فتح.. رسائل للخارج وتحديات الداخل
عاطف دغلس-نابلس
أوجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الثلاثاء بعرض تطلعات ورسائل حركته (فتح) في ذكرى انطلاقتها التاسعة والأربعين، بدءا من الحفاظ على الثوابت كالحدود وعودة اللاجئين ومرورا بعدم الرضوخ بأي تنازلات عبر المفاوضات وانتهاء بدعوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للوحدة وتنفيذ الاتفاقات الموقعة.
وبالمجمل، لم تخرج القيادات الفتحاوية وهي تحيي احتفالاتها اليومين الماضيين بـالضفة الغربية وغزة، عما تحدث به عباس، إلا بتشديد بعضها على لوم حماس لما سموه تدخلها بشؤون عربية وبتعطيلها للمصالحة، أما الجديد فهو استمرار تشاؤم قيادات فيها، وتأكيدها أن فتح تعيش "حالة تشرذم" وتظل تتغنى بأمجاد الماضي.
فاعتبرت فتح وعلى لسان عضو اللجنة المركزية بها محمود العالول أن تحرير الأسرى القدامى إنجاز كبير، يؤكد حجم النضال الذي تبذله الحركة في سبيل التحرير والحفاظ على الثوابت.
رسائل مفتوحة
ودعا ما سماها "الفئات الشاذة" للتعلم من تجربة فتح النضالية، والانحياز للمبدأ الفلسطيني، والالتزام بخيار الوحدة، وعدم بيع القرار الفلسطيني لهذا وذاك، "والتنقل بين مصر وسوريا لجلب الكوارث على الشعب الفلسطيني"، في إشارة منه لحركة حماس.
وفيما يتعلق بالمفاوضات أكد العالول أنهم لن يقبلوا بأي أفكار تطرح حلا مؤقتا أو "اتفاق إطار مبادئ"، وأنهم مستعدون لمواصلة التحدي والنضال سنوات أخرى، ولكن لن يتم قبول أي أفكار دون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، ودون عودة اللاجئين لبلدانهم، "ونرفض أي حديث عن دولة يهودية".
وقال إن فتح أصبح لديها "مناعة شديدة" للغاية لمواجهة أي ضغوط، وستبقى مستمرة لتحقيق أهداف وتطلعات الفلسطينيين نحو الحرية.
وهي نفسها المطالب التي أكدها أمين سر فتح في نابلس محمود اشتية في حديثه للجزيرة نت على هامش احتفال نظمته الحركة بالمدينة، وطالب العالم بوقف دعم "آخر احتلال بالعالم". وقال إن لفتح إستراتيجية مفتوحة بالتعامل مع جميع المراحل، بدأتها بالنضال ثم التفاوض والآن المقاومة الشعبية.
خيارات
أما خيارات فتح في حال فشل المفاوضات، والتي "ستفشل" وفق رأي اشتية، فأكد أنهم والقيادة سيتوجهون للمؤسسات الدولية بالأمم المتحدة وغيرها، لتكون فلسطين عضوا بها وتحاكم إسرائيل على جرائمها ولجم عدوانها.
أما داخليا فيبدو أن فتح لا تدعو لإنهاء الانقسام وحسب، بل إنها تبادر لذلك عبر عقد جلسة للمجلس التشريعي باتفاق بين قيادات فتحاوية وحمساوية، وفق ما كشفه النائب جمال الطيراوي الناطق باسم كتلة فتح البرلمانية للجزيرة نت.
وأوضح أن لديهم خطوات جدية بترتيب البيت الفلسطيني عبر خطوات فعلية، وتعمل كذلك على رفع الحصار عن قطاع غزة "لأن الغزيين هم رصيد وجزء مهم من الشعب الفلسطيني".
فتح.. ماض
أما على الأرض فلم يبق من فتح سوى التاريخ المجيد والاحتفاء بالبطولات، كما يقول القيادي بالحركة حسام خضر، مبينا أن فتح القائمة الآن عبارة عن "هيكل خاو"، وهي أشبه "بالحضارات البائدة" نتيجة تغليب المصالح الشخصية لدى القيادة المتنفذة وتذويب فتح في مشروع سياسي هابط وطنيا، لا يحتمل وجود حركة تنظيمية قوية، وفق قوله.
وأكد خضر للجزيرة نت أن إضعاف فتح هو قرار فتحاوي أصلي، وهي "جريمة" تشارك بها قيادات فتح وكوادرها بصمت، متمنيا لو آثرت الحركة فرض عقلية التفكير المؤسساتي على عقلية القيادة التقليدية "التي تخشى الديمقراطية أكثر من الاحتلال".
في المقابل اعتبرت حماس على لسان وصفي قبها الوزير السابق بحكومتها أن حركته ملتزمة بتنفيذ المصالحة، وأن هذا بدا بموافقتها على إقامة فتح مهرجان انطلاقتها بغزة، "في الوقت الذي تمنع به حماس من هذه الأنشطة بالضفة وتلاحق أجهزة السلطة الأمنية عناصرها".
وأضاف في بيان وصل الجزيرة نت نسخة منه أن حماس تؤسس لمناخات إيجابية وصحية وإشارة واضحة لحركة فتح للشروع في تنفيذ الخطوات المطلوبة منها لتحقيق وإنجاز المصالحة الوطنية.