اختلاف روسي أميركي بشأن جنيف 2

epa03759196 Lakhdar Brahimi (C), the UN Joint Special Representative for Syria, arrives together with US Undersecretary of State for Political Affairs, Wendy Sherman (L) prior to a meeting at the United Nations (UN) office in Geneva, Switzerland, 25 June 2013, in a bid to organize a conference on Syria. A widely anticipated peace conference on Syria will probably not take place next month as hoped, Brahimi said. EPA/FABRICE COFFRINI POOL
undefined

انتهت المحادثات الأميركية الروسية في جنيف بشأن سوريا دون اتفاق الجانبين على تحديد موعد جديد للمحادثات للتحضير لمؤتمر جنيف 2، بينما شكك المبعوث الخاص لـالأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في إمكانية عقد المؤتمر الشهر المقبل، في حين دعا وزير خارجية السعودية سعود الفيصل لصدور قرار دولي واضح يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح.

وفي انتظار لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الأسبوع المقبل، لبحث الخلافات بشأن مؤتمر جنيف 2، أكدت روسيا الثلاثاء ضرورة مشاركة إيران في المؤتمر باعتبارها من القوى الإقليمية المؤثرة.

وكان الإبراهيمي قد صرح في وقت سابق أنه يشك في انعقاد هذا المؤتمر في يوليو/ تموز القادم قبيل اجتماع ثان مع دبلوماسيين روس وأميركيين بهدف التحضير لمؤتمر دولي جديد لوضع حد للنزاع الدائر في سوريا، إذ يُعد هذا الاجتماع الثاني لدبلوماسيين رفيعي المستوى هذا الشهر سعيا لتنظيم المؤتمر الذي بُذلت مساع أساسا لعقده في يونيو/ حزيران الحالي.

مساع دولية
ولم يخف الإبراهيمي قلقه مما يحدث بالمنطقة، واصفا إياه بـ"الخطير جدا جدا" معربا عن أمله "الشديد" في أن تتحرك الحكومات بالمنطقة والدول الشريكة، خاصة الولايات المتحدة وروسيا، لإنهاء "الوضع الذي يخرج عن السيطرة، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة".

‪لم يخف الإبراهيمي قلقه مما يحدث بالمنطقة واصفا إياه بـ
‪لم يخف الإبراهيمي قلقه مما يحدث بالمنطقة واصفا إياه بـ"الخطير جدا جدا"‬ لم يخف الإبراهيمي قلقه مما يحدث بالمنطقة واصفا إياه بـ"الخطير جدا جدا" (الفرنسية)

وعلى الرغم من تصريحات دمشق بأن "الرئيس بشار الأسد لن يتنحى" وفق ما تشترطه المعارضة السورية، للتوصل إلى أي حل سياسي، ووضع المعارضة لشروط أخرى للجلوس إلى طاولة الحوار من ذلك انسحاب مقاتلي حزب الله اللبناني من المشاركة في دعم قوات الأسد، إلا أن الإبراهيمي بدا متفائلا وقال "أعتقد أنهم سيؤكدون حضورهم" في إشارة إلى نظام الأسد والمعارضة.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يجري فيه وزير الخارجية الأميركي كيري محادثات مع المسؤولين السعوديين بمدينة جدة لتنسيق الدعم المزمع تقديمه لمسلحي المعارضة السورية، مجددا الحديث عن قلق بلاده من سيطرة "متطرفين" على السلاح الكيمياوي الموجود لدى النظام السوري.

في الأثناء أكد وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحفي مع كيري في جدة، أن "المملكة تطالب بقرار دولي واضح لا لبس فيه يمنع تزويد النظام السوري بالسلاح ويؤكد في الوقت ذاته على عدم مشروعية هذا النظام" لافتا إلى أن هذه الخطوة ستلغي أي إمكانية لنظام الأسد "ليكون جزءا من أي ترتيبات أو لعب أي دور حاضرا ومستقبلا".

كما اعتبر الفيصل تدخل إيران وحزب الله في الصراع الدائر في سوريا "أمرا خطيرا" لا يمكن للمملكة السكوت عنه، ودعا لتقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة للدفاع عن أنفسهم.

كيري: الحل السياسي سيكون الأفضل للأزمة السورية
كيري: الحل السياسي سيكون الأفضل للأزمة السورية

تسليح المعارضة
وأقرت مجموعة أصدقاء سوريا التي تضم 11 بلدا، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية، خلال اجتماعها السبت بالدوحة، تسليح المعارضة السورية، حيث دعا الفيصل الاتحاد الأوروبي إلى "التفعيل الفوري لقراره نظرا للمستجدات الخطيرة في سوريا" في إشارة إلى قرار الدول الأوروبية رفع الحظر عن إرسال السلاح إلى المعارضة.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وعد بزيادة المساعدات للمعارضة لأن الأسد يتحدى التحذيرات بشأن استخدام أسلحة كيمياوية، لكنه يبدي حذرا إزاء تورط أوسع في حرب تتخذ مزيدا من الطابع الطائفي.

من جهته، قال كيري إن واشنطن تؤيد اتفاقا تم التوصل إليه بجنيف العام الماضي يتضمن قيام حكومة انتقالية تضم النظام والمعارضة، معربا عن ثقة بلاده بأن الحل السياسي سيكون الأفضل للأزمة، وهو حل يمكن للشعب السوري فرصة تمكنه من القدرة على الاختيار بشأن مستقبله.

وتابع الوزير الأميركي "نعتقد بضرورة احترام كل الأقليات، وأن يكون هناك تنوع وتعددية وأن يكون للناس قدرة على ذلك في أجواء من السلام".

ويريد كيري أن يتم تنسيق مساعدات للمعارضة السورية بشكل صحيح، حيث تقلق واشنطن من احتمال وصول الأسلحة لمن يوصفون بـ"المتشددين الإسلاميين".

وقال المسؤول الأميركي إن بلاده لن تسمح بأن تكون الحرب على نطاق أوسع، ولا يمكن أن تساهم في المزيد من سفك الدماء وإطالة أمد معاناة الشعب السوري.

المصدر : الجزيرة + وكالات