مجزرتان بريف دمشق وإدلب وقصف بغازات للقابون

أفاد ناشطون سوريون بمقتل 16 شخصا على الأقل في مجزرة بساتين الكسوة بريف دمشق جراء قصف عنيف لقوات النظام على المنطقة، بينما تحدث آخرون عن مقتل 13 شخصا في مجزرة أخرى بمدينة أريحا بريف إدلب. في الأثناء قال معارضون إن قوات النظام قصفت حي القابون بدمشق بغازات غريبة.

فقد قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بين قتلى القصف الـ16 على بساتين المقيلبية المتاخمة لمدينة الكسوة بريف دمشق طفلا وسيدة، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى بترت أطراف عدد منهم.

وسقط آخر الضحايا بينما صعدت قوات النظام قصفها العنيف والمكثف على مدن وبلدات ريف دمشق، حيث استهدف القصف المدفعي والصاروخي حي جوبر ومخيم اليرموك بالعاصمة دمشق ومدن الزبداني وسقبا ومعضمية الشام وداريا وزملكا وعربين وكفربطنا وبلدات معلولا ورنكوس وجبعدين وعين ترما والمقيلبية وشبعا.

من جهته قال المركز الإعلامي السوري إنه "تم العثور السبت على 13 جثة بعد أن تمت تصفيتهم ميدانيا رميا بالرصاص، وبعض الجثث عليها آثار أداة قاطعة أي أنهم قضو ذبحا، وذلك في إحدى الآبار بمدينة أريحا البأر بريف إدلب".

وأضاف المركز أن الجثث التي عثر عليها "مجهولة الهوية حتى الآن، وهي متنوعة بين أطفال ونساء وشباب ورجال".

كما أشارمراسل الجزيرة إلى انفجار سيارة مفخخة أمام مقر حركة أحرار الشام بمعبر باب الهوى دون وقوع إصابات.

الائتلاف دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في سوريا (الجزيرة-أرشيف)
الائتلاف دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في سوريا (الجزيرة-أرشيف)

قصف بالغازات
في هذه الأثناء قال المركز الإعلامي للائتلاف الوطني السوري المعارض "إن قوات النظام عمدت السبت إلى استخدام مواد غريبة ذات روائح غريبة في قصف واستهداف مناطق سكنية في حي القابون، هادفا إلى إثارة الفوضى ونشر الذعر بين المواطنين، دون أن يكتفي بما تسببه القنابل والبراميل المتفجرة من رعب ودمار وموت".

ودعا الائتلاف في بيان "سائر دول العالم والمنظمات الأممية والإنسانية إلى التدخل العاجل لحماية المدنيين في سوريا".

وشدد على "المخاطر الجمة المترتبة على تردد المجتمع الدولي في التعامل مع خروقات النظام، ويؤكد مخاوفه الحقيقية من أن يعتبر النظام الأسدي هذا التردد بمثابة ضوء أخضر يصبح معه استخدام الأسلحة الكيميائية أمرا عاديا، تماما كالقنابل الفوسفورية والعنقودية والبراميل المتفجرة والصواريخ البالستية التي أخذ النظام فيما سبق الموافقة على التمادي في استخدامها من خلال صمت المجتمع الدولي وسكوت".

اشتباكات
من جهة أخرى تجددت الاشتباكات السبت بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام عند أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة. وقالت الهيئة العامة للثورة إن دبابات قوات النظام استهدفت دير مار سركيس بشكل مباشر.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية وما يسمى اللجان الشعبية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلين من كتائب الثوار من طرف آخر عند أطراف ومدخل بلدة معلولا. وأوضح أن الاشتباكات جاءت بعد أن استهدفت القوات النظامية فجرا بالمدفعية التل الذي يقع فيه فندق سفير معلولا ويتمركز فيه مقاتلون.

وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن أن الجيش الحر انسحب من معلولا "حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها"، وأنه "لم يقم بأي اعتداء على كنائس أو أديرة"، وذلك بعد أن أشارت تقارير إعلامية إلى تعرض كنائس معلولا للقصف والإحراق على يد مسلحين. كما نفى سكان ورئيسة دير مار تقلا في البلدة -الأم بلاجيا سياف- أن تكون المراكز الدينية تعرضت لأي اعتداء.

نزوح مستمر للسوريين جراء قصف قوات النظام (رويترز)
نزوح مستمر للسوريين جراء قصف قوات النظام (رويترز)

تسميم ونزوح
في موضوع متصل بالوضع الإنساني مع تصاعد القتال قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن النظام قام بتسميم مياه الشرب الداخلة إلى كل من زملكا وحمورية وعين ترما بريف دمشق إضافة إلى حي جوبر بدمشق.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أنه أخذت عدة عينات من المياه لإجراء الاختبارات، حيث تم التأكد من تسميم المياه، في حين سجلت عدة حالات تسمم مختلفة الأعراض، إضافة لوفاة شخص واحد في جوبر نتيجة التسمم، مشيرة إلى استخدام مكبرات الصوت في المسجد لإخبار الأهالي بأخذ الحذر والحيطة.

في غضون ذلك أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بحدوث حالة نزوح كبيرة من الأهالي في بلدة الغارية الشرقية بريف درعا جراء قصف قوات النظام.

في السياق قال مراسل الجزيرة في درعا ناصر شديد إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في الحي الشرقي في بصرى الشام بمحافطة درعا. وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من قوات النظام السوري وعناصر من حزب الله اللبناني، وذلك بعد أن استهدف الجيش الحر بالصواريخ أحد مواقع تمركز تلك القوات.

المصدر : الجزيرة + وكالات