ميدان رابعة العدوية

مؤيدو الرئيس المصري المعزول يحتشدون في رابعة العدوية ومعارضوه يدعون للتجمع في ميدان التحرير
undefined
دخل اسم "ميدان رابعة العدوية" بقوة إلى ساحة التداول الإعلامي بعد أن اتخذه أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مقرا للاعتصام المفتوح الذي دخلوه قبيل عزل مرسي وإبعاده عن السلطة في الثالث من يوليو/تموز 2013.

سمي الميدان على اسم المسجد الذي يطل عليه والمعروف بـ"مسجد رابعة العدوية" نسبة للزاهدة المتصوفة أم الخير رابعة العدوية التي عاشت في القرن الثاني الهجري واشتهرت بالصلاح والورع والعبادة.

يقع مسجد وميدان رابعة العدوية في مدينة نصر شرقي القاهرة وتحديدا في الحي السابع من هذه المدينة على الطريق المؤدي للمطار، وتقع بالقرب منه منشآت عسكرية، كما يقع غير بعيد من نصب الجندي المجهول الذي بني تخليدا لأرواح الجنود المصريين الذين قضوا في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

وقد اختارت جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها ميدان رابعة العدوية في الفترة الأخيرة من حكم مرسي منطلقا لمسيراتها الشعبية الموازية لتلك التي كان ينظمها معارضوه والتي كانت تنطلق هي الأخرى من ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة.

انتقل ميدان رابعة العدوية من ساحة لا تختلف عن غيرها من ساحات القاهرة، إلى مركز ومقر لأنصار نظام الرئيس المعزول مرسي ومعتصم للمدافعين عنه

وفي الثامن والعشرين من يونيو/حزيران 2013، أعلن ما يعرف بتحالف دعم الشرعية عن دخوله في اعتصام مفتوح في ميدان رابعة العدوية دفاعا عن الشرعية ونصرة للرئيس مرسي الذي كان خصومه يتهيؤون وقتها لتنظيم حشد شعبي كبير يوم 30 يونيو/حزيران بميدان التحرير للمطالبة بانتخابات مبكرة وبإسقاط ما يصفونه بنظام جماعة الإخوان المسلمين.

ومنذ ذلك الحين دخل التحالف المكون، وفق مسؤوليه، من 40 فصيلا من بينها أحزاب سياسية وهيئات ونقابات واتحادات ومنظمات مجتمع مدني، في اعتصام مفتوح تجاوز حتى الآن -زمانا على الأقل- الفترة التي قضاها المعتصمون في ميدان التحرير في ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، حيث أمضى المعتصمون وقتها 18 يوما بميدان التحرير قبل سقوط النظام.

وتزايد الزخم الشعبي والإعلامي والسياسي أيضا لاعتصام رابعة العدوية، مع الأيام التالية لعزل مرسي، حيث نصبت الكثير من الخيم وأقيمت عيادات طبية متنقلة في جوانبه، كما انتشرت لجان شبابية في أطرافه كلفت بمهام التنظيم والتأمين ومعرفة هويات الداخلين ومنع أي محاولة لتسلل البلطجية والمناوئين.

ويمكن القول إن ميدان رابعة العدوية انتقل من ساحة لا تختلف عن غيرها من ساحات القاهرة، إلى مركز ومقر لأنصار نظام الرئيس المعزول مرسي، ومعتصم للمدافعين عن "الشرعية الدستورية" التي أطاح بها ما يصفه هؤلاء بانقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013.

المصدر : الجزيرة