الظواهري يلغي دمج "جهاديي" سوريا والعراق

أيمن الظواهري 5-6-2006
undefined

بسمة أتاسي 

ألغى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري دمج "جماعتين جهاديتين" في سوريا والعراق في محاولة منه لإنهاء التوترات المتزايدة بين أعضاء التنظيم.

وكشف الظواهري عن قراره في رسالة موجهة إلى قادة جبهة النصرة في الشام و"دولة العراق الإسلامية". وحصلت الجزيرة حصريا على نسخة من الرسالة اليوم الأحد من مصادر موثوقة في سوريا.

ويأتي القرار بعد شهرين من إعلان قائد تنظيم "دولة العراق الإسلامية" أبو بكر البغدادي، الاندماج مع جبهة النصرة لتشكيل تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" معتبرا أن جبهة النصرة "ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها".

وأدت تلك الحركة أحادية الجانب إلى انشقاقات وخلافات بين الأعضاء حول قيادة المعارك وإدارة المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة في سوريا.

واعتبر الظواهري برسالته أن البغدادي "أخطأ" بإعلانه الاندماج دون استشارة قيادة القاعدة أو حتى إخطارها، وقال إن سوريا "ولاية مكانية" لجبهة النصرة ويرأسها أبو محمد الجولاني، بينما يقتصر حكم البغدادي على العراق.

تأثر "النصرة"
وتعتبر جبهة النصرة، التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة المنظمات "الإرهابية" بسبب انتمائها لتنظيم القاعدة، إحدى أكثر الجماعات تأثيرا في سوريا.

ولكن بعد أن نشر البغدادي تسجيلا صوتيا في أبريل/نيسان معلنا فيه تشكيل "دولة العراق والشام الإسلامية" رحل العديد من مقاتلي جبهة النصرة، وخاصة غير السوريين منهم، وانضموا للجماعة الجديدة.

اضغط هنا لقراءة رسالة الظواهري كاملة
اضغط هنا لقراءة رسالة الظواهري كاملة

وقال مصدر من جبهة النصرة داخل سوريا للجزيرة أمس السبت إن هذا "كان أخطر تطور في تاريخ الجهاد العالمي".

وقال أحد مقاتلي جبهة النصرة إن حوالي 70% من أعضاء الجماعة قد تركوها لينضموا ل"دولة العراق والشام الإسلامية" بمحافظة إدلب، وإن هناك معدلات أعلى من الانشقاقات بالمناطق الشرقية من سوريا.

أما حلب، معقل جبهة النصرة، فقد شهدت أقل معدل انشقاقات بين صفوفها. ولكن مع ذلك عانت المدينة من الانقسامات التي زادت من تحديات إدارة شؤون المدينة والقتال.

وتحدث نشطاء عن نقص بالطحين بدأ بالمدينة الأسبوع الماضي لأن المقاتلين الذين كانوا يحمون صوامع الحبوب أعلنوا ولاءهم لـ"دولة العراق والشام الإسلامية" ولم يعترفوا باللجنة القانونية المسؤولة عن توزيع الطحين والتي تضم جبهة النصرة وكتائب سورية أخرى، وهو ما دفع أطرافا عدة إلى التدخل لإنهاء الأزمة.

رسائل للظواهري
ودفعت تلك الانقسامات كلا من الجولاني والبغدادي إلى إرسال رسائل منفصلة إلى الظواهري بأفغانستان ليحكم بين الجماعتين.

وقال الظواهري برسالته "ساء أهل الجهاد جميعا النزاع الذي وقع وظهر على الإعلام بين إخواننا الأحباب في دولة العراق الإسلامية وجبهة النصرة لأهل الشام".

مقاتلون من جبهة النصرة بحلب (الجزيرة- أرشيف)
مقاتلون من جبهة النصرة بحلب (الجزيرة- أرشيف)

ودعا كلا الطرفين إلى التعاون وإمداد بعضهما البعض -على قدر استطاعتهما- بالمال والسلاح والرجال.

كما دعا الظواهري أعضاء كلتا الجماعتين إلى الامتناع عن الاقتتال الداخلي، وأقر الزعيم السوري المحلي أبو خالد السوري مندوبا خاصا يُرجع له للفصل بأي خلاف في تفسير هذا الحكم.

يُذكر أنه وعندما أعلن البغدادي الدمج منذ شهرين، أصدر الجولاني تسجيلا صوتيا قال فيه إنه لم تتم استشارته في تشكيل دولة العراق والشام الإسلامية، وأصر أن يواصل مقاتلوه العمل تحت راية جبهة النصرة.

ولكن الرسالة لم تردع البغدادي من السفر من العراق إلى ريف حلب ومحاولة فتح مقرات هناك.

وليس واضحا اليوم ما إذا كان البغدادي سيقبل حكم زعيم القاعدة، ومدى تأثير هذا الحكم على أرض الواقع، فقد أكد مقربون من البغدادي أن المقاتلين الذين تركوا جبهة النصرة للانضمام لدولة العراق والشام الإسلامية قد لا يرغبون في العودة إلى الجماعة.

وقال أبو أسامة العراقي، المقرب من دولة العراق الإسلامية، إن "90% من المقاتلين العرب والأجانب (الذين يحاربون في سوريا) انضموا إلى دولة العراق والشام الإسلامية." وأكد أنه "سيصعب عليهم الرجوع إلى الوراء".

المصدر : الجزيرة