مقتل قس وحشود لمؤيدي مرسي ومعارضيه
قتل رجل دين مسيحي وأصيب أمين شرطة برصاص مسلحين في شمال سيناء اليوم السبت، وذلك بعد يوم من الاشتباكات المتفرقة التي شهدتها العاصمة المصرية ومحافظات مختلفة خلال فعاليات لتأييد الرئيس المعزول محمد مرسي، مما أسفر عن 36 قتيلا وأكثر من ألف جريح. وبينما يواصل مؤيدو مرسي اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية، دعت حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني إلى التظاهر دعما لما وصفتها بالشرعية الثورية.
وقالت مصادر أمنية إن مسلحين قتلوا قسا بالرصاص في مدينة العريش التي تشهد هجمات متفرقة على مدى يومين تستهدف نقاط تفتيش ومناطق تمركز لقوات الشرطة والجيش، أسفرت عن مقتل خمسة من العناصر الأمنية -بينهم ضباط- وإصابة آخرين.
كما أفاد مصدر أمني بأن ملثمين آخرين أطلقوا النار على أمين شرطة في الطريق الدائري بمدينة العريش، مما أدى إلى إصابته بجروح تم نقله على إثرها إلى المستشفى.
وفي هذه الأثناء أعلنت هيئة الإسعاف المصرية أن حصيلة ضحايا الاشتباكات المتفرقة التي شهدتها القاهرة والمحافظات أمس الجمعة، بلغت 36 قتيلا -بينهم ستة مجهولين- إلى جانب 1079 جريحا.
وكان أنصار الرئيس المعزول قد نظموا مظاهرات بعنوان "جمعة الرفض" في محافظات مختلفة للبلاد احتجاجا على ما وصفوه "بالانقلاب العسكري على شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي".
ورغم تأكيد الجيش المصري والحرس الجمهوري عدم استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول أو لفض الاشتباكات بين أنصاره ومعارضيه، فإن صورا بثتها مواقع على الإنترنت أظهرت عددا من جنود الحرس الجمهوري وهم يطلقون الأعيرة النارية في الهواء وأمامهم رجل مصاب في رأسه طريحاً أمام مبنى الحرس بالعاصمة المصرية.
وفي العريش أظهرت صور بثتها مواقع على الإنترنت إطلاق نار على مصلين أثناء ادائهم صلاة العصر أمام مبنى محافظة شمال سيناء بحضور مدرعات الجيش، مما أدى إلى إصابة عشرين شخصا بجروح.
أما في حافظة أسيوط (صعيد مصر) فقد نشر ناشطون صورا قالوا إنها لواحد من أنصار الرئيس المعزول قتل في مواجهات مع رجال الشرطة.
مواصلة الحشد
وفي السياق ذاته، واصل أنصار مرسي اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر وفي ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة. وقال مراسل الجزيرة في ميدان رابعة عبد الله الشامي إن المعتصمين رددوا شعارات تطالب بعودة مرسي إلى منصبه، ومحاكمة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
وبعد ثلاثة أيام على إزاحة مرسي عن السلطة، أكد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في بيان أنه "سيظل بكافة أعضائه ومناصريه وسط الجموع الغفيرة في الميادين حتى عودة الرئيس إلى مكتبه لممارسة مسؤولياته".
وقال الحزب إن ما جرى الجمعة هو احتشاد "لملايين المصريين في كافة محافظات مصر بمظاهرات سلمية هائلة يعبرون فيها عن رفضهم القاطع للانقلاب العسكري الغاشم، ويطالبون فيها بعودة الرئيس محمد مرسي".
وبالمقابل دعت حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني إلى مظاهرات اليوم وغدا الأحد في كل ميادين مصر لدعم ما وصفتاها "بالشرعية الثورية والدفاع عن الاستقلال الوطني".
شكاوى حقوقية
من جهة ثانية قالت زوجة خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن الأسرة ستعمل على التواصل مع منظمات حقوق الإنسان داخل مصر وخارجها للشكوى من "طريقة اعتقال الشاطر أمس الجمعة".
وأضافت في كلمتها من منصة رابعة العدوية صباح اليوم السبت أن الشاطر مصاب بمرض في القلب، وأنها تخشى على حياته جراء التعامل معه أثناء احتجازه.
وقد حذر بيان للإخوان من استمرار الاعتقالات والحملات الأمنية، مشيرا إلى اعتقال المرشح الرئاسي السابق حازم أبو إسماعيل والنائب بمجلس الشورى المنحل محمد العمدة، إضافة إلى اعتقال رئيس المجلس السابق سعد الكتاتني ورشاد بيومي نائب المرشد العام للإخوان.