الأمم المتحدة: الوضع كارثي بسوريا

epa03437565 South African Navanethem "Navi" Pillay, UN High Commissioner for Human Rights, speaks during a press conference, at the European headquarters of the United Nations in Geneva, Switzerland, 18 October 2012. Pillay reportedly compared the conflict in Syria to the sectarian war in Bosnia in the 1990s, calling on world powers to step up efforts to bring the violence in Syria to an end. EPA/MARTIAL TREZZINI
undefined
 حذرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي اليوم الاثنين، من كابوس حقيقي في سوريا نتيجة الكارثة الإنسانية والسياسية والاجتماعية هناك، مجددة دعوتها لإحالة الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة المسؤولين في طرفي النزاع عن الجرائم التي يرتكبونها.

وقالت بيلاي في كلمة افتتحت بها أعمال الدورة الثالثة والعشرين العادية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن "أمامنا كارثة إنسانية وسياسية واجتماعية وما يلوح هو بالفعل كابوس"، غير أنها أضافت أنه يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر على التوصل إلى التزام قوي بحل الأزمة.

وحثت جميع الدول على بذل كل ما في وسعها لإنهاء الكارثة الإنسانية "لأنه يبدو أحياناً أن بإمكاننا أن نفعل أكثر بقليل من الصراخ في الظلام ومحاولة احتساب أعداد الموتى".

قصف
وأعربت بيلاي عن قلقها البالغ من التقارير الحالية عن مقتل أو جرح مئات المدنيين وبقاء الآلاف عالقين بسبب القصف المدفعي والجوي العشوائي من قبل قوات الحكومة في القصير، مطالبة بضرورة أن يكون هناك ممر آمن لأي مدنيين يرغبون في المغادرة.

واعتبرت أن المدنيين هم الذين يتحملون العبء الأساسي للأزمة، حيث بلغت انتهاكات حقوق الإنسان أبعاداً مروعة، متهمة طرفي النزاع بتجاهل القانون الدولي والحياة البشرية.

الأمم المتحدة تتوعد المنتهكين بالملاحقة(الجزيرة -أرشيف)
الأمم المتحدة تتوعد المنتهكين بالملاحقة(الجزيرة -أرشيف)

وقالت بيلاي إن الفريق الذي أرسله مجلس حقوق الإنسان إلى الدول المجاورة لسوريا تلقى معلومات تقول إن الحكومة السورية تواصل استخدام القوة العشوائية وغير المتناسبة في المناطق السكنية، وأن القوات المسلحة السورية استهدفت مدارس ومستشفيات بشكل مباشر.

وأضافت أن انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان ترتكبها المجموعات المعارضة للحكومة، فالشهادات التي جمعها الفريق تشير إلى أن المجموعات المسلحة على ما يبدو استخدمت المدنيين دروعاً بشرية، وأن عمليات الخطف تتزايد.

اتهامات
وأوضحت بيلاي أن هذه الشهادات تتضمن اتهامات للمجموعات المعارضة بإجبار النساء اليافعات والفتيات القاصرات على الزواج من مقاتلين، مضيفة استمرار تلقي المجلس تقارير عن ارتكاب مجموعات مسلحة جرائم مروعة مثل التعذيب والإعدامات الميدانية.

وحثت من جديد مجلس الأمن على إحالة الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، مضيفة أن جرائم الحرب هذه والجرائم ضد الإنسانية لا يمكن السماح بأن تذهب من دون عقاب، وقالت إنه علينا أن نوضح للحكومة ومجموعات المعارضة المسلحة بأنه ستكون هناك تداعيات على المسؤولين عنها.

وأعربت في ختام حديثها عن أملها بأن تسفر الاجتماعات في جنيف عن بداية عمل ملموس لوقف حمام الدم المتصاعد والمعاناة المتزايدة في سوريا "التي أصبحت، بعد 26 شهراً، عبئاً لا يحتمل على الضمير الإنساني".

المصدر : وكالات