المعارضة السورية تنفي استخدام الكيمياوي
نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم الأربعاء صحة تقارير روسية عن استخدامه السلاح الكيمياوي يوم 19 مارس/آذار الماضي في ريف حلب، مطالبا بلجنة تابعة للأمم المتحدة للدخول إلى المناطق "المحررة" وتفقد الأماكن التي تعرضت للقصف باستخدام أسلحة كيمياوية محرمة دوليا، وسط دعوات دولية لإجراء تحقيق أممي مستقل.
وقال الائتلاف السوري في بيان إن الشهادات التي تقدمها أطراف داعمة للنظام السوري "شهادات زور، لا يكاد يختلف موقف الشاهد فيها عن موقف الشريك في الجرم".
وأوضح أن هذه الشهادات "تحاول تسويق النظام وتبرير جرائمه وتحويل الضحايا إلى متهمين"، مدينا ما أسماها "المحاولات اليائسة"، وحمّل المسؤولية تفاقم الأوضاع في البلاد على عاتق المجتمع الدولي عامة، وأصدقاء الشعب السوري خاصة، ودعاهم إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية.
ودعا الائتلاف الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل، متعهدا بتقديم كل الدعم وتوفير الاحتياجات الضرورية لإجراء تحقيق حيادي واحترافي ومتكامل، وبضمان دخول آمن لمعاينة كافة المواقع وأخذ العينات وإجراء التحقيق على أرض الواقع، تمهيدا لمحاكمة المسؤولين عما حدث من جرائم، حسب وصف بيان الائتلاف.
وبيّن أن الحقيقة يجب أن تظهر كاملة "لتجبر نظام بشار الأسد على الرضوخ للإرادة الدولية وقبول دخول اللجنة للتحقيق في كل المزاعم المتعلقة باستخدام أسلحة محرمة دوليا".
تحقيق روسي
وكانت روسيا قد تحدثت عن استخدام مقاتلي المعارضة السورية السلاح الكيمياوي يوم 19 مارس/آذار الماضي في ريف حلب، مشيرة إلى أنها تستند في ذلك إلى تحليل مخبري لعينات حصلت عليها من الموقع بطلب من الحكومة السورية، غير أن أميركا رفضت تلك التأكيدات.
وأشار مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى أنه سلم نتائج التحليل الذي أجري في مختبرات روسية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال تشوركين للصحفيين -بعد لقائه بان- إن العينات التي أخذها خبراء روس من موقع الهجوم في خان العسل بريف حلب، "تشير إلى أن المتمردين أطلقوا قذيفة غير موجهة باتجاه خان العسل وأدت إلى مقتل 26 شخصا بينهم 16 عسكريا وإصابة وتسمم 86 آخرين".
إثبات المزاعم
وفي المقابل قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه لإثبات المزاعم الروسية يجب على الأسد أن يسمح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول البلاد.
من جهته قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو إنه يجب إجراء تحقيق شامل من جانب الأمم المتحدة في كل المزاعم بسوريا، ويجب أن يذهب العالم السويدي أكي سيلستورم الذي يرأس فريق التحقيق الأممي إلى مواقع كل المزاعم للتحقيق بشأنها.
وكانت دمشق قد طالبت بتحقيق أممي في حادث خان العسل، لكنها شددت على أن يركز المحققون الأمميون على هذا الهجوم الذي تنسبه إلى المعارضة، بدلا من حوادث أخرى تنسبها لندن وباريس وواشنطن إلى الجيش السوري.
الأمين العام الأممي بان كي مون يعدّ لاجتماع مع العالم السويدي أكي سيلستورم الذي يرأس فريقا أمميا للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيمياوية بسوريا |
ودعت الحكومة السورية الاثنين مسؤوليْن كبيرين من الأمم المتحدة للمجيء إلى دمشق من أجل إجراء محادثات حول احتمال استخدام أسلحة كيمياوية في النزاع، ولكن المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نسيركي شدد على ضرورة السماح بالوصول بشكل أكبر إلى المناطق التي تشكل موضع اتهامات.
من جهتها ذكرت وكالة رويترز أنه من المقرر أن يجتمع الأمين العام للأمم المتحدة مع سيلستورم في نيويورك هذا الأسبوع.
ولم يستطع الفريق الأممي دخول الأراضي السورية، إذ لا توافق حكومة الأسد إلا على دخوله مدينة حلب، في وقت يتبادل فيه طرفا الصراع الاتهامات باستخدام أسلحة كيمياوية.
ومن المتوقع أن يقدم سيلستروم تقريرا مبدئيا هذا الشهر، ويقول مبعوثو الأمم المتحدة إن التقرير قد يكون شفهيا ولن يكون على الأرجح قاطعا، لأنه من المتعذر عليه أن يصدر تقييمات محددة بشأن سلسلة الإيداع للعينات التي تلقاها من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.