فشل مساعي التقريب بين حكومة الصومال وجوبالاند

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس بونتلاند عبد الرحمن فرولي أثناء لقائهما في نيروبي
undefined

مهدي حاشي-نيروبي

فشلت المساعي التي بذلها الفرقاء السياسيون الذين التقوا في العاصمة الكينية نيروبي خلال الأسبوع الماضي في نزع فتيل الأزمة القائمة بين الحكومة الصومالية وإقليم جوبالاند جنوبي الصومال.

واستضافت كينيا -التي لها وجود عسكري في كيسمايو- محادثات سياسية عقدت بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وكل من رئيس إقليم جوبالاند أحمد إسلام (مدوبي) ورئيس بونتلاند عبد الرحمن محمود فرولي، لبحث سبل إعادة العلاقات التي تدهورت بين الحكومة الصومالية والإقليم منذ إعلان مدوبي رئيسا لجوبالاند في الـ16 من الشهر الماضي.

وشهدت كيسمايو خلال الأيام الماضية مواجهات مسلحة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات. وكان محمود قد طالب الاثنين بوقف القتال في كيسمايو، داعيا الفرقاء السياسيين في المدينة إلى أخذ العبرة من الأحداث السابقة.

واتهم رئيس جوبالاند مدوبي في تصريحات صحفية بنيروبي وزير الدفاع الصومالي عبد الحكيم فقي بالوقوف وراء الاشتباكات في كيسمايو وإدخال عناصر من حركة الشباب المجاهدين إلى المدينة، لافتا إلى أن الأمور تحت سيطرة إدارته، وشدد على أن الحكومة الصومالية حكومتهم وأنهم لا يسعون إلى الانفصال.

نفي الاتهامات
في المقابل نفى وزير الدفاع الصومالي عبد الحكيم فقي بشدة اتهامات جوبالاند، مؤكدا أنه زار كيسمايو لإجراء مباحثات مع الأطراف المختلفة في المدينة.

‪رئيس جوبالاند أحمد مدوبي في لقاء له مع أنصاره بنيروبي‬ (الجزيرة نت)
‪رئيس جوبالاند أحمد مدوبي في لقاء له مع أنصاره بنيروبي‬ (الجزيرة نت)

وفي سياق التفاعلات مع قضية جوبالاند، طرح برلمانيون صوماليون مشروعا للطلب من القوات الكينية مغادرة البلاد لدعمها هذه القضية.

لكن الرئيس الصومالي نفى أن تكون لتطورات جوبالاند أثار سلبية على العلاقات الصومالية الكينية، حيث تؤرق قضية جوبالاند الحكومة الصومالية التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى العلاقات الخارجية لكنها ما زالت متعثرة على المستوى الداخلي.

ولم يسفر اللقاء الذي جمع بين محمود ومدوبي في نيروبي عن نتائج إيجابية من شأنها تخفيف الاحتقان والتوتر، حسبما أكد رئيس اللجنة الفنية لإدارة جوبالاند عبد الغني علي جامع للجزيرة نت.

وأضاف جامع أنهم ينتظرون المؤتمر الذي دعت إليه منظمة "إيغاد" لحل أزمة الإقليم، مشيرا إلى أن الحكومة لا تلتزم بالنظام الفدرالي الذي انتخب على أساسه النظام القائم.

وفي سياق المساعي الرامية إلى حل قضية جوبالاند، التقى محمود برئيس ولاية بونتلاند فرولي. وناقش المسؤولان -حسب بيان صدر من مكتب رئيس بونتلاند- قضية جوبالاند بالإضافة إلى قضايا أخرى عالقة بين مقديشو وجروي ومن بينها بعض فقرات الدستور الصومالي الذي تقول بونتلاند إنه تم تعديله من قبل الحكومة.

 آدم: لقاء محمود بفرولي تطرق أيضا إلى مسألة تقاسم المساعدات (الجزيرة نت)
 آدم: لقاء محمود بفرولي تطرق أيضا إلى مسألة تقاسم المساعدات (الجزيرة نت)

بؤرة الصراع
وحسب السياسي الصومالي عبد الشكور مري آدم، في حديث للجزيرة نت، فإن لقاء الرئيس الصومالي برئيس بونتلاند تطرق أيضا إلى مسألة تقاسم المساعدات التي تقدمها الدول المانحة للصومال بالإضافة إلى مناقشة القضايا التي لم يتم حسمها في لقاء الرجلين في عاصمة بونتلاند الشهر الماضي.

يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الرزاق إسماعيل للجزيرة نت إن منطقة كيسمايو كانت بؤرة صراع مزمن منذ سقوط الحكومة المركزية بسبب موقعها الإستراتيجي ووجود ميناء يدر الكثير من الأموال، مؤكدا أن اللقاء بين محمود ومدوبي فشل وأن المؤتمر المعلن عقده لمناقشة القضية لم يكن إلا مخرجا دبلوماسيا لتجنب إعلان هذا الفشل.

ويرى الكاتب أن ما يجري في جوبالاند هو مزيج من تناقض المصالح بين القوى الإقليمية الفاعلة، يضاف إليه صراع قبلي مغلف بشعارات سياسية.

واعتبر إسماعيل أن الحكومة ترى أن خروج جوبالاند من سلطتها سيضعف نفوذها ويشجع آخرين على الاقتداء بها في وقت لا تزال ولاية بونتلاند وجمهورية أرض الصومال خارج سلطة الحكومة الفدرالية.

أما السياسي عبد الشكور آدم فيرى أن هناك مخاوف حقيقية من اتخاذ الصراع السياسي المحتدم في جوبالاند أبعادا أكثر تعقيدا من قبيل النزاع الداخلي بين مكونات المجتمع، مشيرا إلى انعدام الثقة بين الفرقاء السياسيين مما جعل الجميع يراهنون على القوى الخارجية التي تساندهم.

المصدر : الجزيرة