أميركا تحذر رعاياها والمفتي يحرّم الاقتتال

Opponents of Egyptian President Mohamed Morsi burn the content of a Freedom and Justice Party office in the coastal city of Alexandria on June 28, 2013. One person was killed and more than 70 injured in Egypt's second city of Alexandria on Friday as clashes raged between supporters and opponents of Islamist President Mohamed Morsi, state media reported. AFP PHOTO/STR
undefined

حذرت الولايات المتحدة مساء الجمعة رعاياها من السفر إلى مصر، وسمحت لقسم من موظفيها الدبلوماسيين والقنصليين بمغادرة هذا البلد بسبب الاضطرابات السياسية التي تعصف به، وذلك بعد تأكيد مصادر رسمية مصرية مقتل أميركي خلال صدامات جرت في الإسكندرية.

وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنها سمحت يوم 28 يونيو/حزيران الجاري لعدد محدود "من الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة مصر".

وأضافت أنها تنصح الرعايا الأميركيين بتجنب "أي رحلة غير ضرورية" إلى مصر في الوقت الراهن، بسبب استمرار "احتمال حدوث اضطرابات سياسية واجتماعية".

وتابع التحذير أنه "من المرجح أن تستمر الاضطرابات السياسية… على المدى القريب بسبب الاضطرابات المتعلقة بالذكرى السنوية الأولى لتولي الرئيس السلطة".

في غضون ذلك دعا مفتي الديار المصرية شوقي علام المصريين إلى الحفاظ على أياديهم نقية من دماء إخوانهم، بينما حذرت جماعة الإخوان المسلمين من أن الإسلاميين في مصر لن يسمحوا بأي انقلاب على الرئيس محمد مرسي، وذلك بعد مظاهرات وأعمال عنف جرت الجمعة في عدة محافظات مصرية قُتل فيها ثلاثة وجرح العشرات.

 
واعتبر بيان أصدره علام الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف قد يؤدي إلى القتل، أمراً محرماً.
 
وقال إن التظاهر السلمي حق جائز شرعاً وإن حمايته من واجبات الدولة، لكنه حذر من اندساس بعض المخربين ممن يتعمدون نشر الفوضى, كما حذر من تحويل الغايات السلمية للمتظاهرين إلى أخرى مدمرة ومسيئة لهم وللوطن.
 
من جهته حذر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي من أن الإسلاميين في مصر لن يسمحوا بما وصفه بانقلاب على الرئيس، وذلك في كلمة أمام عشرات الآلآف من المتظاهرين الداعمين لمرسي المحتشدين أمام مسجد رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرقي القاهرة.
 
وقال البلتاجي إن المعارضة الممثلة في حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني تهدد بأنها "ستلقي القبض يوم 30 يونيو/حزيران على مرسي وتحاكمه، وبأنها ستعطي بعد ذلك الرئاسة الشرفية لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكل حكومة وتحل مجلس الشورى (الذي يتولى حاليا السلطة التشريعية) وتعطل الدستور"، وأضاف "أن هذا اسمه انقلاب، ولن نسمح به ولو على رقابنا".

وتابع بقوله إن "الذين يظنون أننا سنخلي الميادين لكي يحاولوا الظهور أمام العالم وكأنهم ثورة ثانية، نقول لهم: لستم ثورة ثانية ولسنا نظام مبارك"، مؤكدا أن المتظاهرين الإسلاميين سيبقون معتصمين و"لن نسمح بأن تفرض إرادة على إرادة الشعب، ولن نسمح بأي انقلاب على الرئيس".

‪محمد البلتاجي اتهم المعارضة بالهروب‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪محمد البلتاجي اتهم المعارضة بالهروب‬ (الجزيرة-أرشيف)

واتهم البلتاجي المعارضة "بالهروب من الطريق الديمقراطي إلى طريق العنف"، ودعاها إلى خوض "منافسة شريفة" في انتخابات مجلس النواب المفترض إجراؤها خلال الأشهر المقبلة.

وجاء حديث البلتاجي بعدما شهدت القاهرة وعدة محافظات مصرية أخرى مظاهرات الجمعة تطالب برحيل مرسي، ووقعت اشتباكات بين أنصار الرئيس ومعارضيه في الإسكندرية أسفرت عن مقتل شخصين -أحدهما مصور صحفي أميركي- وإصابة 70 شخصا، وذلك قبل يومين من مظاهرات حاشدة دعت إليها المعارضة يوم 30 يونيو/حزيران الجاري، تدعو إلى إقالة مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

اتهامات بالتحريض
وكان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين قد اتهم في وقت سابق الجمعة قادة جبهة الإنقاذ المعارضة -وخصوصا محمد البرادعي وحمدين صباحي– بالتحريض على العنف.

وحمّل الحزب في بيان تلقى مراسل الجزيرة نت في القاهرة أنس زكي نسخة منه، قادة جبهة الإنقاذ وحملة "تمرد" المسؤولية عن التحريض على أعمال العنف، كما حمّل المسؤولية بشكل شخصي للبرادعي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي الذي كان أحد المرشحين للانتخابات الرئاسية التي جرت بعد الثورة وانتهت بفوز مرسي.

واعتبر البيان أن من قام بالاعتداءات هم عدد من "بلطجية الحزب الوطني المنحل"، في إشارة إلى الحزب الذي كان يهيمن على الحياة السياسية خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك تحت رعاية أعضاء من حركة تمرد ومليشيات جبهة الإنقاذ، على حد قول البيان.

وطالب الحزب أجهزة الأمن بسرعة القبض على منفذي الاعتداءات، وحذر من "استمرار هذه الأوضاع المشينة التي تنذر بعواقب وخيمة تجر البلاد إلى دوامة من العنف والفوضى".

وقد رد البرادعي على تلك الاتهامات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر مساء الجمعة، مؤكدا أنه يدين "بكل قوة العنف بكافة أشكاله وصوره ضد كل إنسان أيا كانت عقيدته أو انتماؤه.. قوتنا هي الحق، وسلميتنا هي السبيل".

الأزهر يحذر
من جهته حذر الأزهر الشريف من "حرب أهلية"، ودعا في بيان نقلته وسائل الإعلام إلى "اليقظة حتى لا ننزلق إلى حرب أهلية لا تفرق بين موالاة ومعارضة، ولا ينفعنا الندم حين ذلك".

‪محمد البرادعي: المظاهرات التي ندعو إليها سلمية‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪محمد البرادعي: المظاهرات التي ندعو إليها سلمية‬ (الجزيرة-أرشيف)

وأدان الأزهر "العصابات الإجرامية التى تسببت في سقوط ضحايا من شباب مصر الطاهر"، واستنكر "بشدة حصار بعض المساجد في المنصورة وغيرها من بعض الجهلة الذين لا يريدون الخير لمصر وأهلها".

وبدوره دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف في مصر إلى ااحترام مبدأ الاحتجاج السلمي واللاعنف. ودعا بيان صادر عن مسؤولة الشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد كاثرين آشتون كل الأطراف المصرية إلى بذل مزيد من الجهود "لبناء الثقة والعمل من أجل الشمولية والمصالحة".

كما حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المصريين على التزام المبادئ العالمية للحوار السلمي ونبذ العنف، وشدد على حق الشعب في التظاهر سلميا، داعيا كل الأطراف إلى احترام هذا الحق والتمسك بأحكام القانون.

المصدر : الجزيرة + وكالات