مؤتمر للمعارضة بقرطبة وكيري يحضّر لجنيف2
ويأتي اجتماع قرطبة بعد أيام من خلافات نشبت داخل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أثناء اجتماعه في إسطنبول لبحث الموقف من مؤتمر جنيف2، وذلك وبعد إعادة انتخاب أحمد الجربا رئيسا للائتلاف وتهديد عشرات الأعضاء بالانسحاب من الائتلاف.
وقد قررت الهيئة العامة للائتلاف السوري تأجيل حسم المشاركة في مؤتمر جنيف2 إلى يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري إثر قيام المجلس الوطني السوري بتوزيع قرار على أعضاء الائتلاف يهدد فيه بالانسحاب من الائتلاف ككتلة واحدة في حال موافقة الأخير على المشاركة في المؤتمر، وفق ما أفاد به مصدر مطلع في المجلس.
جولة كيري
في هذه الأثناء، يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت جولة تشمل باريس والكويت، لمناقشة الأزمة السورية قبل أسبوعين من انعقاد مؤتمر جنيف2، يلتقي أثناءها المعارضة السورية التي أرجأت حسم مشاركتها في المؤتمر، وكذلك نظيره الروسي سيرغي لافروف لمناقشة مشاركة إيران.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن كيري سيشارك يوم الأحد في اجتماع جديد لمجموعة "أصدقاء سوريا" مع أعضاء الائتلاف السوري الذي أرجأ حسم المشاركة في المؤتمر إلى السابع عشر من الشهر الجاري عقب خلافات بين أعضائه بهذا الخصوص.
وأشار مصدر دبلوماسي في باريس إلى أن هذا الاجتماع سيعقد في مقر الخارجية الفرنسية بمشاركة جميع وزراء خارجية الدول الـ11 الأعضاء في المجموعة (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن).
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث صحفي "إن أردنا إبعاد الرئيس بشار الأسد من جهة والقاعدة من جهة أخرى، ومواجهة المتطرفين مع كل التبعات المريعة على المنطقة يجب دعم المعارضة المعتدلة".
وأوضح الوزير الفرنسي أنه سيترأس لقاء الدول الـ11 "التي تشكل قلب الدعم للمعارضة المعتدلة"، مضيفا أن "الهدف من مؤتمر جنيف2 هو السعي إلى تشكيل حكومة انتقالية باتفاق بين بعض عناصر النظام وهذه المعارضة المعتدلة، وهذا لن يكون بالتأكيد أمرا سهلا".
مشاركة إيران
وأثناء زيارته لباريس يبحث كيري يوم الاثنين مع لافروف مشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 الذي يبدأ في 22 يناير/كانون الثاني بمدينة مونترو، ليتواصل بين الوفود السورية المعنية برعاية الأمم المتحدة اعتبارا من 24 من الشهر ذاته.
وكان كيري ألمح -الأحد الماضي- إلى إمكانية مشاركة إيرانية على هامش مؤتمر السلام في سوريا، وهو ما رفضته طهران.
ويقول دبلوماسيون إن التحول في الموقف الأميركي من رفض تام إلى مشاركة القبول بمشاركة جزئية ربما يفتح الباب أمام التوصل إلى حل وسط لإنهاء الصراع، بما في ذلك تنحي الأسد عن السلطة.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي -التقى في الآونة الأخيرة مسؤولين إيرانيين كبارا- قوله "لا أعتقد أن هذا خط أحمر بالنسبة لهم"، مضيفا أنهم "سيكونون على استعداد لرؤية بديل ما للأسد بشرط أن يكون هذا البديل جديرا بالثقة، ولا يسبب فوضى".
وفي السياق، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي اليوم الأزمة السورية. وقال بيان للكرملين إن الرئيسين بحثا القضايا الدولية الراهنة والوضع في سوريا وإطار التحضير لمؤتمر جنيف2.
يذكر أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن بشأن دعوة إيران إلى هذا المؤتمر.
ومن المقرر أن ينتقل كيري الأربعاء القادم إلى الكويت لحضور مؤتمر الدول المانحة الذي يطمح إلى رصد أكثر من ستة مليارات دولار، لمساعدة المتضررين السوريين من المدنيين.