أطباء: 15 صاروخا كيميائيا أصابت ريف دمشق

قال أطباء ميدانيون إن المجزرة التي وقعت فجر الأربعاء نفذتها قوات النظام السوري بإطلاق 15 صاروخا محشوا بغاز الأعصاب (السارين) السام على مدن ريف دمشق، مما أودى بحياة المئات من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.

ونقلت شبكة شام الإخبارية عن أطباء عاينوا الإصابات التي لحقت بالمدنيين قولهم إن الصواريخ الكيميائية أُطلقت في تمام الساعة الثالثة إلا ربعا من صباح الأربعاء على جوبر وزملكا وعين ترما ومعضمية الشام عندما كان الناس نياما.

وقالت المعارضة السورية إنه تم إحصاء نحو 1300 قتيل جلهم من الأطفال والنساء، وإن هناك كثير من المدنيين بقوا في منازلهم في المناطق التي تعرضت للقصف ولم يتم إجلاؤهم وهو ما يدعو إلى اعتقاد أنهم ربما لقوا حتفهم.

وأضافت الشبكة أن تلك المناطق قُصفت بحوالي مائة صاروخ من راجمات صواريخ من جبل قاسيون، كما تعرضت بلدة جوبر لغارتين جويتين وكان نصيب الغوطة الشرقية غارة جوية.

وأشارت إلى أن مراسلها الميداني رصد تصاعد سحب الدخان جراء القصف العنيف على بلدة خان الشيح في ريف دمشق.

ومنذ قليل، تحركت تعزيزات عسكرية من بلدة عقربا صوب الزبلطاني، وهناك حشود عسكرية في منطقة العباسيين بدمشق تتأهب للتوجه نحو جوبر ومعضمية الشام تمهيدا لاقتحامهما.

قتلى سقطوا في مجزرة الأربعاء بالغوطة (رويترز)
قتلى سقطوا في مجزرة الأربعاء بالغوطة (رويترز)

وكان ناشطون سوريون قد بثوا صورا على الإنترنت لعشرات من القتلى سقطوا نتيجة استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في عين ترما وعربين في الغوطة الشرقية بريف دمشق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وقال عضو مجلس قيادة الثورة السورية بريف دمشق، محمد السعيد في تصريحات لقناة الجزيرة إن أكثر من 600 قتيل -وفقا لإحصائيات رسمية- سقطوا جراء قيام قوات النظام بإطلاق أكثر من ستة صواريخ على مناطق الغوطة والمتحلق الجنوبي بريف دمشق، واصفا ما جرى بأنه أكبر مجزرة تشهدها سوريا في القرن الحالي.

وأضاف أن أعداد المصابين جراء استنشاق الغازات السامة والقذائف الصاروخية تجاوز خمسة آلاف شخص بالغوطة الشرقية وحدها، مشيرا إلى أن الصواريخ أُطلقت من جبال قاسيون القريبة وتلتها غارات بالطائرات الحربية على مناطق زملكا وعين ترما وحي جوبر بالغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية.

وأوضح السعيد أنهم أطلعوا المنظمات الحقوقية المحلية والدولية على تفاصيل المجزرة التي حدثت فجر اليوم في وقت يوجد فيه المفتشون الدوليون الذين أوفدتهم الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وفي اتصال بقناة الجزيرة، أفاد إدريس الشامي -الناطق الإعلامي باسم اتحاد تنسيقيات الثورة السورية- بأن هناك جثثا ملقية في شوارع مدن ريف دمشق، وأن فرق الإسعاف في المنطقة تواجه صعوبات جمة في معالجة حالات الاختناق بين المصابين وجلهم من النساء والأطفال.

من جانبها ذكرت تنسيقية دوما أنه حتى الكوادر الطبية التي تقوم بإسعاف المصابين تأثرت هي الأخرى بالغازات السامة لعدم توفر أقنعة واقية كافية.

وأشارت التنسيقية -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إلى أن أعدادا من المصابين تتوافد على المستشفيات في الميدانية رغم ما تعانيه تلك المراكز الصحية من عجز طبي.

ودعا المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا- في بيان اللجنة الخاصة بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وكافة المنظمات الدولية إلى "زيارة المناطق المنكوبة والعمل على ضمان وصول المساعدات الطبية والإغاثية لهذه المناطق في أسرع وقت ممكن وبدء التحقيق لتحديد الجهة المسؤولة عن القصف ومحاسبتها وفق القانون الدولي".

المصدر : الجزيرة + وكالات