تنظيم الدولة يعزز سيطرته في عين العرب

Turkish army tanks take position on top of a hill near Mursitpinar border crossing in the southeastern Turkish town of Suruc in Sanliurfa province October 11, 2014. A senior Kurdish militant has threatened Turkey with a new Kurdish revolt if it sticks with its current policy of non-intervention in the battle for the Syrian town of Kobani. Kurdish forces allied to the Kurdistan Workers' Party (PKK), the People's Defence Units (YPG), are fighting against Islamic State insurgents attacking Kobani close to the Turkish border. Turkey is reluctant to open its border to allow arms to reach the out-gunned Kurds. REUTERS/Umit Bektas (TURKEY - Tags: MILITARY CONFLICT POLITICS TPX IMAGES OF THE DAY)
تعزيزات تركية تراقب المعارك في عين العرب (رويترز)

عزز تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته في مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا رغم المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الأكراد للدفاع عن مواقعهم في المدينة المحاذية للحدود التركية. ونتيجة اقتراب الاشتباكات من معبر مرشد بينار الحدودي، أخلى الجيش التركي الشريط الحدودي من ساكنيه، وأعلنه منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأحد بالاقتراب منها.

وبينما دخلت الحملة العسكرية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على تنظيم الدولة في سوريا أسبوعها الثالث دون التمكن من دحره أو وقف تقدمه، خاصة في عين العرب بمحافظة حلب السورية؛ يعقد القادة العسكريون في الدول الـ21 المشاركة في التحالف الدولي اجتماعا الثلاثاء في واشنطن لتقييم إستراتيجيتهم، في حين أبدت الأمم المتحدة مجددا قلقها على مصير آلاف المدنيين.

وقال مدير مكتب الجزيرة في تركيا عبد العظيم محمد من على الحدود قبالة عين العرب إن المدينة تشهد اشتباكات محدودة، حيث تسمع رشقات من الرصاص بعدما قصف التحالف ستة أهداف للتنظيم في جنوب وغرب المدينة مساء أمس وصباح اليوم، مشيرا إلى أن الضربات الجوية حجمت من تحركات تنظيم الدولة.

ونقل عن مصادر وحدات حماية الشعب الكردية أن مقاتلي تنظيم الدولة تراجعوا عن المعبر نحو سبعمائة متر إضافة إلى كيلومتر واحد عن المربع الأمني، وبحسب المصادر نفسها شوهدت جثث لمقاتلي التنظيم منذ ساعات الفجر الأولى لم يتم إخلاؤها من المنطقة، في حين تم إخلاء العديد من الجرحى صباح اليوم عبر معبر مرشد بينار التركي.

عدة جبهات
وفي السياق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- رامي عبد الرحمن أن المقاتلين الأكراد نجحوا في صد مقاتلي تنظيم الدولة على عدة جبهات، وأشار إلى مقتل 23 مسلحا من تنظيم الدولة أمس السبت أثناء محاولتهم إدخال عربات من الجهتين الجنوبية الغربية والغربية للمدينة.

وبات مقاتلو التنظيم يسيطرون على مساحة كبيرة من عين العرب التي تبلغ مساحتها نحمو سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية وتبعد نحو كيلومتر عن الحدود. فقد سيطروا على شرقها وتقدموا من جهتي الجنوب والغرب نحو وسطها، وأحكموا سيطرتهم الجمعة على مقر القوات الكردية في شمال المدينة.

وقال مدير إذاعة "آرتا أف أم" الكردية مصطفى عبدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن المقاتلين الأكراد يتزايد إحباطهم وتتناقص ذخائرهم ويطلبون المزيد من الغارات.

في غضون ذلك بدأت وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في منطقة الجزيرة السورية (شمال شرق البلاد) حملات للتجنيد الإجباري بين الأكراد السوريين لدعم صفوفها في إطار اشتداد المعارك مع قوات تنظيم الدولة.

يذكر أنه منذ بدء الهجوم على عين العرب منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قتل أكثر من 577 شخصا معظمهم من المقاتلين بينهم 321 من عناصر تنظيم الدولة، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى سقوط نحو سبعين قرية بأيدي تنظيم الدولة.

تأهب تركي
وقد عززت القوات التركية وجودها على الجانب التركي من الحدود تحسبا لجميع الاحتمالات، بما فيها وقوع معبر مرشد بينار الحدودي في يد مقاتلي تنظيم الدولة.

ونتيجة اقتراب الاشتباكات من المعبر الحدودي، أخلى الجيش التركي الشريط الحدودي من ساكنيه، وأعلن أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأحد بالاقتراب منها.

وقال مدير مكتب الجزيرة عبد العظيم محمد إن الجيش التركي دفع بمزيد من الآليات العسكرية والدبابات باتجاه الحدود مع سوريا قبالة عين العرب، حيث يحتدم القتال.

وأضاف أن القوات التركية تمركزت أمس على بعد أمتار قليلة من الحدود، ونشرت دبابتين قبالة المعبر مباشرة، إضافة إلى نشر دبابات ومدرعات عسكرية في التلال القريبة المشرفة على المنطقة، لكن تلك القوات تراجعت قليلا صباح اليوم، وأعادت انتشارها على تلال قرب الحدود.

في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إن الوضع في عين العرب يمثل "مشكلة صعبة للغاية"، ولكنه أضاف أن الغارات الجوية حققت بعض التقدم في صدّ مقاتلي تنظيم الدولة.

وأكد هيغل في تصريحات بالعاصمة التشيلية سانتياغو أن القتال من أجل هزيمة تنظيم الدولة سيكون عملية طويلة الأمد.

وأضاف أن الوضع خطير، وأن الولايات المتحدة "تفعل ما في وسعها من خلال الضربات الجوية لصد مقاتلي تنظيم الدولة، وقد تم بالفعل تحقيق تقدم في تلك المنطقة".

المصدر : الجزيرة + وكالات