تريث أميركي وتحرك أوروبي بشأن مصر
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده لن تتسرع في الحكم بخصوص ما إذا كان عزل الرئيس محمد مرسي يمثل انقلابا، ويتزامن ذلك مع زيارة ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي التقت قيادات السلطات الجديدة لكنها لم تلتق الرئيس المعزول فيما يتوقع أن تلتقي مسؤولين من جماعة الإخوان المسلمين الذي لا يعترفون بـ شرعية" الحكومة المؤقتة الجديدة.
وقال كيري الأربعاء في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان "بخصوص موضوع حدوث انقلاب، فمن الواضح أن هذا موقف صعب للغاية وبالغ التعقيد".
وأضاف "الحقيقة أننا ينبغي أن نأخذ الوقت اللازم لتقييم ما حدث بسبب تعقيد الوضع وهذا هو بالضبط ما نفعله الآن ولن أتعجل في الحكم عليه".
يشار إلى أن القانون الأميركي يحظر تقديم مساعدات لأي دولة تشهد انقلابا، وهو ما لن تقبله إدارة الرئيس باراك أوباما التي ترغب في المضي بتقديم قرابة 1.55 مليار دولار سنويا لمصر، يذهب منها 1.3 مليار دولار للجيش، وفق مسؤولين سابقين وحاليين.
وأشار كيري إلى أنه من المبكر معرفة اتجاه الأمور في مصر بعد عزل مرسي وتشكيل حكومة انتقالية، مشددا على ضرورة عودة النظام والاستقرار وحماية الحقوق، وفق تعبيره.
لقاءات آشتون
وفي الأثناء، بحثت ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور مجمل الأوضاع الراهنة على الساحة المصرية.
وناقش الجانبان خطوات تنفيذ المرحلة الانتقالية عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وما تم إنجازه من تلك المرحلة تمهيداً لإعادة صياغة الدستور المصري والمضي نحو إجراء انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة، بالإضافة إلى جهود إجراء المصالحة الوطنية.
والتقت آشتون أيضا بشكل منفصل نائب الرئيس للعلاقات الدولية محمد البرادعي، والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، لبحث المستجدات ومعالم المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
وكانت آشتون ترغب بلقاء الرئيس المعزول محمد مرسي الذي يحتجزه الجيش خلال زيارتها لمصر، ودعت إلى الافراج عنه. وقالت آشتون "أعتقد أنه ينبغي الإفراج عنه، ولكن حصلت على تأكيد بأنه بخير". وأضافت لبعض الصحفيين في ختام زيارتها للقاهرة "كنت أرغب بلقائه".
لقاء الإخوان
من جانبه قال المتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد إن مسؤولين اثنين في الجماعة سيلتقيان آشتون.
وقال الحداد عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر إنه يجب على "الاتحاد الأوروبى إدانة الانقلاب العسكري صراحة، وإدانة موقف الدول التى اعترفت بالانقلاب أو بحكومته".
وقبل توجهها إلى القاهرة، تعهدت آشتون بدعوة المسؤولين المصريين إلى إجراء عملية سياسية تضم كل الأطياف السياسية.
وتأتي زيارة آشتون بعد يومين من زيارة وليم بيرنز -نائب وزير الخارجية الأميركي- للقاهرة حيث أكد على التزام واشنطن بمساعدة مصر على تحقيق الديمقراطية وإنهاء الاضطرابات.
وبعيد الزيارة، أكد البيت الأبيض على أهمية نجاح العملية الديمقراطية وتحقيق المصالحة والابتعاد عن الاستقطاب في مصر والسير باتجاه عودة حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا إلى البلاد.
وكانت أول حكومة مصرية بعد عزل مرسي في الثالث من الشهر الجاري، قد أدت اليمين الدستورية أمام رئيس الدولة المؤقت، ولكن الإخوان المسلمين اعتبروها غير شرعية.