اشتباكات بالأنبار واستهداف موقعين للجيش

تجددت الاشتباكات بين الشرطة العراقية وعناصر ما يعرف بالصحوات المتحالفين معها ومسلحين بمدينة الرمادي في محافظة الأنبار، كما شنت طائرة بدون طيار غارة على المدينة لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة، وقصفت مدفعية الجيش العراقي مواقع سيطر عليها مسلحو العشائر في الكرمة شرق الفلوجة، في وقت تعرض فيه مقران للجيش العراقي لهجومين في أبو غريب وتكريت.

وقال الصحفي مهند الحميد للجزيرة إن قوات عراقية مدعومة مما يعرف بالصحوات حاولت الليلة الماضية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحون في جنوبي المدينة، من دون أن ينجحوا في ذلك بسبب المقاومة الشديدة التي أبداها المسلحون. وأكد مصدر طبي أن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في هذه المواجهات.

وفي السياق أفاد مصدر في شرطة الأنبار بأن خمسة عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" قتلوا واعتقل اثنان آخران خلال اشتباكهم اليوم مع قوات الشرطة العراقية والعشائر في الرمادي، مشيرا إلى أن هذه الاشتباكات تحولت إلى حرب شوارع داخل الأحياء السكنية.

وقبل ذلك أفادت مصادر للجزيرة بأن الجيش العراقي والصحوات يشنون هجوما على منطقتي الملعب والبوجابر في الرمادي، كما شنت طائرة بدون طيار غارة على الرمادي دمرت خلالها عتادا لمسلحي العشائر دون وقوع إصابات. وأضافت المصادر للجزيرة بأن قوات الأمن العراقي قصفت بالصواريخ منطقة البوفراج بعد استهداف مسلحي العشائر مقر اللواء الثامن بالقصف.

وكان مسؤولون محليون في الرمادي قالوا إن المقاتلات استهدفت مواقع في الأحياء الشرقية بالمدينة, وتحدثوا عن مقتل 25 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. لكن مصادر أخرى أكدت لوكالة أسوشيتد برس مقتل 22 جنديا عراقيا و22 مدنيا وجرح نحو ستين آخرين.

مسلحون أثناء اشتباكات مع قوات أمنية في الفلوجة (أسوشيتد برس)
مسلحون أثناء اشتباكات مع قوات أمنية في الفلوجة (أسوشيتد برس)

معارك الفلوجة
وفي الفلوجة غرب بغداد قصفت مدفعية الجيش العراقي مواقع سيطر عليها مسلحو العشائر في الكرمة شرق المدينة.
وقالت مصادر للجزيرة إن الحي العسكري قرب الخط السريع تعرض لقصف باستخدام قذائف الهاون، كما طال القصف مقر الفوج الأول الذي كان خاضعا لسيطرة مسلحي العشائر.

وأوضحت المصادر أن اشتباكات متقطعة ومعارك كر وفر تدور في محيط معسكر المزرعة للسيطرة عليه.

ورغم تأكيد مسؤولين عراقيين ومصادر أمنية رفيعة المستوى في الأنبار لوكالة الصحافة الفرنسية على أن مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هم الذين يسيطرون على الفلوجة، قال الشيخ علي الحماد -أحد وجهاء المدينة- إنه "لا يوجد مسلحون من هذا التنظيم في المدينة وجميعهم غادروها وهم أصبحوا خارجها".

وأضاف الحماد أن "المسلحين في الداخل من أبناء العشائر وهم هنا للدفاع عنها وهم يرفضون أي ظلم وحيف يقع على سكانها، والأسواق اليوم مفتوحة والحياة طبيعية فيها".

وأمس الاثنين وجه رئيس الوزراء نوري المالكي إنذارا إلى عشائر مدينة الفلوجة وسكانها بطرد من وصفهم بالإرهابيين وإلا تعرضت أحياؤهم إلى خطر المواجهات المسلحة.

في المقابل، أعلن بيان صادر عن المجلس العسكري لثوار الأنبار النفير العام في مدن المحافظة، وذلك بعد التشاور مع المجالس العسكرية في الموصل وأبو غريب والفلوجة.

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري لثوار الأنبار الفريق الركن حسام الدين الدليمي -في تصريح لمراسل الجزيرة نت بالأنبار أحمد الأنباري- إن الدعوة إلى النفير العام جاءت بغرض حصول رجال وشباب هذه المحافظات على "شرف الدفاع عن أهلهم وأعراضهم التي انتهكت في ظل حكومة المالكي ومن قبل مليشياته والبعض من الأجهزة الأمنية المرتبطة به التي تستلم التوجيهات منه مباشرة".

الشرطة والجيش العراقيان كثيرا ما يتم استهداف عناصرهما بتفجيرات (رويترز-أرشيف)
الشرطة والجيش العراقيان كثيرا ما يتم استهداف عناصرهما بتفجيرات (رويترز-أرشيف)

تطورات أخرى
وفي تطورات ميدانية أخرى قالت مصادر أمنية وطبية إن مسلحين هاجموا موقعا للجيش العراقي في منطقة أبو غريب غربي بغداد، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين.

كما أفاد مصدر في الشرطة بأن مقرا للجيش استهدف بخمس قذائف هاون في مدينة تكريت شمال بغداد، دون معرفة حجم الخسائر.

وفي تكريت أيضا قتل جندي وأصيب اثنان آخران بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمالي المدينة، بحسب مصدر آخر في الشرطة.

وفي الموصل قتل أربعة من عناصر الشرطة ومدني في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور دورية للشرطة في منطقة الدواسة وسط المدينة.

وإلى الجنوب من الموصل أصيب ضابط برتبة عقيد بقوات مكافحة ما يسمى الإرهاب في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة تقله في منطقة القيارة.

وفي الموصل أيضا أفاد مصدر أمني عراقي بأن القوات العراقية قتلت اثنين من قيادات "الدولة الإسلامية في العراق والشام" واعتقلت 42 مطلوبا في عملية أمنية جنوبي المدينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات