سريان التمديد للبرلمان وتحذير من انقسام لبنان

TOPSHOTSLebanese left-wing demonstrators clash with riot police outside the parliament in the capital Beirut on June 20, 2013, during a demonstration against the extension of the mandate of the Lebanese parliament. Earlier in the month the Lebanese parliament extended its mandate by 17 months to November 2014, after failing to adopt a new electoral law at a time of deep divisions over the war in neighbouring Syria. AFP PHOTO / JOSEPH EID
undefined

دخل التمديد لمجلس النواب اللبناني حيز التنفيذ بعد فشل المجلس الدستوري في الانعقاد لبحث الطعن المقدم من رئيس الجمهورية وتكتل الإصلاح والتغيير، وحذر قائد الجيش اللبناني من أن البلاد مهددة في وحدتها بعد يوم من التوترات التي شهدتها منطقة عرسال بالبقاع.
 
وفشل المجلس الدستوري في الانعقاد للمرة الرابعة بسبب استمرار امتناع ثلاثة من أعضائه عن حضور الجلسات المخصصة لبحث الطعن الذي كان رئيس الجمعهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون قدماه ضد قرار مجلس النواب التمديد لولايته 18 شهرا.
 
وأصدر رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان مذكرة يشرح فيها أسباب الفشل في بحث الطعن، وبذلك يمدد للمجلس الحالي حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. 
 
وترافقت جلسة المجلس الدستوري الفاشلة اليوم مع مظاهرات لعدد من الشبان احتجاجا على تمديد ولاية المجلس النيابي، واشتبكوا مع الشرطة مرددين هتافات تصف المجلس الدستوري بالطائفي، وقرروا الاعتصام في انتظار قرار المجلس الدستوري الذي لم يصدر.
 
واندلعت المشادات عندما حاول المتظاهرون الاقتراب من مبنى البرلمان قبل أن تمنعهم قوى الأمن التي ضربتهم بالعصي فأصيب اثنان منهم بجروح طفيفة ورد المتظاهرون برشق العصي وزجاجات الماء على قوى الأمن.     

وتلقى الناشطون دعماً من رئيس الجمهورية الذي نشر تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، مؤيداً التحرك ومطالباً الناشطين بالحفاظ على المظاهر السلمية الديمقراطية، ومطالباً القوى الأمنية بالتصرف بحكمة معهم.

وانتهت الخميس ولاية مجلس النواب التي تستمر أربع سنوات، لكن المجلس قرر في 31 مايو/أيار تأجيل الانتخابات بسبب الوضع المتوتر والأحداث الأمنية المتصلة بالنزاع في سوريا،

وقرار تمديد ولاية المجلس الحالي حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2014 هو الأول من نوعه منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990).

قهوجي يحذر
في غضون ذلك حذر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من أن لبنان مهدد في وحدته، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية، مؤكدا أن الجيش لن يتهاون في أمن اللبنانيين بعد التوترات الأمنية التي شهدتها منطقة اللبوة وعرسال في منطقة البقاع شرقي لبنان.

‪العماد جان قهوجي اتهم جهات بمحاولة إشعال الفتنة المذهبية بلبنان‬ (رويترز-أرشيف)
‪العماد جان قهوجي اتهم جهات بمحاولة إشعال الفتنة المذهبية بلبنان‬ (رويترز-أرشيف)

وقال قهوجي أمام وفد زاره اليوم لإعلان تضامنه مع الجيش، "إننا نمر في أصعب مراحل تاريخ لبنان الحديث، مشيرا إلى أن البلاد أمام تحدي اختبار حقيقي، يهدد للمرة الأولى وحدته ووحدة أبنائه منذ انتهاء الحرب باتفاق الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان.

وأضاف أن هناك محاولات تزداد يوما بعد يوم لإشعال الفتنة المذهبية ونقلها من منطقة إلى أخرى، "لتحويل لبنان مجددا ساحة للصراعات الإقليمية والدولية".

وذكر أنه "في ظل هذه الهجمة غير المسبوقة، نحاول بإمكاناتنا البشرية والمادية الضئيلة أن نكون على قدر التحديات الجسام التي تواجهنا".

إلا أنه أضاف أن "الفتنة أكبر من الجميع ولم تعد محصورة بحوادث متنقلة هنا أو هناك"، محذرا من أن "التهجم على الجيش لن يفيد إلا أعداء لبنان"، وأعرب عن ثقته في قدرة المرجعيات السياسية وقادة الأحزاب والقوى السياسية من أجل العمل مع الجيش لوقف دورة العنف.

وشدد قهوجي على أن "الجيش ليس مسؤولا عن الفتنة المذهبية، أو عن الصراعات السياسية المحلية والإقليمية التي تريد إشعال فتيل الحرب، ولا عن التجييش الإعلامي والسياسي والمذهبي الذي يريد أن ينال من وحدة المؤسسة العسكرية".

وقال إن الجيش "حاول أن يتعامل مع الأوضاع الأمنية بالحكمة والتروي أحيانا، والرد على النار بالنار أحيانا أخرى، وستتصاعد خطواته تدريجا من أجل الإمساك بزمام الأمور"، إلا أنه أضاف أن "مسؤولية حفظ الوطن لا تقع على عاتق الجيش وحده، بل على جميع المسؤولين السياسيين ورجال الدين والإعلاميين الذين يقع عليهم المساهمة الإيجابية في إطفاء نار الفتنة بدل إذكائها".

توتر بالبقاع
وكانت قيادة الجيش اللبناني دعت في وقت سابق اليوم المواطنين إلى التهدئة وعدم الإنجرار خلف الشائعات والعصبيات الفئوية، مشيرة إلى أنه على إثر الإشكالات الأمنية التي شهدتها مؤخرا منطقة اللبوة وعرسال (في منطقة البقاع شرقي لبنان)، حصل توتر بعد ظهر أمس وليلا في بعض مناطق البقاع والشمال وبيروت، تخلله اعتصامات وظهور مسلح وقطع طرقات بالعوائق والإطارات المشتعلة.

‪انتشار للجيش بعد قيام محتجين بإغلاق طرق في البقاع‬ (رويترز)
‪انتشار للجيش بعد قيام محتجين بإغلاق طرق في البقاع‬ (رويترز)

وقد أدت محاولة فتح أحد الطرق بالبقاع الأوسط من قبل الجيش، إلى مقتل مواطن وإصابة سبعة آخرين بجروح.

من جهة أخرى قالت مصادر أمنية لبنانية إنه عثر اليوم الجمعة على قاعدتي إطلاق صواريخ في بلدة بلونة في منطقة كسروان الجبلية اللبنانية، مضيفة أنه تم العثور على صاروخ معد للإطلاق على إحدى القاعدتين لكنه لم ينطلق.

وقالت المصادر إن تحقيقات تجرى لمعرفة ما إذا كان الانفجار الذي وقع فجر اليوم على خط التوتر العالي الكهربائي، في بلدة بسوس الجبلية، قد أصيب بصاروخ أطلق من المنصة في بلونة؟

ومن جهتها أعربت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونللي اليوم الجمعة -خلال اجتماعها بزعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون- عن قلق بلادها من تزايد وتيرة الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في لبنان.

وذكر بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت أن كونللي أعربت لعون عن قلق بلادها العميق بشأن تزايد وتيرة الاشتباكات ذات الصبغة الطائفية بلبنان والتهديد الذي تمثله على الاستقرار العام في البلاد.

ودعت كونللي جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام سيادة واستقرار لبنان وأمنه. وأضاف البيان أن كونللي ناقشت أيضا مع عون الوضع الحالي في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات