دعوة للتهدئة ومواجهات أمام "تأسيسي" تونس

Tunisian police disperse protesters following the funeral of assassinated opposition leader Mohamed Brahmi in front to Constituent Assembly on July 27, 2013, in Tunis. Thousands of Tunisians took to the streets for the funeral of the opposition leader assassinated with the same weapon that killed a colleague, as tensions soared after anti-government protests. AFP PHOTO / YAHYA GABOUS
undefined
دعا رئيس المجلس الوطني التأسيسي في تونس مصطفى بن جعفر مساء السبت إلى التهدئة، قائلا إن دعوات المعارضة لحل المجلس التأسيسي (البرلمان) لا مبرر لها. يأتي ذلك بعد تفريق قوات الأمن بالقنابل المدمعة لمتظاهرين تجمعوا أمام مقر المجلس بعد تشييع جنازة المعارض محمد البراهمي، الذي اغتيل الخميس ووري الثرى السبت في مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس، التي شهدت إحدى ضواحيها تفجير عبوة ناسفة أمام مركز للشرطة لم يسفر عن سقوط ضحايا.
 
واعتبر بن جعفر في كلمة وجهها إلى الشعب التونسي عبر التلفزيون الرسمي أنه لم يتبق الكثير لإنهاء المرحلة الانتقالية، كما وجه نداء إلى الذين جمدوا عضويتهم في المجلس بالرجوع عن قرارهم، لإتمام المهمة التي انتخبوا من أجلها، حسب قوله.

وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن أكثر من خمسين نائبا جمدوا عضويتهم ولم يستقيلوا، لأن استقالتهم تعني تعويضهم بمن يليهم في القوائم الانتخابية، مشيرا إلى أن مراقبين فسروا تجميد العضوية بأنه يهدف إلى تعطيل أعمال المجلس.

وأضاف أن المنسحبين من التأسيسي متشبثون بمطالبهم بحل المجلس والحكومة مقابل تشكيل حكومة إنقاذ تكلف خبراء بإكمال الدستور والإشراف على انتخابات.

وعن المواجهات أمام المجلس في منطقة باردو بالعاصمة التونسية، أكد أن هدوءا حذرا يسود المنطقة وسط تعزيزات أمنية، بعد أن كانت قوات الأمن أطلقت القنابل المدمعة لتفريق مؤيدين ومعارضين للحكومة الائتلافية التي يقودها حزب حركة النهضة ذو المرجعية الإسلامية. ويطالب المعارضون بحل المجلس التأسيسي والحكومة, في حين يدافع المؤيدون عن شرعية هاتين المؤسستين.

في هذا السياق قال النائب المعارض منجي الرحوي لإذاعة "موزاييك" الخاصة إن الشرطة "عنفته بشتى الوسائل" و"كسرت نظارته" عندما تدخل لتخليص شاب متظاهر احتجزه أعوان أمن داخل سيارتهم و"اعتدوا عليه بشكل وحشي".

‪مباركة أرملة محمد البراهمي أثناء تشييع جنازته‬ (رويترز)
‪مباركة أرملة محمد البراهمي أثناء تشييع جنازته‬ (رويترز)

جنازة البراهمي
وفي وقت سابق ظهر يوم السبت، دفن البراهمي في "مربع الشهداء" في مقبرة الجلاز بجوار قبر المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الذي اغتيل بدوره بالرصاص وأمام منزله في السادس من فبراير/شباط الماضي.

وبتكليف من الرئيس منصف المرزوقي, أشرف على جنازة البراهمي رئيس أركان جيش البر الجنرال محمد الصالح حامدي، وحضرتها قيادات في أحزاب معارضة وقيادات من نقابة الاتحاد العام التونسي للشغل.

وحذرت عائلة البراهمي -الذي اغتيل يوم الاحتفال بعيد الجمهورية- أعضاء الحكومة من حضور الجنازة التي ردد المشاركون فيها شعارات معادية لحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، كما طالبوا بحل المجلس التأسيسي المكلف بصياغة دستور جديد لتونس.

أنصار الشريعة
في سياق متصل، نفت جماعة أنصار الشريعة السلفية أن تكون ضالعة في اغتيال البراهمي، وقالت في بيان نشرته السبت على موقعها الإلكتروني الرسمي إنها "ترفض رفضا تماما كل محاولة للزج باسمها في قضية اغتيال البراهمي سواء من طرف جهات رسمية أو إعلامية مأجورة".

وأضافت أنه لا علاقة لها بهذا الاغتيال السياسي "الذي ينصب في إطار محاولات معروفة هدفها الزج بالبلاد في فوضى لا يستفيد منها إلا المتورطون من أزلام النظام السابق (نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) وأذيال الصهاينة والصليبيين في البلاد وما المثال المصري عنا ببعيد".

وكان وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) أعلن أن بعض المشتبه بهم في اغتيال البراهمي ومن قبله شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص في السادس من فبراير/شباط الماضي "ثبت أنهم نشطوا في تنظيم أنصار الشريعة".

‪التفجير أدى لأضرار في سيارة رباعية الدفع متوقفة أمام مركز الحرس الوطني‬ (الفرنسية)
‪التفجير أدى لأضرار في سيارة رباعية الدفع متوقفة أمام مركز الحرس الوطني‬ (الفرنسية)

قتيل وتفجير
من جهة أخرى, أكدت مصادر صحفية تونسية صباح السبت أن سيارة للحرس الوطني (الدرك) استهدفت بعبوة ناسفة من صنع محلي في ضاحية حلق الوادي بالعاصمة التونسية لم تسفر عن إصابات بشرية.

وكان شاب يدعى محمد المفتي لقي مصرعه مساء الجمعة أمام مقر ولاية قفصة (جنوب غرب) أثناء مظاهرة ضد حركة النهضة التي تتهمها المعارضة باغتيال البراهمي, في حين تنفي الحركة ذلك.

وفي سيدي بوزيد (وسط) مسقط رأس البراهمي, قال نشطاء إن الولاية باتت خارج سيطرة السلطة المركزية، وإن الأهالي عينوا مجالس محلية لتسيير الأمور رافضين العودة عن ذلك حتى تسقط الحكومة، حسب قولهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات