مثقفون شيعة يحذرون من انحلال الدولة بلبنان

تشيع عنصرين من حزب الله قتل احدهما في القصير
undefined

حذر مثقفون لبنانيون ينتمون إلى الطائفة الشيعية مما سموه خطر "انحلال الدولة" في لبنان "نتيجة استباحتها من قبل بعض الأحزاب"، وهو ما قالوا إنه "سيأخذ اللبنانيين إلى مزالق خطيرة, ويضعهم في مواجهات مجانية في ما بينهم, ومع أطراف شتى في محيطهم العربي".

واعتبر هؤلاء المثقفون في بيان أصدروه الخميس، أن المصدر الأساسي للتحديات والمخاطر التي يواجهها لبنان هو ما وصفوه بانحلال الدولة.

وأضاف البيان أن اشتراك بعض الأحزاب في "استباحة الدولة", لا يقلل من الدور المركزي لمن سماهم "المهيمنين على مقاليد الطائفة الشيعية" في هذه الاستباحة.

مراجعة شاملة
ودعا الموقعون على البيان إلى "مراجعة شاملة لسياسات العقود الماضية" في لبنان وفي الطائفة الشيعية، مؤكدين قناعتهم بأن "الأوطان لا تبنى في ظل القهر والاستبداد", وبأن "الدكتاتوريات لا تحمي التنوع ولا الأقليات".

وشددوا على أن "للشعب السوري كل الحق في أن يحدد خياراته بنفسه دون تدخل خارجي"، داعين إلى إعادة بناء الدولة في لبنان كي تكون دولة قوية، وتكون دولة قانون ومؤسسات.

وعن الأسباب والدوافع التي دعت هؤلاء المثقفين إلى إصدار هذا البيان، قال راشد صبري حمادة -وهو أحد الموقعين عليه- إن "الواجب هو ما دفعنا إلى ذلك"، وإن "هنالك عدة أمور تشابكت أدت إلى إطلاق هذه الصرخة".

واتهم حمادة في حديث للجزيرة ضمن برنامج "ما وراء الخبر" مساء الخميس، حزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري ضد الجيش السوري الحر، بأنه "حزب إيراني افترق عن الشيعة ولا يوازينا في شيء لا بالعروبة ولا بالأخلاق ولا بالوطنية".

وقال إن "هناك أعمالا على حساب الطائفة الشيعية لا نقبل بها"، وإن "الشيعة هم بالأساس فرقة من الإسلام، ولكنهم لم يفترقوا عن المسلمين وعن العرب".

وتابع "نحن لبنانيون لا طائفيون"، معتبرا أن مصدري البيان فعلوا ذلك "من منطلق الواجب وليس من منطلق عائلي ولا مصلحي ولا مذهبي"، وقال "لن نقبل تنفيذ أجندة لدولة غريبة عن العرب".

الأوضاع الأمنية في لبنانتأثرت بالوضع السوري (الجزيرة)
الأوضاع الأمنية في لبنانتأثرت بالوضع السوري (الجزيرة)

مسؤولية مشتركة
وتعليقا على البيان قال الكاتب اللبناني في صحيفة السفير قاسم قصير إن حزب الله الذي يقصده موقعو البيان ويتهمونه بالابتعاد عن العروبة "هو الذي حرر جنوب لبنان وقاوم إسرائيل وأعطى للعروبة معناها الحقيقي، وكل الناس يعرفون ما قدم حزب الله للبنان وللعروبة".

واعتبر أن قتال حزب الله إلى جانب النظام السوري لا يعتبره الحزب قتالا ضد الشعب السوري، بل هو يسعى إلى مواجهة ما يرى أنها "مؤامرة على سوريا تريد أن تأخذها إلى محور آخر".

وقال قصير ضمن برنامج "ما وراء الخبر" إن البيان مرحب به شرط أن ينظر إلى كل التحديات التي تواجه لبنان في جميع الاتجاهات وليس إلى جانب واحد فقط، معتبرا أن حزب الله ليس مسؤولا وحده عن الإشكاليات التي تواجه لبنان.

وأضاف أن الدولة اللبنانية فعلا "معرضة لمخاطر كبيرة، وهذا الموضوع لا يجوز النظر إليه فقط من الجانب الشيعي"، مشيرا إلى أن عبارات استخدمها البيان مثل "بناء الدولة" وغيرها هي عبارات موجودة في وثيقة قدمها حزب الله عام 2010.

وأكد قصير أن أزمة الدولة عامة في العالم العربي وليست في لبنان وحده، و"هذه مشكلة لا تختص بالمسلمين الشيعة بل بالعالم العربي عامة".

المصدر : الجزيرة