهمت حركة طلاب ضد الانقلاب -وهي التي دعت للتظاهر- أفراد الأمن الإداري وشركة الأمن الخاصة "بالاعتداء على الطلاب داخل جامعتهم، واحتجاز عدد من الطلاب والطالبات داخل الجامعة".

مطالب المحتجين
وفي فرع جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف بمحافظة الدقهلية، لم تتوقف المظاهرات الطلابية الرافضة للانقلاب، ورفعت الطالبات المتظاهرات لافتات تندد بالإجراءات الأمنية المشددة، وتطالب بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.

وتكررت المطالب نفسها في فرع جامعة الأزهر بمحافظة سوهاج، حيث طالبت الطالبات بإطلاق سراح زميلاتهن المعتقلات على خلفية قضايا سياسية، وطالبن الجيش بالابتعاد عن السياسة.

وفي الإسكندرية أشرف مساعد وزير الداخلية المصري على الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي تشهدها الجامعة هناك، حيث انتشر أفراد الصاعقة ورجال الأمن المركزي على جميع بوابات المجمع النظري للكليات، وتفقدوا باب كلية الآداب الذي أضرم فيه الطلاب النار احتجاجاً على إجراءات القمع الأمني الذي يتعرض له الطلاب.

تشديد الإجراءات
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن مديرية أمن الإسكندرية ورجال القوات المسلحة كثفت حضور قواتها والعربات المصفحة حول محيط كليات جامعة الإسكندرية، وذلك تحسبا لمظاهرات الطلاب المنتمين لـجماعة الإخوان المسلمين على حد قولها. وأضافت الوكالة أن العام الدراسي شهد مظاهرات رشق الطلاب أفراد أمن الكلية بالحجارة وألقوا مواد حارقة على بعض أفراد الأمن وحول البوابة وإشعال النار فيها وتحطيم البوابة الإلكترونية لكلية الآداب.

وفي محافظة الشرقية (دلتا النيل)، نظم طلاب معارضون للسلطات الحالية سلسلة بشرية داخل جامعة الزقازيق أمام بوابة كلية الآداب وسط حضور أمني مكثف.

وسجلت مظاهرات أخرى في جامعات حلوان وعين شمس وبني سويف والفيوم والمنيا وبورسعيد والإسماعيلية والمنصورة والزقازيق والمنوفية وكفر الشيخ ودمنهور وطنطا، ودعا المشاركون فيها إلى وقف ما دعوه التعذيب داخل السجون، وإطلاق سراح الطلاب المعتقلين.

‪عناصر من شرطة مكافحة الشغب في جامعة الأزهر بمدينة نصر حيث شهدت احتجاجات طلابية‬ (رويترز)
‪عناصر من شرطة مكافحة الشغب في جامعة الأزهر بمدينة نصر حيث شهدت احتجاجات طلابية‬ (رويترز)

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن قوات الأمن بمحافظ أسوان ألقت القبض على ثلاثة طلاب بالجامعة بتهمة "التحريض على العنف والتظاهر والانضمام إلى جماعة الإخوان الإرهابية"، ويدرس الطلاب المعتقلون في كلية الهندسة والتجارة.

اعتقالات وأحكام
وأكد مرصد "طلاب حرية" في مصر استمرار حملة الاعتقالات الموسعة مع بداية العام الدراسي ضد طلاب الجامعات المناهضين للانقلاب، مشيرا إلى أن الأمن اعتقل 138 طالبا خلال الأسبوع الماضي وأخلى سبيل 13 منهم فقط.

وخلال العام الجامعي الماضي قال المرصد إن عدد الطلاب المعتقلين تجاوز الألفين، في حين قتل 208 من الطلاب المناهضين للانقلاب خلال اشتباكات مع قوات الأمن.

كما أشار إلى أن الأحكام الصادرة بحق الطلاب خلال العام الماضي بلغت ثلاثة إعدامات والسجن لما مجموعه أكثر من ألفي عام ودفع غرامات مالية يصل إجماليها إلى نحو 15 مليون جنيه (2.1 مليون دولار)، ومن بين المحكوم عليهم بالسجن ثلاث طالبات اعتقلن خلال مظاهرات داخل حرم جامعة المنصورة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات