تواصل نقل جرحى القصير ونداء أممي للإغاثة

Lebanese Red Cross volunteers use a stretcher to move a Syrian man, who was wounded in the nearby Syrian city of Qusayr, from an ambulance upon their arrival at an hospital on June 8, 2013 in the city of Shtora in the Lebanese Bekaa Valley as Red Cross launched an operation to evacuate wounded people from Syria. Qusayr fell on June 5, 2013 to regime control after a nearly three-week assault by troops and Hezbollah, in the clearest sign yet of the Lebanese Shiite group's commitment to the Assad regime. AFP PHOTO STR
undefined

أفادت مصادر طبية لمراسلة الجزيرة بلبنان بأن دفعة من 12 جريحا جديدا ممن أصيبوا في معارك القصير وصلت إلى منطقة جرود عرسال الحدودية بانتظار أن يتسلمها الصليب الأحمر لنقلها لمستشفيات البقاع اللبناني. يأتي ذلك بعد نداء أممي لإغاثة اللاجئين والنازحين السوريين.

وكانت قد وصلت في وقت سابق من نهار اليوم دفعة من 28 جريحا أصيبوا في معارك القصير إلى البقاع اللبناني معظم إصاباتهم حرجة، وجرى توزيعهم على ثلاثة مستشفيات في المنطقة. 

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد تسلمت الدفعة الثانية من هؤلاء الجرحى الموجودين في منطقة الحسينية في ريف القصير عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة جرود عرسال. 

وأفادت مصادر مقربة من المنظمة الدولية لمراسلة الجزيرة في لبنان بأن عدد الجرحى الذين تم إجلاؤهم من مدينة القصير استعدادا لنقلهم إلى لبنان يبلغ نحو ثمانمائة شخص، وأشارت إلى أن عملية نقل الجرحى إلى لبنان ستستمر يوم غد لتشمل 114 جريحا.

وأعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب ديبا فاخر في وقت سابق أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق مع السلطات السورية لنقل جرحى محتجزين بالقصير، وأن فرق اللجنة عاجزة عن دخول البلدة.

وكانت فرق الصليب الأحمر الدولي قد نقلت أمس الجمعة عشرة جرحى سوريين من ريف القصير عبر بلدة عرسال اللبنانية إلى مستشفيات في سهل البقاع.

لاجئون سوريون يعبرون الحدود إلى داخل لبنان (الأوروبية-أرشيف)
لاجئون سوريون يعبرون الحدود إلى داخل لبنان (الأوروبية-أرشيف)

دعوة أممية
يأتي ذلك بعد دعوة أممية لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ضمن خطة تمويل تتطلب خمسة مليارات دولار.

فقد أطلقت الأمم المتحدة الجمعة نداء استغاثة لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ضمن خطة تمويل تتطلب خمسة مليارات دولار. وعقب ذلك دعا مجلس الأمن للسماح بدخول منظمات الإغاثة للأراضي السورية.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن المساعدات الإنسانية المطلوبة الآن لغوث لاجئي سوريا يصل مجموعها لخمسة مليارات دولار، مضيفة أنها تتوقع أن يصبح نصف سكان سوريا بحاجة لمساعدات عاجلة قبل نهاية العام الحالي.

وتتضمن الخطة تخصيص 2.9 مليار دولار للاجئين و1.4 مليار للمساعدات الإنسانية و830 مليونا للأردن ولبنان أكثر دولتين استقبالا للاجئين السوريين.

وطالبت المنظمة في تقريرها الذي جاء بعنوان "خطة إقليمية للتعامل مع لاجئي سوريا" بخطوات عاجلة لحماية اللاجئين، كما حثت الدول المجاورة لسوريا على مواصلة فتح حدودها في وجه الفارين من الحرب.

وأبدى المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أنطونيو غوتيرز خشيته من أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين بنهاية هذا العام إلى أكثر من ثلاثة ملايين.

ودعا في مؤتمر صحفي مع مفوضة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في جنيف فاليري أموس المجتمع الدولي لزيادة دعمه من أجل تنفيذ الخطة الخامسة لتلبية احتياجات اللاجئين.

وقال غوتيرز إن "الأموال التي نطلبها هي مسألة بقاء للسوريين الذين يعانون، وهي مسألة وجودية للدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين".

من جانبها قالت أموس إن المنظمة وجهت أكبر نداء إغاثة في تاريخها لمساعدة سوريا، لأن ثلث الشعب السوري بحاجة لمعونات عاجلة.

مجلس الأمن طالب دمشق بالسماح للمنظمات الإنسانية بدخول القصير(الفرنسية-أرشيف)
مجلس الأمن طالب دمشق بالسماح للمنظمات الإنسانية بدخول القصير(الفرنسية-أرشيف)

مجلس الأمن
وعقب المناشدة الأممية، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا طالب فيه السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى مدينة القصير الواقعة في ريف حمص.

وأعربت البلدان الـ15 الأعضاء بمجلس الأمن عن "قلقها العميق" للوضع الإنساني بالقصير، وطلبت من جميع الأطراف في سوريا "القيام بكل ما في وسعها لحماية المدنيين، وتجنب الخسائر المدنية" مذكرة بـ"المسؤولية الأولى للحكومة السورية في هذا الإطار".

ودعا المجلس الحكومة السورية إلى "تأمين الوصول الفوري والآمن ومن دون عراقيل للعاملين في المجال الإنساني، ومنهم الأمم المتحدة، إلى المدنيين في القصير الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة خاصة الطبية".

واللافت في هذا البيان الذي يعد الأول من نوعه منذ أشهر، أن روسيا -التي عرقلت جميع القرارات التي تتعلق بالنظام السوري- سمحت بصدور هذا القرار الذي وصفه السفير البريطاني مارك ليال غرانت (رئيس المجلس) بأنه مؤشر على أن مجلس الأمن ربما يعود إلى وحدته بشأن القضية السورية، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة + وكالات