قتلى ببغداد والمالكي يتهم دولا بإشعال "الفتنة"

Black smoke fills the air following explosions at a funeral tent in the Sadr City district of Baghdad on September 21, 2013. Bombs targeting Shiite mourners in the capital killed at least 57 people, while 12 died in other attacks -- the latest in the worst violence to hit Iraq since 2008. The Sadr City blasts came a day after two bombs exploded in a Sunni mosque north of Baghdad, killing 18 people. AFP PHOTO/ SABAH ARAR
undefined

قتل وأصيب العشرات بهجوم استهدف مجلس عزاء سني ببغداد اليوم. وبينما اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي دولا بإشعال الفتنة في العراق، اتهمه حزب نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي بدفع الوضع الأمني للمزيد من التدهور.

ونقلت وكالة رويترز عن الشرطة ومصادر طبية أن قنبلتين زرعتا داخل سرادق عزاء في حي الأعظمية الذي يغلب عليه السنة في بغداد، مما أدى إلى مقتل 16 شخصا على الأقل وإصابة ثلاثين آخرين مساء اليوم الاثنين.

لكن عقيدا في وزارة الداخلية العراقية ومصدرا طبيا رسميا ذكرا لوكالة الصحافة الفرنسية أن الانفجار أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما لا يقل عن 27 شخصا آخر بجروح.

وفي هجمات أخرى اليوم، قتل أربعة أشخاص في مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) بهجمات استهدفت إحداها سيارة إسعاف تقل امرأة في حالة مخاض، بحسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وقتل أمس الأحد 12 شخصا على الأقل وأصيب 46 آخرون بجروح في هجوم استهدف مجلس عزاء سني في منطقة الدورة في جنوب بغداد، وذلك بعد يوم من مقتل 73 شخصا في هجوم على مجلس عزاء شيعي في مدينة الصدر (شرق).

ويشهد العراق منذ أشهر تصاعدا في أعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة، في بلاد عاشت نزاعا طائفيا داميا بين عامي 2006 و2008 قتل فيه الآلاف من الجانبين.

وقتل منذ بداية شهر سبتمبر/أيلول الجاري نحو ستمائة شخص في هجمات متفرقة في العراق بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وطبية رسمية، قضى معظمهم في هجمات حملت طابعا طائفيا.

اتهامات
في هذه الأثناء اتهم رئيس الوزراء نوري المالكي دولاً لم يسمها بتسخير إمكانيتها المادية والاستخباراتية بهدف تقسيم العراق وإشعال الفتنة فيه، من خلال استهداف مجالس العزاء عبر الانتحارين والأحزمة الناسفة، على حد تعبيره.

وذكر المالكي في بيان له أن أعمال العنف والتفجيرات التي استهدفت مجالس العزاء في مدينتي الصدر والدورة تقع ضمن مخططات ما وصفها بالجماعات الإرهابية التكفيرية.

وأكد رئيس الحكومة العراقية على أن التمسك بالوحدة الوطنية ورصّ الصفوف هما السبيل لإلحاق الهزيمة "بهذا المخطط الإجرامي"، وشدد على أن القوات العسكرية والأمنية لن تتوقف عن ملاحقة الإرهابين والتصدي لهم بكل حزم وقوة.

 الهاشمي (يمين) اتهم المالكي بدفع الوضع الأمني لمزيد من التدهور (الجزيرة)
 الهاشمي (يمين) اتهم المالكي بدفع الوضع الأمني لمزيد من التدهور (الجزيرة)

في المقابل اتهمت حركة تجديد برئاسة طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق، المالكي بـ"نقض ما أطلق عليها وثيقة الشرف ومبادرة السلم الاجتماعي بالتهديد والوعيد وسيل الاتهامات الباطلة يكيلها لمحافظات انتفضت منذ ثمانية أشهر وفق الدستور مطالبة بحقوق مشروعة".

ودعت الحركة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه العراقيين إلى التبرؤ من هذه الوثيقة والدعوة بدلا عنها لرحيل ما وصفها بحكومة الأزمات، "حكومة لا تريد لشعب العراق أن يتصالح وأن ينعم بالأمن بل أن يسبح بدل ذلك في بحر من الدماء، ومتى تخلص العراق من نوري المالكي يمكن الدعوة فيما بعد لمؤتمر وطني برعاية دولية. هذا هو الحل العملي الذي لا يلوح في الأفق حل غيره".

كما دعت الحركة إلى "إجهاض تداعيات مثل هذا الخطاب على الوضع الأمني الذي يدفع به المالكي نحو مزيد من التدهور. كما ينبغي على مجلس النواب والادعاء العام تطبيق المادة 4 إرهاب بحق المالكي بتهمة التحريض على العنف والإرهاب".

يذكر أن وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي دعا إليها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي.

وقد قلل سياسيون عراقيون من قيمتها ووصفوها بأنها حبر على ورق وغير قادرة على إيجاد الحلول لمشاكل البلاد وأزماتها، وعزوا ذلك إلى تهديدات رئيس الحكومة نوري المالكي للمعتصمين في المحافظات الست وتفجيرات سامراء ومدينة الصدر بعد يومين من توقيعها.

وكانت كتل: القائمة العراقية والحل والتيار الصدري وجبهة الحوار الوطني، رفضت التوقيع على الوثيقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات