اتهامات بين النظام والمعارضة بشأن محاصري حمص
قالت السلطات السورية اليوم الأربعاء إن الاستعدادات لمغادرة المدنيين حمص "جاهزة"، لكنها اشترطت وجود قوائم أسماء من المعارضة التي اعترضت على طلبها، كما رفضت تفتيش النساء، بينما وجّه محاصرون بحمص نداء استغاثة لفك الحصار عنهم بالكامل.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله "أنجزنا جميع الترتيبات الخاصة بتأمين المدنيين الراغبين في الخروج من أحياء المدينة القديمة".
وأكدت مصادر في المعارضة السورية بجنيف أن "السلطات اشترطت وجود لوائح بالأسماء كي تسمح بخروج المدنيين"، مشيرة إلى أنها تعترض على طلب هذه اللوائح، كما ترفض إصرار السلطات على تفتيش النساء أثناء مغادرتهن المنطقة "بشكل استفزازي يمس أعراضهن".
وتأتي هذه التصريحات في وقت وجّه فيه محاصرون بحمص نداء استغاثة، وطالبوا وفد المعارضة في مؤتمر جنيف2 بالعمل على فك الحصار عنهم بالكامل، كما طالبوا بإنشاء "ممرات آمنة" للخروج من حمص والدخول إليها لمن يرغب في ذلك، دون المرور بنقاط تفتيش تابعة للنظام تحيط بالمنطقة المحاصرة.
وقالت حركات وهيئات ثورية بحمص -في رسالة مصورة- إنه ما لم يُرفع الحصار المضروب منذ شهور طويلة على جل أحياء حمص فإن الإجراءات الأخرى ستكون سطحية، في إشارة إلى إدخال مساعدات، والسماح لأطفال ونساء بالخروج من تلك الأحياء.
وفي السياق، حذر ناشطون بحمص من مخاطر تفريغ الأحياء المحاصرة عبر إخراج المحاصرين، قائلين إن ذلك يحقق هدف النظام بـ"التهجير الطائفي" للسكان.
وكان وفد المعارضة المفاوض في جنيف قال أمس الثلاثاء -في بيان- إن وفد النظام كرر "إصراره على منع دخول المساعدات الإنسانية إلى حمص القديمة"، واتهمه بأنه لا يزال "يتعاطى بطريقة سلبية" مع موضوع المحاصرين، قائلا إنه "وصف جميع المحاصرين بكنيسة الآباء اليسوعيين في حمص بالإرهابيين".
التزام ثنائي
وسبق للمبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن أعلن السبت الماضي -إثر مناقشات للقضايا الإنسانية- أن قافلة مساعدات أممية ستدخل إلى حمص في اليوم التالي، لكنه أعلن لاحقا أن النظام لم يسمح لها بعد بالدخول.
وقالت الأمم المتحدة إنها مستعدة لتوزيع مساعدات تكفي لمدة شهر على ألفين وخمسمائة شخص محاصرين بحمص.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إن هناك خطة لتوزيع خمسمائة حصة غذائية عائلية ومائة صندوق من منتج خاص لعلاج الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد.
وأكد عضو وفد المعارضة السورية بجنيف مرهف جويجاتي أن الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي حصلا من المعارضة المسلحة على كافة الضمانات المطلوبة، وأن العائق الوحيد الآن أمام دخول المساعدات هو قرار النظام.
ومن جهته، أبدى العضو الآخر بوفد المعارضة لؤي صافي استعداد مقاتلي الجيش الحر لرفع الحصار عن بلدات نبل والزهراء (في حلب) والفوعة (في إدلب) مقابل فك النظام الحصار عن حمص ومناطق أخرى على غرار أحياء جنوب دمشق.
لكنه قال إن نظام الرئيس بشار الأسد لم يوافق على رفع الحصار عن حمص. وأضاف أن المعارضة طلبت من النظام رفع الحصار عن كل المدن، ووافقت على رفع أي حصار للجيش السوري الحر عن أي بلدة ومدينة في سوريا.
طلب ضمانات
في المقابل، قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن هناك محاصرين يجوعون في مدن ومناطق أخرى يحاصرها من سماهم إرهابيين، مضيفا أنه يجب الحديث عن كل السوريين المحاصرين. وطالب بـ"ضمانات" بأن المساعدات للمحاصرين بحمص ستذهب فقط إلى المدنيين.
وفي الأثناء، أدان السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد -في مقابلة مع قناة أورينت التلفزيونية- رفض النظام السوري السماح بإدخال مساعدات إلى حمص، ووصفه بأنه "عمل غير مبرر يرقى إلى جريمة حرب"، مضيفا أن الجهود الدولية مستمرة مع روسيا والأمم المتحدة وجهات أخرى لإدخال المساعدات إلى المدينة.
بدوره، اتهم المتحدث باسم الخارجية الأميركية إدغار فاسكويز دمشق بتسميم أجواء محادثات السلام مع المعارضة من خلال منع توصيل إمدادات الإغاثة إلى حمص ومدن أخرى محاصرة، مضيفا أن مطالبة مسلحي المعارضة بالخروج من منطقة أو إلقاء السلاح قبل السماح بإخال المساعدات "لا يمثل عرضا مقبولا".