تقدم جزئي بالجانب الإنساني بالمفاوضات السورية

UN-Arab League envoy for Syria Lakhdar Brahimi attends a press conference at the United Nations Offices in Geneva on January 26, 2014. Syria's regime and opposition discussed prisoner releases on the second day of face-to-face peace talks in Geneva. With no one appearing ready for serious concessions, mediators are focusing on short-term deals to keep the process moving forward, including on localised ceasefires, freer humanitarian access and prisoner exchanges. AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
undefined

أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الأحد في جنيف عن تقدم جزئي في ما يتعلق بفك الحصار عن المدنيين بحمص, وعقد محادثات تمهيدية مع وفدي النظام والمعارضة السوريين قبل الدخول الاثنين في مفاوضات حول انتقال سياسي محتمل بسوريا.

وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحفي في نهاية اليوم الثاني من المفاوضات الجارية ضمن مؤتمر جنيف الثاني إن الحكومة السورية وافقت على خروج الأطفال والنساء من أحياء حمص القديمة المحاصرة.

لكن الإبراهيمي أشار في المقابل إلى أن دمشق طلبت لوائح بأسماء المدنيين الآخرين من غير النساء والأطفال للتحقق منها، بينما طالب ناشطون في الأحياء المحاصرة بضمانات بعدم اعتقال المدنيين أثناء خروجهم.

وجاءت تصريحات الوسيط الدولي بعد جلستين ضمتا وفدي النظام والمعارضة في قاعة واحدة بحضور الإبراهيمي, ونوقشت خلالهما قضيتا المحاصرين بحمص, والمعتقلين والمفقودين.

وفي وقت سابق الأحد, قال مراسل الجزيرة بحمص إنه لم تصل أي مساعدات إلى الأحياء المحاصرة بالمدينة عبر الهلال الأحمر السوري أو غيره, بينما تحدثت مصادر بوفد المعارضة السورية عن عدم سماح النظام بدخول قوافل إغاثة إلى تلك الأحياء.

وفي مؤتمر صحفي بجنيف, قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن "المسلحين والإرهابيين" هم من يعيق دخول المساعدات إلى بعض المناطق التي يوجد فيها قتال.

وقال إن السلطات وزعت الشهر الماضي أربعة ملايين سلة غذائية على المناطق المحاصرة أو التي تشهد اشتباكات.

‪وفد المعارضة متسمك بتشكيل هيئة حكم انتقالي بموجب إعلان جنيف الأول‬ (الفرنسية)
‪وفد المعارضة متسمك بتشكيل هيئة حكم انتقالي بموجب إعلان جنيف الأول‬ (الفرنسية)

قضية المعتقلين
وقبل المرور الاثنين إلى مناقشة القضايا السياسية, ناقش وفدا النظام والمعارضة بجنيف قضية المعتقلين والمفقودين.

وذكرت مصادر من المعارضة أنها أعدت قوائم بعشرات آلاف المعتقلين لدى النظام بينهم أكثر من ألفي طفل وامرأة, ونفت أن يكون هناك مدنيون معتقلون لدى فصائل المعارضة.

وأعلن عضو وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر أقبيق أن وفد المعارضة لمس عدم جدية وفد النظام في نقاش مسألة المفقودين والمعتقلين.

من جهته, قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إنه يتعين عدم التمييز بين المعتقلين, وتحدث عن آلاف المفقودين والمخطوفين من الموالين للنظام.

وفي الإطار ذاته, نفى فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري مساء الأحد أن يكون هناك أطفال معتقلون في سجون النظام, بينما قال مراسل الجزيرة نقلا عن معارضين إن النظام يعتبر المعتقلين "إرهابيين", والأطفال المحتجزين في سجونه "جواسيس" للمعارضة.

في المقابل, عبر الإبراهيمي الأحد عن أمله بأن تبدأ السلطات السورية الإفراج عن النساء والقصّر وكبار السن, وكان قد قال السبت إن النقاش بشأن المساعدات لحمص, والمعتقلين والمفقودين, يقع ضمن ما أطلق عليه خطوات لبناء الثقة بين الطرفين.

ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المفقودين في سوريا منذ اندلاع الثورة منتصف مارس/آذار 2011 بنحو 17 ألفا, وعدد المعتقلين في سجون النظام بعشرات الآلاف.

‪المقداد قال إن وفد النظام جاء برغبة سابقة لإنهاء الحرب القائمة من ثلاث سنوات‬ (الفرنسية)
‪المقداد قال إن وفد النظام جاء برغبة سابقة لإنهاء الحرب القائمة من ثلاث سنوات‬ (الفرنسية)

مواقف متباعدة
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده إثر انتهاء جلسات السبت, أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا أن الوفدين السوريين سيجتمعان صباح الاثنين في قاعة واحدة للشروع في بحث القضايا ذات الطابع السياسي.

وقال الأخضر الإبراهيمي إن كل طرف سيتحدث إلى الطرف الآخر عن طريقه هو (أي الإبراهيمي). ويفترض أن يناقش الوفدان تشكيل هيئة حكم انتقالية الوارد ضمن الإعلان الصادر عن مؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران 2012.

لكن الطرفين يختلفان في تفسير بنود الإعلان، فتقول المعارضة إنه ينص وجوبا على تشكيل تلك الهيئة, بينما يقول النظام إنه لا حاجة لها في ظل وجود مؤسسات قائمة بسوريا. وقال مراسل الجزيرة في جنيف عامر لافي إن هناك تباعدا كبيرا في مواقف الطرفين من هذه المسألة التي تعد أحد العوامل الحاسمة لنجاح مؤتمر جنيف الثاني أو فشله.

وفي ما يبدو ردا على اتهامات المعارضة للنظام بعدم الجدية, بل وحتى بالتخطيط "للهروب" من المؤتمر, أكد فيصل المقداد أن وفده جاء برغبة صادقة لإنهاء "الإرهاب" والحرب بسوريا.

وفي وقت سابق الأحد, قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن وفد النظام "منفتح" على مناقشة مقترحات بهذا الشأن, لكنه شدد على أن الرئيس بشار الأسد "خط أحمر". وأضاف الزعبي أن الدستور يسمح للأسد بأن يرشح نفسه لولاية ثانية إذا أراد ذلك.

وكان الزعبي قال -في تصريحات سابقة بجنيف- إن وفد النظام لن يقبل بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات وفق ما نص عليه إعلان جنيف الأول. وكان الإبراهيمي نفسه أشار إلى اختلاف في تفسير البند المتعلق بهيئة الحكم الانتقالية.

المصدر : الجزيرة + وكالات