انشقاق بتنظيم "الدولة" والمعارضة تتقدم عليه بإدلب

تواصلت الاشتباكات بين قوات من الفصائل السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في الرقة وحلب وإدلب وحمص، حيث حقق التنظيم تقدما عسكريا في الرقة بينما مالت الكفة في إدلب لصالح المعارضة التي سيطرت على معقل التنظيم بمنطقة الدانا. من ناحية أخرى واصلت قوات النظام قصفها على عدد من مناطق البلاد، بينما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عدد القتلى وصل اليوم إلى 33 معظمهم في حمص.

وأفادت مصادر للجزيرة أن ما يُعرف بوالي إدلب في تنظيم الدولة الإسلامية أعلن انشقاقه عن التنظيم مع أربعين آخرين والتحق بجبهة النصرة، بعد رفض التنظيم تسليم مواقعه للجبهة في محاولة لوقف الاقتتال. 

ويتزامن ذلك مع إعلان مقاتلي المعارضة سيطرتهم على منطقة الدانا في إدلب بعد معارك مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. ويتمركز عناصر التنظيم في موقعين في محافظة إدلب هما الدانا وسراقب التي تشهد معارك مشابهة لإخراج التنظيم من المدينة.

كما تتواصل الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في كل من الرقة وأرياف حلب وحمص.

ففي حمص، بث المركز الإعلامي السوري على الإنترنت صور مدنيين قتلهم تنظيم "الدولة الإسلامية" عمداً في مدينة الرستن. وقال المركز إن إعدام هؤلاء جاء بعد إصدار أهالي الرستن بياناً ضد دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى المدينة، مما أدى إلى قيام التنظيم باعتقال الموقعين على البيان وتصفيتهم.

وقد امتدت المعارك بين فصائل سورية وتنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مدينة الرقة. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة تدور في بعض أنحاء المدينة بين فصيل مبايع لجبهة النصرة وذلك التنظيم الذي قصف مقاتلوه المقر الرئيس للجبهة في حي المشلي.

وفي إطار الحرب المستعرة بين الطرفين منذ أسبوع وقتل فيها المئات، سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على بلدة تادف قرب مدينة الباب في ريف حلب وفقا للمرصد السوري.

وتأتي سيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية" على البلدة بعد يوم من طرده من قبل الجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وفصائل أخرى من مقاره الرئيسة في مدينة حلب، وكان ناشطون اتهموا التنظيم بإعدام عشرات المقاتلين في مقره بحلب الذي أخلاه الثلاثاء.

وبمدينة الباب بحلب، انفجرت اليوم سيارة مفخخة مما أدى لمقتل وجرح عدد من الأشخاص. ويشتبه في أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" استهدفوا موقعا لإحدى المجموعات التي تقاتلهم منذ أيام.

وكان مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" فجروا أمس سيارات مفخخة بمواقع للجبهة الإسلامية وحركة أحرار الشام المنتمية إليها، بمدن الباب وجرابلس وحريتان بحلب والميادين بدير الزور، مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن تسعة.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" نشر تسجيلا هدد فيه باستهداف قادة الفصائل المناوئة له مثل الجبهة الإسلامية ومسؤولي الائتلاف الوطني السوري وهيئة الأركان التابعة له.

بعض مظاهر الدمار بمدينة حماة التي تشهد بعض مناطقها تصاعدا للأحداث (الفرنسية)
بعض مظاهر الدمار بمدينة حماة التي تشهد بعض مناطقها تصاعدا للأحداث (الفرنسية)

تفجير بحماة
وقد قتل وجرح العشرات اليوم الخميس في تفجير بريف حماة (وسط) سوريا التي تشهد ومحافظات أخرى بينها حلب ودرعا اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات النظامية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 18 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا إثر انفجار سيارة ملغمة قرب مدرسة بقرية الكافات ذات الغالبية الإسماعيلية بريف حماة، كما قتل موالون للنظام في التفجير وفقا لناشطين.

وأضاف المرصد أن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، حيث إن عددا من الجرحى في حالة خطيرة. وتحدث التلفزيون السوري من جهته عن 16 قتيلا وعشرات الجرحى، واصفا التفجير بالإرهابي.

وجاء التفجير ضمن تصعيد ميداني بحماة، حيث قتل ثلاثة من عائلة واحدة في كمين نصبته القوات النظامية لهم في بلدة اللطامنة، وقصف مسلحو المعارضة مطار حماة العسكري بصواريخ غراد وفق شبكة شام.

وتحدث المرصد السوري عن مقتل فتاة إثر سقوط صاروخ بمنطقة حي البعث قرب المطار دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن القصف، مشيرا في الأثناء إلى إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدة اللطامنة.

وأشار إلى أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية إثر تفجير عبوة قرب قرية الطليسية بحماة أيضا.

قصف واشتباكات
ميدانيا أيضا، قصفت القوات النظامية اليوم شارع الثلاثين بمخيم اليرموك جنوب دمشق بثلاثة صواريخ أرض أرض، بالتزامن مع اشتباكات مع مقاتلي المعارضة هناك.

واشتبكت فصائل المعارضة مع القوات النظامية في أحياء أخرى جنوب دمشق بينها جوبر والعسالي، في حين قتل مدني بقصف بمدافع الهاون على حي القابون وفق ناشطين.

وقال المرصد السوري إن مناطق بأحياء القابون والعسالي والقدم جنوب دمشق تعرضت للقصف.

وغير بعيد عن دمشق، وقعت اشتباكات عنيفة على الجبهة الجنوبية الشرقية لمدينة داريا المحاصرة، كما سجلت اشتباكات في المليحة ومناطق بغوطة دمشق.

وفي درعا، تجدد القتال في محيط بلدة الشيخ مسكين وسط قصف من القوات النظامية شمل أحياء بدرعا البلد وبلدات أخرى بينها المزيريب، حيث سقط قتلى وجرحى وفقا لشبكة شام.

وكان الطيران الحربي النظامي قصف أمس بلدة إنخل في درعا بالبراميل المتفجرة مما أدى إلى مقتل أربعة أطفال. كما أفاد مراسل الجزيرة في درعا بأن طائرات مقاتلة قصفت مدرسة في بلدة صيدا بالمحافظة نفسها.

واندلع اليوم قتال بمناطق في حلب النقارين وتلة الشيخ يوسف بين فصائل مقاتلة وبين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، وفق المرصد السوري الذي أكد إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة.

وكان 15 شخصا قتلوا أمس بغارات على بلدة تل رفعت في ريف حلب. وتدور اشتباكات في محيط مطار كويرس وفقا لناشطين. وسجلت اليوم أيضا اشتباكات في محيط بلدة الغنطو بحمص، بينما استهدف قصف مدفعي أحياء في حمص وبلدات الرستن والحولة وتلبيسة القريبة مخلفا إصابات وفقا للمرصد وشبكة شام.

المصدر : الجزيرة + وكالات