تنديد عربي بالفض الدموي لاعتصامي القاهرة
تواصلت في عدة بلدان عربية ردود الفعل المنددة والمستنكرة لعملية الفض الدموي أمس لاعتصامي مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في مصر والذي خلف مئات القتلى والجرحى بينما أبدت الإمارات تفهمها لما أسمتها "الإجراءات السيادية".
وتظاهر أيضا عشرات من نشطاء الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر قبالة السفارة المصرية في تل أبيب، احتجاجا على فض اعتصاميْ رابعة العدوية وميدان النهضة بالقوة. ووصفت الحركة الجيش المصري بأنه "عصابة من الفاشيين والانقلابيين الدمويين". وقالت إن الجيش يريد إلغاء شرعية المؤسسات الرسمية المنتخبة بالقوة والعربدة والبلطجة، على حد وصفها.
تونس والمغرب
وفي تونس، ندّدت الحكومة بشدّة بما سمتها الاعتداءات التي استهدفت المعتصمين بالساحات المصرية. وعبّر المتحدث باسمها نور الدين البحيري عن شجب مجلس الوزراء ما دعاها جرائم القتل بحقّ متظاهرين سلميين.
كما قام أنصار حركة النهضة بوقفة احتجاج أمام سفارة مصر بتونس، تنديدا بالمجازر التي قالوا إن قوات الأمن والجيش ارتكبتها أثناء فض الاعتصامات. ورفع المتظاهرون شعارات مندّدة بما قالوا إنه اعتداء على المعتصمين وبما سمَّوْه الانقلاب على إرادة الشعب المصري.
وفي المغرب، ندد نشطاء من المبادرة المغربية للدعم والنصرة بما قالوا إنها مجزرة ارتكبها الجيش المصري أثناء تدخله لتفريق المعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة.
وجاءت شعارات التنديد خلال وقفة احتجاج وسط العاصمة المغربية الرباط. وردد المشاركون في الوقفة هتافات تطالب بتنحي الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وبعودة الشرعية المتمثلة في الرئيس المعزول محمد مرسي.
موريتانيا واليمن
وفي موريتانيا خرج مئات من المتظاهرين في العاصمة نواكشوط تنديدا بما سموه المجازر البشعة التي ارتكبتها السلطات المصرية بحق المعتصمين في ميدان رابعة العدوية.
وأكد المتظاهرون تضامنهم مع الشعب المصري ضد ما سموه حكم العسكر واستباحة دماء المعتصمين السلميين من قِبل الجيش والشرطة. ونظم المتظاهرون مسيرة جابت وسط العاصمة قبل أن تنتهي بوقفة احتجاجية أمام مقر بعثة الأمم المتحدة.
من جانبها، أصدرت عدة أحزاب موريتانية بيانات شديدة اللهجة استنكرت فيها بشدة ما تعرض له المعتصمون من قتل وجرح واعتقال وترويع بحسب ما ورد في بعض هذه البيانات، وطالبوا العالم بالوقوف في وجه هذه "المجازر" التي ترتبك بحق "مواطنين عزل يتظاهرون سلميا وحضاريا".
كما أصدر الشيخ محمد الحسن ولد الدوو -عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأحد أبرز علماء موريتانيا- بيانا استنكر فيه ما جرى من قتل واعتداء على المتظاهرين في مصر.
وفي مدينة تعز جنوبي اليمن، خرج الآلاف من اليمنيين في مسيرة جابت شوارع المدينة انطلاقاً من ساحة الحرية، للتنديد بما سمَّوْه مجزرة بحق المعتصمين السلميين في ميادين مصر المختلفة. وحمّلوا من وصفوهم بالانقلابيين كامل المسؤولية عن ما يحدث من إراقة دماء وإزهاق للأرواح.
لبنان والأردن
وفي لبنان تظاهر مئات من أنصار الجماعة الإسلامية أمام السفارة المصرية في بيروت، تضامنا مع حركة الإخوان المسلمين، واستنكارا لاستخدام العنف ضد المعتصمين السلميين.
وقد شارك في المظاهرة ممثلون لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتنظيماتٍ وجمعياتٍ إسلاميةٍ لبنانية. وردد المشاركون هتافات ضد ما سمَّوْه دكتاتورية حكم العسكر، وألقيت كلمات أكدت على تأييد التنظيمات الإسلامية حركة الإخوان المسلمين.
وفي االعاصمة الأردنية عمان، نظم مئات من الأردنيين اعتصاما في محيط السفارة المصرية احتجاجاً على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وسقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المعتصمين السلميين.
وعبرت الحركة الإسلامية عن شجب الشعب الأردني لما وصفته بمجزرة ميداني رابعة العدوية والنهضة وطالبت النظام والحكومة الأردنية باتخاذ موقف ينسجم مع مسؤولياتها الوطنية تجاه القضايا العربية، وإدانة ما حدث في رابعة والنهضة من أحداث عنف وإراقة للدماء.
السودان وسوريا والإمارات
وفي السودان، أدى عشرات المواطنين السودانيين والمصريين بالخرطوم أمام سفارة مصر، صلاة الغائب على ضحايا ميداني رابعة العدوية والنهضة، كما اعتصم عدد منهم أمام السفارة المصرية ودعوا لمسيرة مليونية في الخرطوم يوم الجمعة.
كما أدان بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية أعمال العنف التي صاحبت فض الاعتصاميْن في القاهرة مؤكدا أن السودان يتابع تطورات الأوضاع بكل اهتمام وحرص، بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين، وبحكم أن الأمن والاستقرار فيهما، وفي المنطقة بأسرها كل لا يتجزأ، مؤكدا على أن هذه التطورات هي بالأساس شأن داخلي يخص الشعب المصري وقياداته السياسية.
وفي سوريا، دعا مفتي الجمهورية أحمد الحسون جميع المصريين إلى توحيد كلمتهم ضد من "يدعون حمل راية الإسلام"، مشيرا إلى أن "أولئك المدعين شوهوا الإسلام عبر المذابح والقتل وإحراق الكنائس بمصر".
وأضاف الحسون في اتصال هاتفي مع قناة الإخبارية السورية الرسمية، أن "ما ذاقه المصريون في الـ24 ساعة الماضية، يعد يوما واحدا مما يذوقه السوريون، ممن يتحدثون باسم الإسلام، على مدى عامين ونصف".
في المقابل، أعلن "الإخوان المسلمون" السوريون في بيان لهم عن تضامنهم مع مؤيدي مرسي.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إنها "تؤكد تفهمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية" مضيفة في بيان أصدرته مساء أمس الأربعاء أن الإمارات تؤكد "حرصها على تجنيب مصر والمصريين العنف وإراقة الدماء وتحث على المباشرة في المصالحة الوطنية والالتفاف حول خارطة الطريق بما يحقق الانتقال السياسي والمدني والديمقراطي المطلوب".