قوات الاحتلال ترفع حصارها على الأقصى

An ultra-Orthodox Jewish man and his children carry palm branches for the roof of the tabernacles used during the celebration of Sukkot, the feast of the Tabernacles, in an Ultra Orthodox neighbourhood of Jerusalem on September 17, 2013. The Sukkot feast begins on September 19 and commemorates the exodus of Jews from Egypt some 3200 years ago.
undefined

رفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء الحصار الذي فرضته على المسجد الأقصى، وسمحت للمصلين المعتكفين داخله بالخروج إلى الباحات بعد أن احتجزتهم فيه لمدة ساعة ونصف لتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام باحات الحرم القدسي الشريف.

وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن  قوات الاحتلال أبقت على الطوق الأمني في محيط الحرم.

وتأتي هذه التطورات بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم المسجد الأقصى واحتجزت عددا من المصلين الذين كانوا معتكفين داخله، في محاولة منهم  لمنع دخول أعداد كبيرة من المستوطنين لأداء الصلوات التلمودية في باحات الأقصى، احتفالا بما يسمى عيد العـُرش عند اليهود.

وذكر كرام نقلا عن بعض شهود العيان أن قوات الاحتلال الاسرائيلي أمنت دخول ما لا يقل عن خمسين مستوطنا إسرائيليا، إلى باحات المسجد الأقصى للقيام بشعائرهم الدينية، لافتا إلى أن دخول المستوطنين يتم عبر  تأمين قوات أمن إسرائيلية.

وأوضح أن دخول المستوطنين يتم عبر مجموعات يضم كل منها 15 شخصا يدخلون من باب المغاربة ثم يقومون بجولة داخل المصلى المرواني داخل الحرم الشريف، ثم يصلون إلى مكان قريب من قبة الصخرة.

قوات الاحتلال أطلقت الغاز المدمععلى المعتكفين داخل الأقصى (الفرنسية)
قوات الاحتلال أطلقت الغاز المدمععلى المعتكفين داخل الأقصى (الفرنسية)

اعتقال وايقاف
من جهته قال عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية توفيق محمد للجزيرة إن المعتكفين موجودون حاليا في المسجد القبلي، وإن حالة بعضهم سيئة بسبب الغازات التي تم إطلاقها، مؤكدا أنه تم اعتقال البعض بطريقة وصفها بالوحشية.

وفي سياق ذي صلة أوقفت المخابرات الإسرائيلية ليلة البارحة الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر والشيخ علي أبو شيخة بتهمة التحريض على إثارة العنف وأعمال الشغب في الحرم القدسي الشريف.

وتأتي هذه التطورات في ظل دعوات مسؤولين إسرائيليين بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، حيث دعت رئيسة لجنة الداخلية بالكنيست ميري ريغيف إلى تطبيق اتفاق الحرم الإبراهيمي بالخليل على الحرم القدسي وتقسيمه بين اليهود والمسلمين إذا استمر المسلمون في ما سمته الإخلال بالنظام العام.

وقالت ريغيف "لماذا لا يتخذ قرار واضح، إنه إذا لم يسمح المسلمون لليهود بالصعود إلى جبل الهيكل للصلاة بدون إخلال بالنظام فإننا ننتقل إلى تطبيق القرار الخاص بالحرم الإبراهيمي (أيام للمسلمين وأيام لليهود) وهكذا يتحقق الهدوء".

من جانبه طلب رئيس صندوق تراث جبل الهيكل يهودا جليك من الحكومة بأن يكون الدخول إلى جبل الهيكل في أعياد اليهود، لليهود فقط. وأشار إلى أن الشرطة بإمكانها أن تعلن عن المكان منطقة عسكرية مغلقة وكل من ليس يهوديا يمكن اعتقاله.

الأردن دعا هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بواجباتها تجاه إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للحرم المقدسي

تحذير ودعوة
في المقابل وقف النواب العرب في الكنيست بالمرصاد لهذه الدعوات مؤكدين حق المسلمين الكامل في المسجد الأقصى وما حوله، ومحذرين من عواقب وخيمة لأي فكرة للتقسيم.

وقال عضو الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي "إذا فكر أحدهم بفرض هذا التقسيم فهذا إعلان حرب على المسلمين والعرب وعلى الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى.. هذه الرسالة قيلت بشكل واضح ونرددها في كل مكان".

وشهدت الجلسة التي عقدت الاثنين في الكنيست لبحث هذه القضية نقاشا ساخنا، وانسحب النواب العرب بشكل احتجاجي.

وفي رده على ذلك دعا الأردن أمس الثلاثاء هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بواجباتها تجاه إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للحرم المقدسي، وقدم مذكرة احتجاج رسمية لدى إسرائيل يستنكر فيها مصادرة شركة إسرائيلية أسطح محال تجارية في البلدة القديمة.

وعبّر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل عبد الحفيظ داود عن رفض الأردن واستنكاره الشديدين لما قام به متطرفون إسرائيليون أمس الاثنين باستباحة المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال وأدائهم طقوساً تلمودية، في "محاولة لفرض واقع جديد يهدد المسجد المبارك".

يشار إلى أن نحو خمسين مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو ما أدى إلى مواجهات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين.

المصدر : الجزيرة + وكالات