مداهمات بكرداسة بعد حملة عسكرية

شنت قوات الأمن المصرية حملة مداهمات على بلدة كرداسة بمحافظة الجيزة بعد يوم من حملة عسكرية شاركت فيها قوات من الجيش والشرطة أمس الخميس واستهدفت البلدة التي اشتهرت في الأسابيع الماضية بمناصرة الرئيس المعزول محمد مرسي، كما شهدت مهاجمة مجهولين لمقر الشرطة وقتل عدد من عناصره.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني أن هناك 140 شخصا مطلوبا، في حين تم اعتقال 68 شخصا الخميس بينهم مشتبه بتورطهم في الهجوم على مركز الشرطة الذي أوقع 11 قتيلا يوم 14 أغسطس/آب الماضي بعد ساعات من تدخل الجيش لفض اعتصام مؤيدي مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة مما أدى إلى مصرع مئات الأشخاص وإصابة واعتقال الآلاف.

لكن وكالة رويترز نقلت من جانبها عن أحد الضباط أن عددا من العناصر البارزة المطلوب القبض عليها تركت المدينة قبل الاقتحام.

من جانبها قالت وسائل الإعلام المصرية إن وزير التعليم قرر تأجيل الدراسة في كرداسة لمدة أسبوع بسبب الظروف الأمنية، وذلك وسط حفاوة واضحة من هذا الإعلام بالحملة التي وصفتها صحيفة الجمهورية بأنها حملة "تحرير كرداسة من الإرهاب"، وفي المقابل وصفتها صحيفة الحرية والعدالة لسان حال الإخوان المسلمين بأنها "إعلان حرب ضد المصريين".

في هذه الأثناء، شهدت القاهرة اليوم تشييع جنازة اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة والذي لقي مصرعه أمس أثناء الحملة، وسط أنباء عن إطلاق النار عليه من مسافة قريبة مما يفتح الباب أمام احتمال قتله بطريق الخطأ.

أما الجماعة الإسلامية فأكدت في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أنه لا صحة مطلقا لوجود القياديين بها طارق الزمر وعاصم عبد الماجد في كرداسة أو بلدة ناهيا المجاورة التي تم اقتحامها أمس أيضا، واصفة ما تردد بهذا الشأن بأنه "ترويج من جانب إعلام الانقلاب"، ومؤكدة أنه لا دخل للرجلين مطلقا بما حدث في كرداسة أو غيرها من المدن المصرية.

‪عناصر الأمن تعتقل أحد مواطني كرداسة‬ (رويترز) 
‪عناصر الأمن تعتقل أحد مواطني كرداسة‬ (رويترز) 

عملية مماثلة
وتأتي مداهمة كرداسة بعد أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة دلجا بمحافظة المنيا في صعيد مصر، علما بأن البلدتين اشتهرتا بتأييد مرسي وتحدث الإعلام المحلي عن وجود "متشددين مسلحين" بهما، كما تحدث عن ترويع للأقلية المسيحية المقيمة في دلجا، فضلا عن مهاجمة مقر الشرطة وإحراقه في كرداسة. 

وكان مثيرا أن كرداسة ودلجا شهدتا مساء أمس مظاهرات مؤيدة لمرسي ورافضة للانقلاب، شأنهما في ذلك شأن العديد من المدن والبلدات المصرية، وذلك في ختام فعاليات أسبوع "الوفاء لدماء الشهداء" الذي دعا إليه "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" المؤيد للرئيس المعزول. 

وحسب وكالة الأناضول فقد خرج أنصار مرسي في مظاهرات بكرداسة رفعوا خلالها لافتات تؤكد أنهم ليسوا إرهابيين، كما رددوا هتافات تنادي بسقوط الحكم العسكري وتندد بممارسات وزارة الداخلية. 

وشهدت بلدة ناهيا المجاورة مظاهرات مماثلة، علما بأنها تعرضت هي الأخرى لحملة عسكرية أمس الخميس قالت مصادر أمنية إن هدفها "تأمين عملية كرداسة ولمحاولة منع العناصر المسلحة والإرهابية من الهروب من كرداسة، وكذلك لاعتقال عدد من المطلوبين أمنيا". 

يشار إلى أن مصادر أمنية مصرية رجحت أن تعاود قوات الجيش والشرطة اقتحام كرداسة وأن تستمر العمليات بها على مدى عدة أيام حتى "تطهيرها من البؤر الإرهابية والإجرامية" على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف. 

ومنذ قيام الجيش والشرطة بفض اعتصامي مؤيدي مرسي، تطبق مصر حظر تجول ليليا في عدد من محافظات البلاد بينها القاهرة والجيزة التي توجد بها كرداسة، وتم تخفيض ساعات الحظر عدة مرات آخرها أمس حيث تقرر أن يمتد من منتصف الليل وحتى الخامسة صباحا باستثناء يوم الجمعة الذي يشهد كثافة في عمليات التظاهر حيث تمتد ساعات الحظر به من الساعة السابعة مساء إلى السادسة صباحا.

المصدر : وكالات