إحالة معتقلين بمعان لمحكمة أمن الدولة
وقالت للجزيرة نت مصادر في المدينة الواقعة على بعد 250 كيلومترا جنوب العاصمة عمان إن مواطنيْن أصيبا مساء أمس الأحد، أحدهما بالرصاص الحي والآخر بالمطاطي، وأصيب العشرات بالاختناق -بينهم سبعة أطفال- نتيجة إطلاق الشرطة الغاز المدمع.
وأكدت المصادر أن الليلة الماضية شهدت اشتباكات بالأسلحة النارية بين محتجين وقوات الأمن في محيط المركز الأمني ووسط حي المجينة بعد أن تصدت قوات الدرك لمظاهرة خرجت من مسجد معان الكبير بعد صلاة العشاء.
وأكد شهود عيان في المدينة أن المواجهات استمرت حتى الساعة الثالثة من فجر الاثنين، ليسود الحذر بعدها حيث عادت الحركة للمدينة بشكل بطيء.
دعوة لتدخل الملك
وفي الوقت الذي فتحت فيه محال أبوابها بعد يوم الإضراب الاحتجاجي، استمرت العديد من المحال التجارية في إغلاق أبوابها، في حين انتظمت الدراسة في المدارس التي تشهد امتحانات نهاية العام الدراسي.
وخلت شوارع المدينة من الحضور الأمني الكثيف الذي كان واضحا يوم الأحد، حيث تجمعت قوات الأمن حول الدوائر الحكومية ومدخل المدينة الذي تقع فيه دار المحافظة ومباني مديريات أمنية.
وخلص اجتماع عقده وجهاء في المدينة مساء الأحد إلى اعتبار أن الحل يكمن في تدخل الملك الأردني عبد الله الثاني.
وكان يوم الأحد شهد اشتباكات بالأسلحة النارية وحرق محتجين مبنى البريد وسيارات حكومية وسيارة تابعة لضابط في الأمن.
وتحدث نواب عن محافظة معان في جلسة البرلمان مساء أمس الأحد عن الأوضاع التي تشهدها مدينتهم، في حين رد رئيس الوزراء بأن الحكومة "ستفرض هيبة الدولة"، مؤكدا استمرار التحقيق في مقتل مواطنين وجرح ثالث في منطقة تابعة لمحافظة العقبة المجاورة لمعان.
وكانت الأحداث تجددت إثر انتهاء مهلة حددها وجهاء مدينة معان للحكومة للقبض على أشخاص ظهروا في شريط فيديو وهم يحيطون بجثتي القتيلين والجريح ورددوا عبارات اعتبرت مسيئة لأهل معان.
وقالت الحكومة إنها حددت هوية سبعة أشخاص ظهروا في الشريط، وإنها تبحث عنهم للتحقيق معهم.
توتر منذ أشهر
ويسود التوتر محافظة معان ومناطق البادية المحاذية لها منذ أشهر، واندلعت مواجهات عنيفة نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي في جامعة الحسين في معان أدت لمقتل أربعة وجرح نحو ثلاثين.
وأدت هذه الحوادث لقيام محتجين من عشائر الحويطات بإغلاق الطريق الدولي الواصل بين عمان ومحافظات معان والعقبة.
ونجحت جهود رسمية وأهلية في تطويق تداعيات الحوادث التي تجددت قبل أيام في معان، التي تعتبر إحدى أهم المدن الأردنية، حيث شهدت ولادة إمارة شرقي الأردن عام 1921 عندما استقبلت الملك المؤسس عبد الله الأول قادما من الحجاز، الذي أسس في ما بعد المملكة الأردنية الهاشمية التي استقلت عن الانتداب البريطاني عام 1946.
وشهدت المدينة جولات من التوتر لأسباب مختلفة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كان أبرزها عام 1989 عندما انطلقت منها ما عرفت بـ"هبة نيسان" التي اندلعت خلالها مواجهات بين مواطنين وقوات الأمن أدت لمقتل ستة مدنيين ورجل أمن وانتهت بإعلان الملك الأردني الراحل الحسين عن إصلاحات سياسية واسعة.
كما شهدت معان ومدن الجنوب عام 1996 مواجهات عنيفة في ما عرف بـ"أحداث الخبز". وفي عام 2002 شهدت المدينة عملية عسكرية وأمنية واسعة للقبض على عدد من قيادات التيار السلفي الجهادي عقب اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي.
ومنذ انطلاق الحراك الأردني على وقع الربيع العربي عام 2011 شهدت معان تشكيل حراك شعبي كان أحد أهم الحراكات في المملكة وواحدا من الحراكات الأكثر معارضة للحكومات وارتفاعا في سقف النقد لها وللملك عبد الله الثاني.