محادثات بجنيف لإخضاع كيميائي سوريا

يبدأ وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا اليوم الخميس في جنيف بحث مقترحات روسية لإخضاع الأسلحة الكيميائية السورية للرقابة الدولية, في وقت حذر فيه الرئيس الروسي من تداعيات خطيرة لـ"عدوان" محتمل على سوريا.

وقال موفد الجزيرة إلى جنيف نور الدين بوزيان إن الوزيرين جون كيري وسيرغي لافروف سيلتقيان على الأرجح في فندق كبير بالمدينة.

وأضاف أن المحادثات التي سيحضرها خبراء أميركيون في التسلح الكيميائي بالإضافة إلى الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قد تتواصل حتى بعد غد السبت.

ونقل عن مصادر قولها إنها تستبعد حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم المحادثات التي تأمل موسكو ودمشق أن تفضي إلى تسوية تجنب نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضربة عسكرية بعد تحميله مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي أوقع أكثر من 1400 قتيل بريف دمشق يوم 21 من الشهر الماضي.

وكانت روسيا قالت أمس إنها سلمت واشنطن "خطة مفصلة" لوضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية. بيد أن الخارجية الأميركية قالت إن ما عرضته روسيا مجرد أفكار, وأوضحت أنها تدرس مدى مصداقية العرض.

وفي خطابه للشعب الأميركي مساء الثلاثاء (بتوقيت واشنطن), رحب الرئيس باراك أوباما بالمبادرة الروسية، لكنه قال إن الوقت "لا يزال مبكرا جدا" لتحديد ما إذا كانت ستنجح أم لا.

وقال موفد الجزيرة إلى جنيف إن الأميركيين قد يطلبون من الروس أليات وأجندة زمنية لتنفيذ المبادرة الخاصة بإخضاع سلاح سوريا الكيميائي للرقابة الدولية.

وأضاف أن الخبراء الأميركيين الذين يرافقون الوزير كيري سيدققون في تفاصيل المبادرة, ونقل عن خبراء أن تنفيذ الخطة ربما يتطلب وجود مراقبين أو قوات دولية في سوريا.

ورحبت تل أبيب اليوم بحذر بالمبادرة الروسية التي لقيت أيضا ترحيبا من دول غربية باعتبارها مفتاحا محتملا لحل دبلوماسي بسوريا, ولحمل دمشق على التخلص من أسلحتها الكيميائية. 

مشروع قرار
وتبدأ المحادثات الأميركية في جنيف في ظل مساع دبلوماسية لبلورة توافق بين القوى الكبرى قد يجنب سوريا ضربة عسكرية مقابل تجريديها من سلاحها الكيميائي. وفي هذا الإطار, عقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الليلة الماضية اجتماعا مغلقا في مقر البعثة الروسية بنيويورك.

‪مشروع القرار يتعلق باستخدام السلاح الكيميائي ضد مدنيين بسوريا‬ (رويترز-أرشيف)
‪مشروع القرار يتعلق باستخدام السلاح الكيميائي ضد مدنيين بسوريا‬ (رويترز-أرشيف)

وناقش الاجتماع الذي استمر حوالي نصف ساعة مشروع قرار فرنسيا يطالب سوريا بوضع سلاحها الكيميائي تحت الرقابة الدولية في غضون 15 يوما من تاريخ اعتماد القرار, ويطالبها كذلك بالتوقيع على المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح الكيميائي.

ويؤكد مشروع القرار أيضا على اتخاذ إجراءات عقابية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال عدم تنفيذ القرار. كما يتضمن توصية بإحالة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الاجتماع إن الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها فشلوا جميعا في منع ارتكاب الجرائم الوحشية في سوريا على مدى أكثر من عامين, معبرا عن أمله في أن يلعب مجلس الأمن دورا فاعلا لوضع حد للمأساة السورية.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم في بيان إن غياب رد ناجع على "استخدام" النظام  السوري للسلاح الكيميائي سيشجع دولا مثل كوريا الشمالية وإيران على استخدامه.

وكانت واشنطن رفضت أمس تحديد موعد للإعلان عن التقرير الذي يعكف خبراؤها على إعداده بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

من جهته, رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بالمبادرة الروسية، ودعا للتعامل بإيجابية وجدية معها، بينما جدد بيان صادر عن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين أمس التأكيد على عدم اختزال الأزمة السورية في تداعيات جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية.

بوتين يحذر
في الأثناء, حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن ضرب سوريا سيؤدي إلى ما سماه "موجة جديدة من الإرهاب" في المنطقة.

وكتب في مقال -نشرته صحيفة نيويورك تايمز مساء أمس على موقعها الإلكتروني- إن التدخل العسكري المحتمل في سوريا يمكن أن يزعزع الاستقرار في المنطقة ويلحق الضرر بـ"نظام كامل للقانون الدولي".

واتهم بوتين مجددا المعارضة السورية بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائي بريف دمشق الشهر الماضي. وقال أيضا إن المعارضة السورية نفذت الهجوم لاستجلاب تدخل خارجي, وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه مسؤولون روس من قبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات