كيري يطلع الأردن والسعودية على جهود السلام

US Secretary of State John Kerry (L) is welcomed by Saudi Foreign Minister Prince Saud Al-Faisal bin Abdulaziz al-Saud (2nd-L), upon his arrival in Riyadh November 3, 2013
undefined

عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الأحد إلى القدس بعد زيارة لكل من الأردن والسعودية أطلع خلالهما قادة البلدين على نتائج المساعي الأميركية لإبرام اتفاق إطار للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقد التقى كيري بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي أبدى "تأييده الحماسي" للجهود الأميركية الساعية لإيجاد حل "عادل ومتوازن" للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال كيري إن الملك السعودي "يدعم جهودنا ويعتقد أنه يمكننا أن ننجح في الأيام المقبلة، وأن هذا الأمر مهم للمنطقة، وثمة الكثير من الفوائد التي سيجنيها الجميع إذا ما تمكنا من النجاح". ومن جهته أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن اللقاء كان "ممتازا".

ولم يردد وزير الخارجية السعودي تصريحات كيري بخصوص التأييد السعودي لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه قال إن أي اتفاق يلبي طموحات الفلسطينيين سيلقى كل الدعم من السعودية.

ووصل كيري إلى الرياض آتيا من العاصمة الأردنية عمان حيث عقد لقاء مع الملك الأردني عبد الله الثاني في وقت سابق وأطلعه على نتائج المحادثات التي أجراها على مدى ثلاثة أيام مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقد أكد الملك الأردني لكيري أن الأردن مستمر في دعم جهود تحقيق السلام وصولا إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وبما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

‪نتنياهو اتهم مسؤولي السلطة الفلسطينية بممارسة التحريض ضد إسرائيل‬  (رويترز)
‪نتنياهو اتهم مسؤولي السلطة الفلسطينية بممارسة التحريض ضد إسرائيل‬  (رويترز)

مباحثات صعبة
وكان وزير الخارجية الأميركي وصف مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الصعبة من جهة وبالإيجابية من جهة أخرى"، وذلك بعد محادثات منفصلة أجراها خلال يومين.

وأكد أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يحرزان قدرا من التقدم في محادثات السلام، لكن احتمال عدم التوصل لاتفاق لا يزال قائما، مشيرا إلى أن لدى الجانبين فكرة واضحة عن التنازلات اللازمة لضمان التوصل إلى اتفاق، كما أنه تم بحث جميع القضايا الكبرى في الصراع مثل الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس.

ويحاول كيري وضع ما يسميه مسؤولون أميركيون "إطارا" للخطوط الاسترشادية العامة للاتفاق، على أن يتم استكمال التفاصيل في وقت لاحق.

ومن جانبه، هاجم نتنياهو السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس واتهمهما بممارسة التحريض ضد إسرائيل وإنكار حق اليهود بالعيش في هذه البلاد، على حد تعبيره. وأضاف -في تصريحات أدلى بها في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته- أن "الاعتراف بحق اليهود في هذه البلاد هو معضلة أساسية" وقد حظي بمباحثات مستفيضة مع كيري.

وبدوره، طالب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بأن تتبع أي اتفاق سلام "مبادلة للسكان والأراضي" مع دولة فلسطينية مستقبلية، وهذا يشير إلى رؤية لدى اليمينيين الإسرائيليين (الذين ينتمي إليهم ليبرمان) قائمة على احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الموجودة حاليا في الضفة الغربية المحتلة، في حين تعيد رسم حدودها كي تخضع بعض التجمعات الفلسطينية للولاية القضائية الفلسطينية.

مسؤول فلسطيني: كيري (يسار) ضغط على عباس لكي يقبل بـ
مسؤول فلسطيني: كيري (يسار) ضغط على عباس لكي يقبل بـ"يهودية إسرائيل" (الجزيرة)

ضغوط كبيرة
ومن جهته، حذر رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات من أن القيادات الإسرائيلية تسعى للإطاحة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "بسبب تمسكه بالثوابت الفلسطينية"، فتارة يتهمه نتنياهو بممارسة التحريض ضد إسرائيل، وتارة يعتبره ليبرمان أنه لا يمثل كل الفلسطينيين ويجب انتظار ما تتمخض عنه انتخابات رئاسية فلسطينية مقبلة.

واعتبر عريقات -في مقابلة مع الجزيرة- أن الفلسطينيين هم الأكثر حرصا على نجاح المفاوضات وسيكونون أكثر الخاسرين بفشلها، لذلك فإن المفاوضين الفلسطينيين يبذلون كل ما في وسعهم لضمان نجاح جهود الوزير كيري.

ووصف أمين سرّ اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه المحادثات الجارية بالجادة، لكنه قال لإذاعة صوت فلسطين إنه لا يستطيع القطع بوجود أي تقدم حقيقي أو جوهري في المباحثات.

وكشف مسؤول فلسطيني أن كيري مارس "ضغوطا كبيرة" على عباس للقبول باتفاق إطار يتضمن الاعتراف بـ"يهودية إسرائيل". وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية -طالبا عدم ذكر اسمه- إن كيري أبلغ الجانب الفلسطيني أن موضوع يهودية الدولة ليس موقفا إسرائيليا فقط، بل هو موقف الإدارة الأميركية أيضا.

وأضاف أن عباس جدد رفضه الاعتراف بيهودية إسرائيل، وأكد تمسكه بالتوصل لاتفاق يلبي الحقوق الفلسطينية ويؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 "عاصمتها القدس الشرقية". وتابع أن عباس أكد رفضه لأي وجود إسرائيلي عسكري في أراضي دولة فلسطين، وأي وجود استيطاني في أراضي هذه الدولة.

المصدر : الجزيرة + وكالات