معارضة تونس تبدأ "أسبوع الرحيل"

Tunisian people with flags chant slogans on August 4, 2013 in Tunis in front of the Constituent Assembly headquarters against Tunisia's Islamist government in Tunis. Tunisia said its forces killed a "terror" suspect in a dawn raid Sunday and separately foiled a political assassination like the one that has plunged the country into crisis. The announcements came after rival protests for and against the Islamist-led coalition government, with the opposition demanding the resignation of the cabinet and the dissolution of the National Constituent Assembly
undefined

أعلنت جبهة الإنقاذ التونسية المعارضة انطلاق تظاهرة "أسبوع الرحيل" بداية من السبت، وذلك ردّا على ما اعتبرته فشلا في مساعي حل الأزمة السياسية في البلاد. في حين التقى الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي بالرئيس منصف المرزوقي ضمن جهود الوساطة بين الفرقاء.

وتأمل المعارضة التونسية أن تنجح في تعبئة مناصريها خلال هذا الأسبوع للضغط من أجل تنفيذ مطالبها الممثلة في حل المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) والحكومة التي يقودها علي العريّض، وتشكيل حكومة كفاءات.

واستلهمت جبهة الإنقاذ شعار "ارحل" الذي كان وقود الثورة ضد حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لانطلاق حملتها من ساحة باردو بالعاصمة التونسية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الجبهة قولها في بيان لها، إنها تدعو الشعب التونسي "لإنجاح تحرك يوم 24 أغسطس/آب والأيام الموالية، لتكثيف الضغط على حكومة الفشل بالنضال الشعبي السلمي المدني في إطار أسبوع الرحيل، واستعدادا للمرحلة الموالية، مرحلة الحسم في منظومة الترويكا (الائتلاف الثلاثي الحاكم)".

‪(الفرنسية)‬ الغنوشي قبل بمبادرة الاتحاد كمنطلق للحوار
‪(الفرنسية)‬ الغنوشي قبل بمبادرة الاتحاد كمنطلق للحوار

مطالب المعارضة
وتهدف الحملة كذلك إلى عزل الولاة (المحافظين) ورؤساء المنشآت العمومية في الإدارة المركزية الذين تم تنصيبهم على أساس الولاء الحزبي، إذ يرابط أنصار للمعارضة أمام عدد من المقار الحكومية في المحافظات للمطالبة بعزل مندوبين يقولون إنهم موالون للحزب الحاكم.

وتبدأ هذه الحملة بعد أن فشلت وساطة الاتحاد العام التونسي للشغل في تقريب مواقف حزب حركة النهضة في تونس (يقود الائتلاف الثلاثي الحاكم) ومعارضيهم في جبهة الإنقاذ الوطني، الائتلافِ الذي يجمع أحزابا من أقصى اليسار إلى وسط اليمين.

وتشهد تونس منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز الماضي أزمة سياسية حادة، وفي ظل بحث عن مخرج لها قدم طرفا الخلاف تنازلات طفيفة، إذ وافقت النهضة على احتمال استقالة حكومتها لاحقا في حين أصبح المعارضون يصرون أقل من ذي قبل في خطابهم على حل المجلس الوطني التأسيسي، وهو ثاني مطالبهم الأساسية.

وفي سياق البحث عن حلول تجمع طرفي الأزمة، قال الأمين العام لاتحاد الشغل -أكبر منظمة نقابية- حسين العباسي عقب لقائه بالرئيس المرزوقي، إن المشاورات والحوارات التي يقوم بها الاتحاد مع مختلف الأطراف السياسية تحرز "تقدما لإيجاد الحلول الكفيلة بتجاوز الوضع الدقيق الذي تمر به البلاد وسبل الخروج منه".

‪العباسي: على السلطة والمعارضة الوعي بدقة المرحلة‬ (غيتي إيميجز)
‪العباسي: على السلطة والمعارضة الوعي بدقة المرحلة‬ (غيتي إيميجز)

حل للأزمة
وأوضح العباسي -وفقا لما جاء في الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- أنه تم الاتفاق على مواصلة العمل كل من جهته لإيجاد حل للأزمة وتذليل الصعوبات الذي تقف في وجه الوصول بالبلاد إلى برّ الأمان وتجاوز الفترة الانتقالية.

وطرح اتحاد الشغل مبادرة تهدف لإنهاء الأزمة التي تفجرت عقب اغتيال البراهمي، وإلى تشكيل حكومة غير حزبية والإبقاء على المجلس التأسيسي.

وأكد العباسي أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي قبل صراحة بمبادرة الاتحاد كمنطلق لحوار وطني، موضحا أنه سيعرض مقترحات النهضة على المعارضة.

وأضاف "على السلطة والمعارضة الوعي بدقة المرحلة، وأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس لا يحتمل المزيد من الانتظار".

كما بيّن أن الحوار مع حركة النهضة بشأن حل الأزمة السياسية بلغ أطوارا متقدمة، غير أنه لم يتوصل إلى قرارات نهائية إلى حد الآن، مؤكدا أن قيادات الحركة ستعود إلى قواعدها وشركائها للتشاور بشأن مقترحات المعارضة لحل الأزمة السياسية.

وفي السياق ذاته، اعتبر مسؤول باتحاد الشغل أن قبول النهضة تلك المبادرة بمثابة موافقة على تحويل الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال، وهو خيار كان رفضه قبل أيام العريض بسبب التحديات الأمنية والاقتصادية القائمة في تونس.

المصدر : الجزيرة + وكالات