المالكي: من ينتسب للأمن سيَقتل ويُقتل

المالكي يهدد عشائر الفلوجة مجددا
undefined
حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أنه لا مكان في المؤسسة الأمنية العراقية والجيش للأشخاص الذين وصفهم بأنهم يبحثون عن مورد سهل للرزق. وشدد على أن من يريد الانتساب لهذه المؤسسة يجب أن يضعوا في اعتبارهم أنهم سيَقتُلون ويُقتلون، على حد تعبيره. يأتي ذلك في وقت قتل فيه وأصيب العشرات في تفجير استهدف مركزا للتطوع بالجيش قرب مطار المثنى وسط بغداد، وسط استمرار المعارك بمحافظة الأنبار.

وخلال احتفالية ذكرى تأسيس الشرطة العراقية، قال المالكي إن من يتطوع في الأجهزة الأمنية والجيش يجب أن يعلم أنها ليست مورد رزق وإنما سبيل بسط الأمن في البلاد، وأشار "يجب أن يعرفوا أنهم مقاتلون يتصدون يَقتلون ويُقتلون ويستشهدون" من أجل تحقيق ما وصفه بالهدف المقدس.

ودعا رئيس الوزراء العراقي من أسماها بالدول التي تركب "موجة الإرهاب" وتموله وتحميه إعلاميا إلى التوقف، معتبرا أن هذا الأمر سيرتد عليها كما ارتد على من سبقها على حد تعبيره. ووصف الربيع العربي بأنه تحول إلى وباء وكارثة على الأمة العربية بكافة دولها.

وكان المالكي جدد دعوته لرجال العشائر في مدينة الفلوجة إلى طرد من سمّاهم مسلحي تنظيم القاعدة في المدينة كي يُجنبوها استخدام القوة، ملوحا في الوقت نفسه بالعفو عن العائدين ممن التحقوا به.

وفي الوقت نفسه، تعهد المالكي باستئصال تنظيم القاعدة قائلا إنه "واثق من النصر"، وامتدح الدعم الأميركي وقال إن "هذا الدعم يعطينا الثقة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح، وإن النتيجة قطعا واضحة وهي استئصال هذه المنظمة الفاسدة".

وقد اتصل جون بايدن نائب الرئيس الأميركي للمرة الثانية خلال أسبوع واحد برئيس الوزراء العراقي، مؤكداً له دعم واشنطن ومساعدتها العراق في معركته ضد "الإرهاب".

وأصدر البيت الأبيض بياناً ذكر فيه أن بايدن شجع، في اتصاله، المالكي على الاستمرار في تواصل الحكومة مع الزعماء المحليين والقبليين والوطنيين، مرحبا بقرار مجلس الوزراء منح مزايا من الدولة للقوات القبلية التي تقتل أو تصاب خلال الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة.

معارك الأنبار
على صعيد التطورات الميدانية، قالت مصادر للجزيرة إن اشتباكات عنيفة تدور بين مسلحي العشائر وقوات عراقية تساندها طائرات في شارع ستين بمدينة الرمادي بمحافظة الأنبار غرب العراق.

وأشارت مصادر أمنية في محافظة الأنبار إلى أن ثلاثة جنود قتلوا في اشتباكات بين مسلحي العشائر وقوة من الجيش على الطريق السريع شرق الفلوجة.

كما يقول مسلحو العشائر إنهم استولوا على عربة من نوع همر وأسلحة وعتاد، وإن الجيش احتجز عددا من العائلات العائدة إلى الفلوجة ومنعها من دخول المدينة إلا بعد انسحاب المسلحين وإفساح المجال له لإخلاء جثث جنوده.

ووصف قائد عسكري عراقي الضربات الجوية بأنها "فاعلة جدا"، مشيرا إلى أنها استهدفت عدة مبان تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر مقاتلوه قبل أيام على مراكز شرطة في الفلوجة.

وقتل نحو 250 شخصا في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ أكثر من أسبوع، بحسب مصادر رسمية، فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي أن هذه المعارك تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن.

مطالب
وقد طالب شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين الحكومة العراقية بسحب الجيش من المدن؛ وأكدوا أن عشائرهم لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما هاجمت القوات الحكومية مدينتي الفلوجة أو الرمادي.

وفي السياق أعلن شيوخ وعلماء مدينة بيجي، شمال بغداد، عن مساندتهم لأهل الأنبار في الدفاع عن أنفسهم في مواجهة أي اعتداء، وطالبوا المالكي بسحب الجيش من المدن. كما أعلنوا عن تشكيل مجلس أعلى للعشائر لحفظ الأمن في بيجي، ودعوا للالتزام بفتوى المراجع السنية بعدم التعرض للشرطة ما داموا مسالمين. 

كما أعلن شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين بشمال بغداد أنهم يقفون مع أهل الأنبار في مواجهتهم لما سموها الحملة العسكرية الظالمة بذريعة مقاتلة الإرهاب. وطالبوا عشائر الجنوب بعدم زج أبنائهم في معركة وصفوها بالفاشلة.

وقال المرجع الشيعي العراقي آية الله فاضل البديري إن الوضع في الأنبار محرج وإذا لم يتدخل الحكماء لاحتواء الأزمة فقد يؤدي إلى فتنة كبرى, وأضاف أنه يرفض أي عمل عسكري داخل المدن وأنه لا يجوز الاعتداء على المدنيين بدعوى مكافحة الإرهاب.

ودعا البديري لفك الحصار عن الفلوجة فوراً والسماح لأهلها باتخاذ قراراتهم بأنفسهم، وأن يترك الشأن الداخلي في الأنبار لأهلها, وطالب بتنفيذ مطالب المعتصمين "المشروعة" وإعلان العفو العام والتوجه إلى التعايش السلمي في جميع المحافظات.

وفي تطورات ميدانية أخرى، قتل أكثر من 22 متطوعا في الجيش اليوم وأصيب أكثر من 25 آخرين في تفجير بسيارة مفخخة استهدف مركزا للتطوع قرب مطار المثنى وسط بغداد، وذلك أثناء  اصطفاف مئات المتطوعين أمام مركز التطوع.

يشار إلى أن عدد القتلى الذين سقطوا في أحداث العنف بالعراق عام 2013 كان الأعلى منذ الاقتتال الطائفي في الفترة ما بين 2006 و2007، حيث قتل 8868 العام الماضي وفق تقديرات الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات