مالك الكردي: نعمل على تطهير "تنظيم الدولة"

العقيد مالك الكردي للجزيرة نت: العمل على تنقية "داعش" من العناصر الفاسدة
undefined

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

قال العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر إنه من الصعب التكهن بإمكانية القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأوضح أن الدعم الذي يقدم له أكبر مما يقدم للفصائل مجتمعة، إضافة إلى أن عناصره أكثر تدريبا ومراسا بسبب قتالها في أكثر من مكان في العالم، وأن الهدف الآن يتركز على تطهيره من "العناصر الفاسدة"، وإعادته إلى صفوف الثورة، للعمل من أجل تحقيق الهدف المحدد، وهو إسقاط النظام.

وأبدى الكردي أسفه تجاه ما يجرى على الأرض السورية من صدامات في طول البلاد وعرضها، بين "تنظيم الدولة" والفصائل المناوئة له، وحمّل العناصر الأجنبية -التي دخلت سوريا- المسؤولية عن هذه الصدامات، بسبب تبنيها لإيديولوجيا غريبة عن سوريا.

واتهم الكردي -في حديث خاص مع الجزيرة نت- عناصر التنظيم بأنها "تمادت في غيها"، وتصرفت أحيانا بشكل غير مقبول للمجتمع السوري الثوري، خاصة أعمال القتل غير المبرر، دون المرور عبر محاكم واضحة الصورة والمعالم، وفي وقت غير مناسب من تاريخ الثورة السورية لا يسمح بإقامة هذه الأحكام في المرحلة الراهنة، ودعا إلى معالجة الأخطاء التي تقع في الثورة بطريقة احتوائية، وليس بطريقة صدامية.

وأكد أن فكرة إقامة دولة بمعايير تعود "إلى ما قبل التاريخ" -التي يتبناها التنظيم- مستحيلة في الواقع السوري، وقال "يحاول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إقامة دولة تقوم على أسس الشريعة الإسلامية كما يعلن، وهو أبعد ما يكون عن الشريعة".

وأشار نائب قائد الجيش الحر إلى أن أغلب الفصائل مخترقة من قبل النظام السوري، إلا أن "تنظيم الدولة" مخترق حتى على مستوى قيادييه، مضيفا أن ما يسهل عملية اختراقه ارتداء عناصره الأقنعة.

‪بلدة الدانا بريف إدلب بعد أن طردت المعارضة المسلحة
‪بلدة الدانا بريف إدلب بعد أن طردت المعارضة المسلحة "تنظيم الدولة"‬ (الجزيرة-أرشيف)

"الحر" وجنيف
أما في ما يتعلق بمشاركة الجيش الحر بمؤتمر جنيف2 فأكد الكردي أن القيادة لم تتلقَ أي دعوى لحضور المؤتمر، وأنه لم يتم إطلاعها على المناقشات التي جرت حتى الآن بشأنه.

واستبعد العقيد الكردي أن يقدم المؤتمر الكثير للشعب السوري، ويرى أن أقصى ما يمكن أن يقرره هو إزاحة شخص الرئيس بشار الأسد عن السلطة، واستمرار القيادات الأمنية والعسكرية في مواقعها، أي بقاء هيكلية النظام، وهي التي أمرت بالقتل وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري، وفق تعبيره.

الساحة الداخلية
وعزا الكردي تراجع الجيش السوري الحر عن مواقعه لمصلحة الفصائل ذات الصبغة الإسلامية إلى ما وصفه بضعف الإمكانات الواردة إليه، موضحا أن الدعم توقف عنه منذ أكثر من عام.

أما في ما يتعلق بالموقف من التشكيلات الإسلامية -التي تم الإعلان عنها أخيرا- فبيّن الكردي أنهم على استعداد للعمل مع أي فصيل يعلن أن هدفه إسقاط النظام، وتأجيل البحث في الأمور الأخرى، لما بعد تحقيق هذا الهدف.

ولكن بعض هذه الفصائل -والكلام للكردي- ينشغل بشكل الدولة القادمة، في الوقت الذي يركز فيه الجيش السوري الحر على إسقاط النظام باعتباره الهدف الأهم والأكثر إلحاحا، ودعا كافة القوى العاملة على الأرض إلى أن تترك للشعب السوري تقرير شكل الدولة القادمة.

وفي معرض رده على سؤال الجزيرة نت بشأن حقيقة سيطرة الفصائل الإسلامية على المواقع التي يحررها الجيش الحر، أجاب الكردي أن معظم المناطق المحررة اليوم هي من إنجاز الجيش السوري الحر، لكن الفصائل ذات الصبغة الإسلامية تعمد للسيطرة على المواقع المهمة اقتصاديا، مثل المعابر الحدودية وحقول النفط والمواقع الاقتصادية.

وانتقد اجتماع أنطاليا -الذي أبعد قيادات الحر عن اتفاق إنشاء هيئة الأركان- ولكنه أكد استمرار التواصل مع قيادة الأركان "بما أن هدفها إسقاط النظام"، لكنه وصف التفاعل بأنه ليس إيجابيا، وكذلك الحال بالنسبة للعلاقة مع الائتلاف والحكومة الانتقالية.

ورغم التجاذبات التي تجري بين الفصائل على الأرض أبدى العقيد الكردي تفاؤله بانتصار العنصر الثوري والشعب الذي خرج "ليطالب بالحرية".

المصدر : الجزيرة