غضب فلسطيني قبيل جولة المفاوضات

 
ندد المفاوض الفلسطيني محمد اشتية اليوم بعزم إسرائيل طرح عطاءات لبناء 1200 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، معتبرا أنها تدل على "عدم جدية" إسرائيل في مفاوضات السلام. يأتي ذلك وسط تحرك دبلوماسي غربي لإنجاح الجولة القادمة للمفاوضات التي توقفت خمس سنوات وأعيد إحياؤها بوساطة أميركية.

وقال اشتية في بيان إن إعلان وزير الإسكان يوري أرييل عن طرح هذه العطاءات "يدل على عدم جدية إسرائيل في المفاوضات، وما ترمي إسرائيل إليه بالجهود الاستيطانية المكثفة هو تدمير أسس الحل الذي ينادي به المجتمع الدولي والرامي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967".

وكان وزير الإسكان -وهو أحد قياديي حزب "إسرائيل بيتنا" المشجع على الاستيطان- أكد أن بناء الوحدات السكنية سيستمر، قائلا في بيان له "ليس هناك أي دولة في العالم تأخذ الأوامر من دول أخرى، أين تبني ومتى تبني"، مضيفا "سنكمل البناء في كامل أنحاء البلاد.. ذلك هو التوجه الصحيح في الوقت الراهن، من أجل الصهيونية والاقتصاد".

مراسل الجزيرة في القدس: إسرائيل تحاول ابتزاز الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم عاطفيا، وكذلك ابتزاز المفاوض الفلسطيني

تنسيق أميركي إسرائيلي
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية كشفت في وقت سابق أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينسق مع الإدارة الأميركية لبناء ألف وحدة استيطانية بالقدس والضفة الغربية، مشيرة إلى أن أعمال البناء الجديدة لن تجري في الكتل الاستيطانية الكبيرة فقط وإنما في المستوطنات التي تقع خارج هذه الكتل، التي يرى الفلسطينيون أنه يتعين على إسرائيل إخلاؤها في إطار اتفاق بين الجانبين.

وأضافت أنه في أعقاب التنسيق بين الإدارة الأميركية وإسرائيل وافقت الأخيرة على إطلاق 104 أسرى فلسطينيين من الذين سُجنوا قبل توقيع اتفاقيات أوسلو من جهة، وعلى استمرار البناء في المستوطنات من الجهة الأخرى. وتابعت أنه بناء على هذا التنسيق فإن الإعلان الإسرائيلي المتوقع عن أعمال بناء جديدة بالمستوطنات لن يفاجئ الإدارة الأميركية.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أكدت الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بـ"هواجسها" وذكرت بالموقف المبدئي لواشنطن حول الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وأضافت "لا نقبل بشرعية متابعة النشاط الاستيطاني".

ملف الأسرى
من جهتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن اللجنة الوزارية المعنية بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ستعقد اجتماعا مساء اليوم الأحد للمصادقة على قائمة الأسرى الـ26 المزمع الإفراج عنهم بعد غد الثلاثاء.

ومن المقرر أن تنشر أسماء الأسرى بعد المصادقة عليها لإفساح المجال أمام تقديم التماسات إلى محكمة العدل العليا للطعن في قرار الإفراج. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على إطلاق 104 سجناء أمنيين على أربع مراحل مرهونة بتقدم عملية التفاوض مع الفلسطينيين.

وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن إسرائيل تحاول ابتزاز الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم عاطفيا، وكذلك ابتزاز المفاوض الفلسطيني، مشيرا إلى أن الإفراج عن الأسرى القدامى جاء على أربع دفعات، مع أن عددهم لا يتجاوز 104 أسرى.

‪فيسترفيله أثناء لقائه اليوم مع ليفني‬ (الفرنسية)
‪فيسترفيله أثناء لقائه اليوم مع ليفني‬ (الفرنسية)

تحرك دبلوماسي غربي
وفي سياق التحضير لجولة المفاوضات الثالثة الأربعاء في القدس، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم في رام الله المبعوث الأميركي الجديد لعملية السلام مارتن إنديك الذي أكد التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما والإدارة الأميركية باستمرار بذل الجهود لدعم مسيرة المفاوضات في الفترة المتفق عليها.

من جهته وعد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بأن تقدم بلاده الدعم للإسرائيليين والفلسطينيين في محادثات السلام الجديدة. كما قال في أعقاب لقائه مع تسيبي ليفني وزيرة العدل الإسرائيلية وكبيرة المفاوضين الإسرائيليين في القدس "سنلعب دورا بناء وداعما (لهذه المحادثات)".

وكان فيسترفيله بدأ اليوم جولة للمنطقة تستغرق يومين يلتقي خلالها مسؤولين إسرائيليين، ومن المنتظر أن يتوجه غدا الاثنين إلى الأراضي الفلسطينية لعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني في رام الله.

وكانت محادثات السلام استؤنفت بوساطة أميركية بهدف التوصل إلى اتفاق على أساس الدولتين في غضون تسعة أشهر. وبدأت المحادثات في واشنطن وستتناول في الجولات القادمة جميع المشاكل الأساسية، مثل ترسيم الحدود ومستقبل مدينة القدس ومصير 5.3 ملايين لاجئ فلسطيني يعيشون في الشتات، إضافة إلى مسألة الضمانات الأمنية لإسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات