مفاوضات بتونس والنهضة مع تقريب الانتخابات

يجري زعيم حزب حركة النهضة راشد الغوشي ورئيس الاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر، اليوم الاثنين مفاوضات لوضع حد للأزمة السياسية الناشبة التي اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي، وسط تأكيد حركة النهضة على دعمها أي "حلول تعجل إنهاء المرحلة الانتقالية".

وينعقد هذا الاجتماع بعد إعلان مصطفى بن جعفر تجميد أعمال المجلس التأسيسي، داعيا إلى بدء مفاوضات حول الخروج من الأزمة بين الائتلاف الحاكم والمعارضة والقوى الاجتماعية والاقتصادية، مطالبا الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر مركزية نقابية- برعاية هذه المفاوضات.

وتختلف الحكومة والمعارضة على سبل حل الأزمة الخانقة التي تشهدها البلاد، ففي وقت يؤكد فيه حزب حركة النهضة -الحاصل على أغلب مقاعد المجلس التأسيسي- على توسيع الحكومة لتشمل قوى سياسية أخرى وإجراء انتخابات في ديسمبر/كانون الأول، تطالب المعارضة بحل المجلس التأسيسي والحكومة على حد سواء.

‪الغنوشي (يمين) والعباسي يجريان اليوم مفاوضات للخروج من الأزمة‬  (الجزيرة)
‪الغنوشي (يمين) والعباسي يجريان اليوم مفاوضات للخروج من الأزمة‬  (الجزيرة)

مقترح الاتحاد
من جهته يدعو الاتحاد العام للشغل إلى استقالة الحكومة التي يقودها علي العريض وتشكيل حكومة تكنوقراط، مؤكدا رفضه حل المجلس التأسيسي الذي يُعد أعلى سلطة منتخبة في البلاد.

ويرفض ائتلاف المعارضة التونسية -غير المتجانس المؤلف من حركات وأحزاب من أقصى اليسار إلى وسط اليمين- أي تفاوض مع حزب حركة النهضة، ما لم تُشكّل حكومة جديدة.

كما  يطالب بحل المجلس التأسيسي، معلنا أنه سيقترح تشكيل حكومة مستقلين، وتداولت مصادر سياسية ووسائل إعلام محلية أن رئيسة اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي كانت من أبرز مرشحي جبهة الإنقاذ المعارضة لتولي منصب رئيس الوزراء.

لكن وداد نفت لرويترز هذا الخبر، قائلة إنها "غير معنية بتولي منصب رئيس الوزراء أو أية مسؤولية سياسية"، مضيفة "جهودي وهدفي هي أن ينجو الاقتصاد من المرحلة الحرجة".

دعوة للاحتجاج
وتأتي هذه التطورات في حين دعت المعارضة إلى احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة بتونس يوم غد 13 أغسطس/ آب.

‪المعارضة تواصل تمسكها بحل المجلس التأسيسي والحكومة‬ (أسوشيتد برس)
‪المعارضة تواصل تمسكها بحل المجلس التأسيسي والحكومة‬ (أسوشيتد برس)

وقال القيادي بجبهة الإنقاذ المعارضة -التي تضم أكثر من عشرة أحزاب علمانية- الجيلاني الهمامي إن قرارات الجبهة ستعلن يوم الثلاثاء في مظاهرة حاشدة أمام المجلس التأسيسي في باردو، موضحا أن الجبهة حققت تقدما بخصوص تركيبة الحكومة المقبلة وبرنامجها.

وكانت مظاهرات المعارضة قد تواصلت ليلة الاثنين، حيث احتشد مئات الأشخاص أمام مقر المجلس التأسيسي مطالبين بتلبية مطالبهم، وقرر النواب الستون الذين يقاطعون المجلس أن تتناوب مجموعة منهم على قضاء الليل في المكان.

في هذه الأثناء أعلنت حركة "تمرد" التونسية عن بدء تسعة من ناشطيها إضرابا عن الطعام أمام مقر المجلس التأسيسي بهدف "انتزاع استقالة الحكومة".

وفي محاولة لإيجاد حل للأزمة الحالية، قال عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حزب حركة النهضة -الذي يقود الائتلاف الثلاثي الحاكم- لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) الاثنين، إن الحزب يدعم التوصل إلى أي حلول يمكن أن تعجل بإجراء انتخابات في أقرب وقت، وإنه يدرس مختلف المقترحات التي تساعد على ذلك، حسب قوله.

مشاورات
وبين الجلاصي أن حركة النهضة قضت فترة العيد وهي بصدد عقد مشاورات مع منظمات وأغلب الأطراف السياسية بهدف توسيع قاعدة الحكم والوصول إلى حلول توافقية، مضيفا "ليس من مصلحة أحد استمرار الوضع الحالي.. نحن نريد التوصل إلى حلول اليوم قبل الغد".

ومع ذلك تساءل الجلاصي عما إذا كانت المخاطرة بتغيير جوهري داخل الحكومة ستسمح فعلا بإحداث تغيير قبل أشهر قليلة من الانتخابات المقررة مبدئيا نهاية العام الجاري.

وتأتي هذه التصريحات عقب تصريحات الأمين العام لحزب حركة النهضة حمادي الجبالي، التي دعا فيها النواب إلى "الاعتذار من الشعب، والتعهد باتخاذ الإجراءات اللازمة للتسريع بكتابة الدستور".

وعلى الصعيد الميداني ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن القوات المسلحة تمكنت من قتل أربعة عناصر مسلحة، وإصابة عدد آخر منهم في جبل سمامة من معتمدية سبيطلة في ولاية القصرين وسط غرب تونس.

وقالت المصادر لإذاعة "موازييك أف.أم" التونسية أمس الأحد إن هناك تقارير عن العثور على جثث متفحمة في المنطقة نفسها.

المصدر : وكالات